موقف حاسم من دار الإفتاء.. بشأن من يحرم عروسة المولد وتساؤلات حول سلامة منطقه

أكدت دار الإفتاء المصرية بوضوح أن شراء وتبادل حلوى المولد النبوي الشريف لا يحمل أي حرج شرعي، ويُعد مظهرًا من مظاهر الفرح والسرور المشروعة بهذه المناسبة الدينية العظيمة. وشددت الدار على أن الأقاويل التي تحرم “عروسة المولد” أو غيرها من الحلويات لا تستند إلى أساس ديني صحيح وتفتقر للمنطق السليم.

دار الإفتاء توضح حكم شراء حلوى المولد النبوي

جاء هذا التأكيد من دار الإفتاء ردًا على استفسار ورد إليها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، حيث تضمن السؤال تساؤلاً حول طبيعة الحلوى التي كانت تُباع في ساحات المولد النبوي قديمًا، وما إذا كانت مجرد تماثيل وعرائس أم عادية. وأوضحت الدار أن صياغة السؤال بهذه الطريقة قد توحي لعامة الناس بأن شراء حلوى المولد أو التهادي بها أمر محرم شرعًا، وهو ما نفته جملة وتفصيلاً. مشددة على أن الأولى بالسؤال أن يكون: “هل شراء حلوى المولد والتهادي بها له أصل في الدين؟” لتصحيح المفهوم العام وتقديم استفسار يتوافق مع الحقائق الشرعية.

اقرأ أيضًا: ظهور مميز للبابا تواضروس.. تفاصيل حفل تخرج دفعة جديدة بإكليريكية الإسكندرية

دلالات شرعية تدعم الاحتفال بحلوى المولد

أضافت دار الإفتاء أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يتم بكافة أشكال الفرح المباحة، ومن بينها شراء الحلوى وتبادلها. واستندت الدار في فتواها إلى عدة نقاط شرعية تؤكد مشروعية هذا السلوك وأن هذه العادة لا تخالف الشرع:

  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم للحلواء والعسل، حيث ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يحب الحلواء ويحب العسل، وهو ما رواه البخاري في صحيحه.
  • تطبيقًا لحديث “تهادوا تحابوا”، الذي يحث على تبادل الهدايا بما يعزز المحبة والألفة بين المسلمين، وهذا يشمل تبادل الحلوى والهدايا في المناسبات السعيدة والأعياد.
  • التعبير عن الفرحة والسرور بذكرى المولد الشريف، وهو أمر مشروع ومستحب في الدين الإسلامي ولا يتعارض مع أي نص شرعي قطعي.

تلك النقاط توضح أن الاحتفال بحلوى المولد ليس بدعة أو أمرًا محرمًا، بل هو ضمن دائرة المباح والمستحب في الإسلام.

اقرأ أيضًا: حماية للمواطنين.. وزيرة التنمية تتابع خطة مكافحة التلوث لمواجهة السحابة السوداء

عروسة المولد والحصان: تراث شعبي لا عبادة

وفيما يخص بعض الأشكال التقليدية التي تثير الجدل، مثل “عروسة المولد” أو “الحصان”، أكدت دار الإفتاء بشكل قاطع أنها مجرد منتجات من التراث الشعبي المصري والعربي الأصيل. وتهدف هذه الأشكال إلى إدخال البهجة والسرور على قلوب الأطفال والعائلات، ولا علاقة لها بالعبادة أو التقرب إلى الله بأي شكل من الأشكال. وشددت الدار على أنها تُعامل كغيرها من أنواع الحلوى التي تُستهلك وتؤكل بعد إذابتها، دون أي رمزية دينية أو شركية كما يزعم البعض. هذه المظاهر الاحتفالية هي جزء من الثقافة والتراث الشعبي وتُعتبر وسيلة للتعبير عن الفرح.

واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أنه لم يرد أي دليل شرعي صحيح يمنع شراء أو تبادل حلوى المولد النبوي الشريف، بما في ذلك “عروسة المولد” والحصان المصنوعان من الحلوى. واعتبرت الدار أن التشكيك في مشروعية هذه المظاهر الاحتفالية لا يستند إلى أي أساس ديني قويم، داعيةً المسلمين إلى الفرح والاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف بالطرق المشروعة التي تدخل السرور على النفوس وتعزز الروابط الاجتماعية.

اقرأ أيضًا: الدرجات المطلوبة.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة في تنسيق الدبلومات الفنية 2025