بعد 10 أشهر من الغرق.. حطام سفينة غارقة يعود ويغطي شاطئ البحر الأحمر بأجولة الردة | البيئة تتابع الموقف

على نحو مفاجئ، جرفت أمواج البحر الأحمر اليوم الجمعة أجزاء من حطام سفينة “VSG Glory” الغارقة، إضافة إلى أعداد كبيرة من أجولة “الردة” التي كانت تحملها، لتظهر على شاطئ أحد الفنادق شمال مدينة القصير. وقد انتقلت لجنة من باحثي وزارة البيئة بالبحر الأحمر على الفور لمتابعة الموقف عن كثب وإعداد تقرير مفصل حول التداعيات البيئية المحتملة.

ظهور حطام سفينة غارقة وأجولة “الردة” على شاطئ القصير

فوجئ أهالي مدينة القصير ورواد أحد الفنادق السياحية بظهور جسم معدني ضخم على الشاطئ الرملي، تبين لاحقًا أنه أجزاء من حطام السفينة التجارية “VSG Glory” التي غرقت قبل نحو عشرة أشهر. لم يقتصر الأمر على الحطام، بل طفت أيضًا أعداد كبيرة من أجولة “الردة” التي كانت جزءًا من حمولتها، لتنتشر على الشاطئ. وقد سارع العاملون بالفندق باتخاذ إجراءات فورية لرفع هذه الأجولة من الشاطئ لتجنب أي آثار سلبية على المظهر العام للمنطقة السياحية أو التأثير على البيئة البحرية.

اقرأ أيضًا: تكريم خاص.. وزير الخارجية يوجه رسالة مسجلة لأوائل الثانوية العامة خلال احتفال السفارة المصرية ببرلين

تحرك عاجل للجهات البيئية بالبحر الأحمر لمتابعة الموقف

تتابع أجهزة وزارة البيئة بالبحر الأحمر الموقف لحظة بلحظة، حيث انتقلت لجنة متخصصة إلى الموقع لمعاينة الحطام وأجولة الردة. وتهدف هذه المتابعة إلى التأكد من عدم تسرب أي مواد ضارة قد تؤثر على الشعاب المرجانية الحساسة أو الكائنات البحرية المهددة في المنطقة. يجري حاليًا حصر دقيق للكميات التي طفت على الشاطئ، والتنسيق مع الجهات المختصة لرفعها والتخلص منها بطريقة آمنة بيئيًا. كما تدرس اللجنة كيفية التعامل مع بقايا السفينة نفسها التي لا تزال تستقر في قاع البحر.

قصة غرق السفينة VSG Glory وملابسات الحادث

تعود قصة السفينة “VSG Glory” إلى أواخر العام الماضي، عندما كانت السفينة التجارية التي يبلغ طولها نحو 100 متر في طريقها من اليمن إلى أحد الموانئ المصرية، وهي محملة بمئات الأطنان من “الردة”. تعرضت السفينة لعطل فني مفاجئ تزامن مع رياح شديدة، مما أدى إلى انحراف مسارها واصطدامها بالشعاب المرجانية قبالة شواطئ القصير. ورغم محاولات الإنقاذ التي استمرت لأيام، فشلت جميعها في إنقاذ السفينة التي غرقت بالكامل واستقرت في قاع البحر الأحمر دون خسائر بشرية. وقد تحولت السفينة الغارقة لاحقًا إلى موقع جذب فريد لهواة الغوص، حيث أصبحت بمثابة شعاب مرجانية صناعية تحتضن الكائنات البحرية وتثير شغف المغامرين.

اقرأ أيضًا: تصريح مهم يخالف كل التوقعات.. نقيب الزراعيين يعلن: مصر لا تواجه أزمة في أي سلعة غذائية | تفاصيل الموقف الغذائي بالبلاد

تداعيات بيئية وقانونية: أحكام قضائية وتعويضات ضخمة

لم تكن حادثة غرق السفينة مجرد واقعة عادية، بل حملت تداعيات بيئية وقانونية جسيمة. فوفقًا لتقرير سابق، قدرت لجنة التعويضات بوزارة البيئة قيمة التعويضات عن الأضرار البيئية والشاطئية والشعاب المرجانية بنحو 24 مليون دولار أمريكي. وقد أصدرت محكمة جنح القصير حكمًا قضائيًا في القضية:

البندالمبلغ (دولار أمريكي)المبلغ (جنيه مصري)
تعويضات عن الأضرار البيئية والشاطئية والشعاب المرجانية24,654,000ما يعادله
تعويضات إضافية عن أضرار بيئية633,000
غرامة مالك السفينة والربان (لكل منهما)500,000

حيث قررت المحكمة حبس مالك وربان السفينة سنة مع الشغل وكفالة 500 جنيه لكل منهما، وغرامة قدرها 500 ألف جنيه لكل منهما. كما ألزمتهما المحكمة بسداد نفقات إزالة آثار التلوث البترولي وفقًا لما تحدده الجهات البيئية المختصة، بالإضافة إلى التعويضات المالية المذكورة لوزارة البيئة.

اقرأ أيضًا:

خدمة مجانية رسمية.. هيئة المساحة المصرية توفر تحديد اتجاه القبلة لجميع المساجد

البحر الأحمر يكشف عن أسراره: رؤى خبير بيئي

تعليقًا على الواقعة، أكد الخبير البيئي أيمن طاهر أن البحر دائمًا ما يحمل مفاجآت، وأن ظهور حطام السفينة مجددًا يذكرنا بالمسؤولية المشتركة لحماية البيئة البحرية. وشدد طاهر على ضرورة التحرك السريع لمواجهة أي مخاطر محتملة، سواء كانت من التلوث النفطي الذي قد يتسرب من خزانات السفينة، أو من الحطام المعدني الذي قد يبقى لعقود طويلة مهددًا الكائنات البحرية وجمال البيئة الطبيعية.

اقرأ أيضًا: خطة كولر للقمة.. تشكيل الأهلي أمام بيراميدز يكشف مفاجآت دفاعية وهجومية حاسمة