كشفٌ جديد.. الشيخ خالد الجندي يوضح متى بدأت معجزة النبي الحقيقية وتفاصيل الخلق النبوي كصناعة إلهية

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن شخصية النبي محمد ﷺ وأخلاقه الفاضلة لم تكن محض صدفة، بل كانت ثمرة إعداد إلهي متكامل ومقصود منذ مولده، مشددًا على أن معجزة النبي الحقيقية تجلت في تكوينه الفريد الذي سبقت رسالته، ما يبرهن على مكانته الاستثنائية وعظيم منزلته عند ربه.

إعداد إلهي خاص: النبي “الصادق الأمين” قبل البعثة

أوضح الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة برنامجه التلفزيوني “لعلهم يفقهون” المذاع على قناة “dmc” مؤخراً، أن النبي محمد ﷺ عاش ثلاثة وستين عامًا، منها أربعون عامًا كاملة قبل أن يبعث بالرسالة والنبوة. وخلال هذه الفترة الطويلة التي شكلت ثلثي حياته الشريفة، اشتهر النبي بين قومه في المجتمع الجاهلي بلقب “الصادق الأمين”، وذلك في بيئة كانت تضج بالفساد المنتشر كشرب الخمر وأكل أموال اليتامى وظلم الضعفاء. هذا الثبات الخلقي غير المسبوق في بيئة لا تعرف القيم هو دليل دامغ على إعداد إلهي فريد من نوعه، فالله سبحانه وتعالى صنع نبيه على عينه ورعاه رعاية خاصة، كما قال في حق موسى عليه السلام: (ولتصنع على عيني)، فكيف بمن هو سيد الخلق أجمعين.

اقرأ أيضًا: ميزة جديدة من جوجل.. Gemini يقدم Storybook لإنشاء قصص مصورة بسهولة

فضل النبي محمد: مكانة فريدة لم تُمنح لغيره

أشار الجندي إلى أن مكانة النبي محمد ﷺ كانت فريدة ومختلفة عن سائر الأنبياء، فهو لم يكن طالبًا للمكانة والفضل، بل كان مطلوبًا من الله تعالى لنيلها. فكل ما طلبه الأنبياء السابقون من ربهم، ناله النبي محمد دون أن يسأل، ومثال على ذلك قوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك)، بينما طلب موسى عليه السلام ذلك بنفسه وقال: (رب اشرح لي صدري). وقد أنعم الله تعالى على النبي محمد بفضل عظيم لم يُمنح لأحد من قبله أو بعده، ويتجلى هذا الفضل في عدة جوانب منها:

  • أنعم الله عليه بفتح مبين وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، مصداقًا لقوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
  • النبي محمد هو الوحيد الذي ذُكر اسمه مقترنًا بكلمة “أنعمت” في قوله تعالى: (أنعمت عليهم)، وهذا يؤكد على منزلته الخاصة عند ربه وتميزه على سائر الخلق.

اتباع الرسول ومحبته: مفتاح رضا الله وكمال الإيمان

أكد الشيخ خالد الجندي أن محبة النبي محمد ﷺ واتباعه نهجه وسنته هما من أصول كمال الإيمان، وأن رضا الله تعالى لا يمكن أن يُنال إلا برضا رسوله الكريم. وهذا ما توضحه الآية الكريمة: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). مشيرًا إلى أن للنبي قضاء خاص به، كما أن لله قضاء، وهذا المفهوم العميق يجب على كل مسلم أن يدركه ويفهمه جيدًا ليعيش إيمانه كاملاً ووافيًا.

اقرأ أيضًا: مفاجأة بعد الدفن.. إبنة الفنان الراحل تلغي عزاء والدها