لأول مرة تدريب المعلمين على الذكاء الاصطناعي بمدارس الجيزة
أطلقت مديرية التربية والتعليم بالجيزة أول مشروع تدريبي يستهدف تأهيل المعلمين على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، والذي يأتي في إطار توجهات الدولة للتحول الرقمي وبناء جيل قادر على مواكبة متغيرات الثورة الصناعية الرابعة، حيث تمثل هذه المبادرة خطوة استباقية نحو تطوير المنظومة التعليمية بالمحافظة.
جاءت انطلاقة المشروع من خلال ورشة عمل نظمتها مدارس الحسام والمستقبل لعرض نتائج التدريب، والتي شهدت حضورًا رفيع المستوى ضم سعيد عطية وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالجيزة، والخبير التربوي المندوه الحسيني، إلى جانب نخبة من قيادات الإدارات التعليمية والموجهين، وهو ما يعكس أهمية هذه الخطوة.
بروتوكول تعاون لتأهيل المعلمين على تقنيات المستقبل
تأتي ورشة العمل ضمن بروتوكول تعاون بين مديرية التعليم بالجيزة ومدارس الحسام والمستقبل، والذي يهدف إلى نقل الخبرات الفنية وتدريب المعلمين على استخدام الذكاء الاصطناعي في مهامهم اليومية، حيث يستهدف البرنامج جميع المعلمين بمختلف التخصصات، فيما بدأت المرحلة الأولى بتأهيل الموجهين والمعلمين الأوائل.
يهدف التعاون إلى تمكين الكوادر التعليمية من توظيف المنصات الإلكترونية الحديثة، وإنتاج فيديوهات تعليمية متطورة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إدارة عمليات التقويم ووضع الأسئلة بدقة وكفاءة، الأمر الذي يساهم في رفع جودة المخرجات التعليمية بشكل ملحوظ داخل الفصول الدراسية.
خطط حكومية لدمج الذكاء الاصطناعي في المناهج
في هذا السياق، أوضح سعيد عطية، وكيل أول الوزارة، أن «الدولة المصرية بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تولي اهتمامًا كبيرًا بتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي»، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى لتدريس مادة متخصصة في هذا المجال بدءًا من الصف الأول الثانوي اعتبارًا من العام الدراسي ٢٠٢٥/٢٠٢٦ بالتعاون مع الجانب الياباني.
وأضاف عطية أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ترف معرفي، بل أصبح ركيزة أساسية لتطوير التعليم، حيث يتيح إمكانيات واسعة لتخصيص التعلم لكل طالب على حدة، مع تحليل الأداء وتقديم تغذية راجعة فورية، وهو ما يسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب وتحسين مهاراتهم.
محاور تدريبية عملية لتطوير العملية التعليمية
من جانبه، أشاد الخبير التربوي المندوه الحسيني بالدعم الذي تقدمه مديرية التعليم، مؤكدًا أن «الذكاء الاصطناعي بوابة نحو تعليم نوعي يواكب العالم»، وأن هذه التجربة التدريبية تعد نموذجًا رائدًا يمكن تعميمه على باقي المدارس الرسمية بالجيزة لتعظيم الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة في المستقبل القريب.
شمل التدريب العملي للمعلمين عدة محاور أساسية تهدف إلى دمج التكنولوجيا بشكل فعال في استراتيجيات التدريس، وتضمنت ما يلي:
- إنتاج محتوى تعليمي رقمي متنوع وجذاب للطلاب.
- إعداد وبناء الاختبارات وتحليل نتائجها بدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- استعراض أحدث التطبيقات والمنصات التعليمية العالمية المتاحة.
- آليات دمج الذكاء الاصطناعي في صياغة الأهداف والمناهج وطرق التدريس.
الذكاء الاصطناعي في التعليم: نقلة نوعية لمواكبة التطورات
أكد المشاركون أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة تهدف إلى تمكين المعلمين من أدوات المستقبل، ونقل التعليم في محافظة الجيزة إلى مستوى يواكب التطورات العالمية المتسارعة، حيث تسعى المبادرة إلى إحداث تغيير حقيقي وملموس في البيئة التعليمية، مما ينعكس إيجابًا على أداء الطلاب.
يمثل توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم استثمارًا استراتيجيًا في رأس المال البشري، حيث يسهم في إعداد أجيال مبتكرة قادرة على المنافسة بقوة في سوق العمل الرقمي، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر للتنمية المستدامة، ويؤسس لمستقبل أكثر إشراقًا يعتمد على المعرفة والابتكار التكنولوجي.