تحديد المواصى كمنطقة إنسانية.. جيش الاحتلال يبدأ خطة تهجير الفلسطينيين من غزة
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي خطة لتهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم، مهددًا بالقصف لمن لا يغادر باتجاه ما أسماها “المنطقة الإنسانية” في المواصي. يأتي هذا التحرك تزامنًا مع تصعيد عسكري واسع النطاق وقصف للمباني، بينما تشير التقارير على الأرض إلى استمرار استهداف جميع مناطق القطاع، بما فيها تلك التي يفترض أن تكون آمنة.
جيش الاحتلال يدعو لـ “منطقة إنسانية” في المواصي
أصدر جيش الاحتلال بيانًا صباح اليوم السبت، موجهًا لسكان مدينة غزة، أعلن فيه عن “منطقة إنسانية” في المواصي كجزء من خطته لـ “حسم مصير حماس”. أكد البيان أنه سيتم توفير خدمات إنسانية أفضل في هذه المنطقة. كما خصص شارع الرشيد كـ “طريق إنساني” للمغادرة السريعة بالمركبات ودون تفتيش، مشيرًا إلى أعمال ترميم جارية في المستشفى الأوروبي لتقديم خدمات طبية محسنة للسكان. وحث البيان السكان على اغتنام الفرصة والانتقال إلى هذه المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، والانضمام إلى عشرات الآلاف الذين انتقلوا إليها بالفعل.
تصعيد العمليات العسكرية وقصف المباني تمهيدًا لدخول غزة
في السياق ذاته، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي ضغطه استعدادًا لعملية توغل بري في مدينة غزة. ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن عملية أطلق عليها اسم “عربات جدعون 2” بدأت يوم الجمعة، وتضمنت هدم عدة أبراج ومبانٍ مرتفعة. يهدف الاحتلال من خلال تدمير هذه المباني الشاهقة إلى إقناع سكان غزة بضرورة مغادرة المدينة، قبيل تصعيد وشيك في وتيرة القصف الجوي والغارات الأسبوع المقبل. وتجري بالتوازي مع هذه الاستعدادات العسكرية محادثات خلف الكواليس لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
واقع “المنطقة الإنسانية” الكارثي في ظل استهداف المدنيين
على النقيض تمامًا من ادعاءات جيش الاحتلال، يؤكد الواقع الميداني غياب أي منطقة “إنسانية” حقيقية في قطاع غزة. فلم يترك الاحتلال مكانًا في القطاع إلا واستهدفه بالقصف المكثف، شمل ذلك المستشفيات والمدارس ومؤسسات الأمم المتحدة التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين. هذا الاستهداف المستمر يعمق الأزمة الإنسانية والإغاثية الكارثية والمجاعة القاسية التي يعاني منها القطاع منذ إغلاق الاحتلال للمعابر في الثاني من مارس الماضي، مانعًا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود.
حصيلة الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية في قطاع غزة
يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة تفاقمت جراء منع دخول المساعدات، مما ترك نحو 1.5 مليون مواطن من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. يرتكب جيش الاحتلال إبادة جماعية في غزة منذ 700 يوم، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلًا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم. وقد خلّفت هذه الإبادة أكثر من 200 ألف شخص بين شهيد وجريح، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى ما يزيد على 12 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين. كما تسببت المجاعة المتواصلة في وفاة العديد، بمن فيهم أطفال، لتشكل كارثة إنسانية غير مسبوقة.