1000 درهم عبء جديد.. رسوم النقل المدرسي بورزازات تثير تساؤلات حول مستقبل تعليم أبناء الأسر الفقيرة

اندلع جدل واسع بإقليم ورزازات مع بداية الدخول المدرسي الحالي، بعد تحولات مفاجئة في تدبير قطاع النقل المدرسي. فُرضت رسوم سنوية جديدة على أولياء الأمور، الذين اعتادوا على خدمة مجانية في بعض المناطق، ما أثار استياءً وتخوفًا من انقطاع التلاميذ عن الدراسة. من جهتها، أوضحت الجمعية الإقليمية المسؤولة عن التدبير الجديد هذه التكاليف، مؤكدة أنها الأقل بالإقليم، وقدمت حزمة من التسهيلات والخدمات الإضافية.

جدل واسع حول تدبير النقل المدرسي بورزازات

شهد إقليم ورزازات، خاصة المناطق القروية، موجة من التساؤلات والجدل بعد التغيير المفاجئ في الجهة المسؤولة عن تدبير النقل المدرسي. فقد انتقل الإشراف على أسطول النقل من جمعيات محلية كانت تقدم الخدمة مجانًا في بعض المناطق، إلى جمعية إقليمية جديدة أُحدثت لتسيير القطاع على مستوى جميع الجماعات. هذا التحول تزامن مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، ما خلق حالة من التوتر والقلق لدى العديد من الأسر، خاصة مع غياب أي حوار مسبق حول هذه التغيرات التي أثرت بشكل مباشر على تكاليف التعليم.

أعباء مالية جديدة تثقل كاهل الأسر المغربية

تفاجأ أولياء الأمور بقرارات الجمعية الإقليمية الجديدة، التي تضمنت فرض واجب انخراط سنوي. وفي حين ذكرت مصادر مطلعة أن الواجب بلغ في البداية 1000 درهم لكل تلميذ يُدفع على دفعتين، إلا أن هذا المبلغ اعتُبر ضربة موجعة للطبقات المتوسطة والفقيرة التي تعاني أصلاً من ارتفاع تكاليف المعيشة ومستلزمات الدراسة. وقد عبر العديد من أولياء الأمور عن استيائهم من غياب التواصل، مؤكدين أن هذه الرسوم قد تدفع بعض التلاميذ إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب عدم قدرة أسرهم على تحمل المصاريف الإضافية المفروضة على النقل المدرسي.

أكد محمد بهري، وهو فاعل جمعوي بمنطقة إزناكن، أن الدخول المدرسي الحالي عرف تحولًا جذريًا في تدبير النقل المدرسي، مشيرًا إلى أن جمعية محلية كانت تتولى تسيير الخدمة بشكل مجاني سابقًا، خاصة لتلاميذ المدرسة الجماعاتية إزناكن. وأوضح بهري أن انتقال تسيير النقل إلى الجمعية الإقليمية الجديدة، صاحبه فرض واجبات سنوية أثقلت كاهل الأسر، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، مما يثير مخاوف حقيقية بشأن التزام التلاميذ بالدراسة وحقهم في التعليم المجاني.

الجمعية الإقليمية توضح رسوم النقل المدرسي والخدمات الجديدة

من جهته، قدم يوسف بنيحي، رئيس المجلس الإداري للجمعية الإقليمية للنقل المدرسي بإقليم ورزازات، توضيحات شاملة حول التغيرات الجديدة. وأكد بنيحي أن القرارات جاءت بعد اجتماعات متتالية للجنة الإقليمية لدعم التمدرس، برئاسة عامل الإقليم وبمشاركة جميع القطاعات المعنية، بما في ذلك قطاع التربية الوطنية، التعاون الوطني، والمجلس الإقليمي.

وأوضح رئيس الجمعية أن واجب الانخراط السنوي للمدارس الجماعاتية قد حدد بمبلغ 300 درهم فقط لكل تلميذ، يُدفع على دفعتين (الأولى في سبتمبر والثانية في مارس)، مشيراً إلى أن هذا المبلغ يعد الأقل تكلفة على مستوى الإقليم مقارنة بخطوط النقل الأخرى.

كما أعلنت الجمعية عن حزمة من التسهيلات والخدمات الإضافية لمراعاة ظروف الأسر:

• تبسيط المساطر الإدارية: يتم تسجيل التلميذ مرة واحدة فقط عبر الموقع الرسمي للجمعية.
• منحة داخلية كاملة: يستفيد منها التلاميذ القاطنون في الدواوير البعيدة (فوق 18 كيلومترًا).
• خدمة نقل ووجبة غداء: توفير نقل مدرسي ذهابًا وإيابًا في الفترتين الصباحية والمسائية ووجبة غداء للتلاميذ القاطنين على بعد 10 إلى 15 كيلومترًا.
• فتح نقط قراءة وخزانات: في كل مركز للمطالعة، بالتعاون مع مديرية الثقافة والشباب، بهدف استثمار أوقات فراغ التلاميذ وتنمية مهاراتهم.

التزام الجمعية بالشفافية وتطوير أسطول النقل المدرسي

شدد رئيس الجمعية على التزامهم بالشفافية، مؤكدًا أن جميع التفاصيل والمعلومات المتعلقة بخدمات النقل المدرسي وواجبات الانخراط متاحة بشكل واضح على الموقع الرسمي للجمعية الإقليمية، لتسهيل متابعة الأهالي لمسار أبنائهم. وفي إطار سعيها لتحسين جودة الخدمة، أشار بنيحي إلى أن الجمعية قامت بإصلاح أسطول النقل المدرسي خلال شهر واحد، ليصبح مكونًا من 230 سيارة، معربًا عن أمله في زيادة هذا العدد مستقبلاً بالتعاون مع المجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتطمح الجمعية أيضًا إلى توحيد التسعيرة بناءً على الكيلومترات المقطوعة، لضمان عدالة أكبر في توزيع تكاليف النقل المدرسي بإقليم ورزازات.