إنجاز رقمي ضخم.. تطبيق “توكلنا” يخدم 34 مليون مستخدم بأكثر من 1000 خدمة حكومية

أكد مدير مركز المعلومات الوطني في سدايا، الدكتور عصام الوقيت، أن التحول الرقمي المدفوع بالبيانات والذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي ويغير كل جوانب الحياة بشكل جذري. جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الختامي لمبادرة “مستقبل رائع” (GREAT FUTURES)، حيث استعرض إنجازات المملكة البارزة مثل منصة “أبشر” وتطبيق “توكلنا” اللذين يخدمان ملايين المستخدمين.

نجاح التحول الرقمي في خدمات أبشر وتوكلنا

أوضح الدكتور الوقيت أن التطبيقات الشاملة غيرت قواعد اللعبة في تقديم الخدمات الرقمية للمواطنين والمقيمين. ويعد تطبيق “توكلنا” الذي طورته وتشغله الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” مثالاً حياً على ذلك، حيث يستفيد منه أكثر من 34 مليون مستخدم للوصول إلى ما يزيد على ألف خدمة مقدمة من 140 جهة. كما أشار إلى منصة “أبشر” التابعة لوزارة الداخلية، التي قللت بشكل كبير من حاجة المستفيدين لزيارة المقرات الحكومية، مما خفف الازدحام المروري والمكتبي وحقق وفورات ضخمة.

البيانات الوطنية محرك أساسي للاقتصاد الرقمي

شدد الوقيت على أن البيانات هي القلب النابض للتحول الرقمي، وأن البيانات الوطنية الدقيقة تمكّن الحكومة من اتخاذ قرارات مدروسة وصياغة سياسات رقمية أفضل. وفي هذا السياق، أطلقت سدايا الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي كجزء من رؤية المملكة 2030 بهدف الوصول إلى الريادة العالمية. وقد انعكس هذا التقدم في تقرير مخزون البيانات المفتوحة لعام 2024، حيث قفزت المملكة 28 مرتبة لتحتل المركز 41 عالمياً، والتاسع بين دول مجموعة العشرين. وتدير سدايا “بنك البيانات الوطني” الذي يربط أكثر من 385 نظاماً لتسريع تبادل البيانات، وتوفر منصتها للبيانات المفتوحة أكثر من 12 ألف مجموعة بيانات للباحثين والمبتكرين.

دور الحكومة في تسريع التحول الرقمي ورؤية 2030

تلعب الحكومات دوراً محورياً في قيادة مسيرة التحول الرقمي من خلال وضع الرؤى وتطوير البنية التحتية وتشجيع الابتكار. وتعمل المملكة بشكل متكامل لتحقيق أهداف رؤية 2030، حيث تدير سدايا أصول البنية التحتية الرقمية الحكومية، وتنسق هيئة الحكومة الرقمية جهود التحول، بينما تعمل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني على حماية الأصول الرقمية. وأثمرت هذه الجهود عن قفزة نوعية للمملكة بمقدار 25 مركزاً في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية 2024، لتحتل المركز الرابع عالمياً والأول إقليمياً.

أهمية الشراكات الدولية في مستقبل الذكاء الاصطناعي

أكد الوقيت على أن الشراكات الدولية ضرورية لنجاح الابتكار وتبادل المعرفة لمواجهة التحديات الرقمية العالمية المعقدة. وتشمل هذه التحديات حوكمة الذكاء الاصطناعي، ومخاطر الأمن السيبراني، وتوحيد المعايير العالمية. وانطلاقاً من هذا المبدأ، قامت المملكة ممثلة في سدايا بإنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) في الرياض، والذي حصل على تصنيف من الفئة الثانية تحت رعاية منظمة اليونسكو، ليكون منارة للمعرفة والتعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.