استعراض قوة غير مسبوق.. التنين الصيني يوجه رسالة مدوية للعالم في ذكرى الحرب العالمية الثانية

احتفلت الصين بذكرى الانتصار الثمانين للحرب العالمية الثانية بعرض عسكري ضخم كشفت خلاله عن ترسانة هائلة من الأسلحة الجديدة والمتطورة لأول مرة، مستعرضةً قوتها العسكرية المتنامية. شهد العرض مشاركة أكثر من 10 آلاف جندي، وحضرته شخصيات عالمية بارزة، مؤكدًا سعي الرئيس شي جين بينغ لتحديث أكبر جيش نظامي في العالم وإظهار مكانة الصين كقوة عالمية لا يمكن إيقافها.

الصين تستعرض قوتها العسكرية في عرض مهيب

ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ عرضًا عسكريًا مهيبًا في ميدان تيان آن من، أحيا خلاله ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية. أكد شي جين بينغ أن صعود الصين أصبح “لا يمكن إيقافه”، وذلك بحضور عدد كبير من القادة والزعماء الدوليين. وقد وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون جنبًا إلى جنب مع الرئيس الصيني للمرة الأولى علنًا، في مشهد يعكس الأهمية الجيوسياسية للحدث.

كما شارك في العرض العديد من القادة الآسيويين والأوروبيين، مما أضفى طابعًا دوليًا على الاحتفال. كان من بين الحضور:

• رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف
• الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان
• الرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ
• الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو
• قادة دول آسيا الوسطى (كازاخستان، أوزبكستان، طاجيكستان، قرغيزستان)
• رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو
• الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش

شهد العرض الكشف عن مئات الأسلحة المتطورة، وشارك فيه أكثر من 10 آلاف جندي، حيث احتشد أكثر من 50 ألف متفرج في بكين لمتابعة هذا الحدث التاريخي، معبرين عن فخرهم الوطني من خلال هتافاتهم وغنائهم للنشيد الوطني ولوحهم بالأعلام الصينية أثناء مرور الدبابات.

أحدث الأسلحة الصينية تكشف عنها الستار لأول مرة

استعرضت الصين في هذا العرض العسكري الضخم مجموعة واسعة من أحدث أسلحتها، بما في ذلك أسلحة نووية متطورة ومعدات دفاعية وهجومية حديثة. بدأت المسيرة بتحليق سرب من الطائرات حاملاً أعلام الحزب الشيوعي وجمهورية الصين وجيش التحرير الشعبي، تلاه سرب من 26 مروحية شكلت الرقم “80” احتفالًا بالذكرى الثمانين للانتصار.

من أبرز الأسلحة التي تم الكشف عنها:

• الصواريخ النووية الباليستية العابرة للقارات: ظهرت صواريخ “دونغفنغ-5 سي” الاستراتيجية العاملة بالوقود السائل، والقادرة على توجيه ضربات ذات مدى عالمي. كما كُشف عن الصاروخ الباليستي الجديد “DF-61” المحمول على منصة متحركة، والذي يُعتقد أنه من الأكثر تطورًا بعد “DF-41” بمدى يصل إلى 14,000 كيلومتر.
• الثالوث النووي: عرضت الصين لأول مرة مكونات قواتها الاستراتيجية النووية البرية والبحرية والجوية، التي تضم الصاروخ “جينغلي -1″ بعيد المدى الذي يُطلق جوًا، و”جيويلانغ -3″ الذي يُطلق من الغواصات، و”دونغفنغ -61″ و”دونغفنغ -31” التي تُطلق من منصات أرضية.
• صواريخ كروز: ظهرت صواريخ “تشانغجيان-20 أيه” و”يينغجي-18 سي” و”تشانغجيان-1000″ التي تعرض قدرات الصين على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى، وهذه هي المرة الأولى التي تشكل فيها صواريخ كروز التابعة للقوات البحرية والجوية وقوات الصواريخ تشكيلًا مشتركًا.
• الطائرات المسيرة (الدرونز):
  • طائرات مسيرة استطلاعية هجومية وطائرات مسيرة مرافقة وطائرات مروحية مسيرة محمولة على السفن، تتميز بالقدرة على شن هجمات خفية والتنسيق التلقائي.
  • الطائرة القتالية بدون طيار “GJ-11” المعروفة بـ “الجناح المخلص” والمصممة لضربات دقيقة ومهام استطلاع جوي.
  • طائرتان مسيرتان كبيرتان جدًا تحت الماء لأول مرة، أبرزها “AJX002” التي يبلغ طولها حوالي 18 إلى 20 مترًا، ويُعتقد أنها قادرة على حمل رؤوس نووية.
• أسلحة الليزر للدفاع الجوي: عُرضت أنظمة ليزر كبيرة، بعضها مخصص للتركيب على السفن الحربية، وتُصنف ضمن “أسلحة الطاقة الموجهة” التي تستخدم الطاقة الكهرومغناطيسية لتعطيل الأهداف بالحرارة أو تعطيل أنظمتها الإلكترونية.
• الدبابات والمعدات البرية: استعرضت دبابات “99B” أحدث طراز من دبابات الجيل الثالث الصينية، التي تتميز بنظام دفاع جوي متقدم “GL-XX”. كما كشفت الصين عن “ذئاب روبوتية” قادرة على الاستطلاع في الخطوط الأمامية وتوصيل الإمدادات وتوجيه ضربات دقيقة.
• القوات العسكرية الجديدة: ظهرت قوات الفضاء الجوي، وقوات الفضاء السيبراني، وقوات الدعم المعلوماتي التابعة للجيش الصيني لأول مرة في العرض.

الصين ثاني أكبر منفق عسكري عالمياً

يعكس هذا العرض العسكري الضخم حجم الإنفاق الصيني على الدفاع وتطوير جيشها. وفقًا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، تحتل الصين المرتبة الثانية عالميًا في الإنفاق العسكري، حيث تتشارك مع الولايات المتحدة بنحو نصف الإنفاق العسكري العالمي.

يُظهر هذا التفاوت الكبير في الإنفاق، رغم ضخامته بالنسبة للصين، أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر قائمة أكبر المنفقين العسكريين بفارق كبير.