تطور جديد ومقلق.. خبير الشأن الإيراني: طهران تتجنب الصدام ولكن إسرائيل باتت أكثر جرأة على ضربها

يؤكد خبير الشأن الإيراني، الدكتور علاء السعيد، أن التصريحات الإيرانية الأخيرة حول الاستعداد لمواجهة إسرائيل تكشف عن أزمة عميقة تعيشها طهران سياسياً وعسكرياً، وليست دليلاً على قوة حقيقية. ويرى السعيد أن إيران تدرك صعوبة الدخول في صدام مباشر حالياً بسبب ضعف بنيتها العسكرية التقليدية وتراجع نفوذها الإقليمي.

ضعف القدرات العسكرية الإيرانية التقليدية

أوضح الدكتور السعيد في حديثه لـ”مانشيت” أن طهران تجد نفسها في موقف صعب يجعل المواجهة المباشرة مع إسرائيل أمراً شبه مستحيل في هذه المرحلة. يعود هذا إلى ضعف بنيتها العسكرية التقليدية، إضافة إلى غياب أي غطاء دولي محتمل يدعم عملية عسكرية من هذا النوع. ويعاني الجيش الإيراني من تراجع ملحوظ في قدراته الجوية والدفاعية مقارنة بالتطور التقني الهائل الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي. كما أن العقوبات الاقتصادية المتواصلة أثرت بشكل سلبي كبير على قدرة إيران على تحديث أنظمتها القتالية وتطويرها.

اقرأ أيضًا: الدرجات المطلوبة وشروط القبول.. الكلية الفنية العسكرية تكشف كل ما يخص التقديم والأوراق اللازمة

العزلة السياسية والأزمات الداخلية ترهق طهران

على الصعيد السياسي، أشار خبير الشأن الإيراني إلى أن طهران تعيش حالة من العزلة المتزايدة، حتى بين حلفائها التقليديين. وتواجه إيران أزمات داخلية حادة تؤثر على اقتصادها، فضلاً عن الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ العام الماضي. هذه الأوضاع الداخلية المعقدة تجعل أي مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر وقد تهدد استقرار النظام الإيراني نفسه. ويوجه التصعيد الكلامي الإيراني بشكل أساسي للداخل الإيراني في محاولة لرفع المعنويات وليس استعداداً فعلياً لخوض مواجهة عسكرية.

تراجع فاعلية الأوراق الإقليمية لمواجهة إسرائيل

أكد السعيد أن إيران قد تلجأ في حال اندلاع مواجهة إلى تفعيل أدواتها الإقليمية مثل بعض الفصائل المسلحة التابعة لما يسمى “محور المقاومة” في لبنان أو اليمن أو العراق. لكن هذه الورقة لم تعد تتمتع بنفس الفاعلية التي كانت عليها في السابق. ويعود ذلك إلى الضغوط الدولية المتزايدة وتراجع التمويل الإيراني لهذه الفصائل نتيجة العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة على طهران، مما يقلل من قدرتها على التأثير بفاعلية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. رسائل قوية من الرئيس السيسي لنظيره الأوغندي خلال مؤتمر صحفي مشترك

التفوق العسكري الإسرائيلي يغير موازين القوة

في المقابل، لفت الدكتور السعيد إلى أن تل أبيب تمتلك تفوقاً عسكرياً نوعياً يضعها في موقع قوة، مما يمكنها من شل القدرات الإيرانية خلال ساعات قليلة إذا اندلعت أي حرب مباشرة. وبناءً على المعطيات الحالية، فإن طهران تلوح بالقوة في الوقت الذي تفتقر فيه إليها فعلياً، وتحاول استخدام التهديدات الإعلامية كأداة للردع. لكن في الواقع، تسعى إيران بكل الوسائل لتجنب أي صدام مفتوح قد يكشف مدى هشاشتها السياسية والعسكرية.

سيناريوهات الصراع المحتملة بين طهران وتل أبيب

في حالة اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، يتوقع الدكتور علاء السعيد أن تتجه السيناريوهات نحو ثلاثة مسارات محتملة:

اقرأ أيضًا: لطلاب الكليات العلمية.. هيئة الدواء تفتح باب التسجيل في برامج تدريبية تخصصية تؤهل لسوق العمل

  • حرب قصيرة ومحدودة تقتصر على تبادل الضربات الجوية والصاروخية بين الجانبين دون توسع إقليمي واسع.
  • تصعيد إقليمي أوسع عبر تدخل فصائل مسلحة موالية لإيران في لبنان واليمن والعراق، مما قد يجر المنطقة إلى فوضى أمنية شاملة.
  • تدخل قوى دولية كبرى تساند الطرفين أو أحدهما، وهو السيناريو الأقل احتمالًا، لكنه قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة يصعب السيطرة عليها.