مؤشرات قوية.. خبيرة أسواق مال تكشف عن بداية الموجة الثانية من التضخم عالميًا | تأثيرات متوقعة على الجميع

حذرت هدى المنشاوي، خبيرة أسواق المال، من أن الأسواق العالمية قد تكون على أعتاب موجة تضخمية ثانية وشيكة. وتؤكد المنشاوي أن الارتفاع الملحوظ في أسعار المعادن والسلع ليس مجرد تقلبات عابرة، بل هو رسالة واضحة من المستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة تحمي أموالهم من تآكل القوة الشرائية للعملات في ظل هذه التحديات الاقتصادية.

في الفترة الأخيرة، شهدت أسعار المعادن الثمينة والسلع الأساسية ارتفاعات ملحوظة، مما يعكس بحث المستثمرين عن أصول حقيقية.

اقرأ أيضًا: 569 مليون دولار دفعة واحدة.. استثمارات جديدة تضخ في حقل ظهر البترولي | تطور مرتقب في مستقبل الطاقة

المعدنالسعر التقريبي
الفضةتجاوزت 40 دولارًا للأونصة
الذهبيقترب من 3500 دولار للأونصة

كما تشهد السلع الأساسية الأخرى ارتفاعًا جماعيًا، مما يدعم هذا التحليل.

عوامل تسرّع الموجة التضخمية الجديدة

وفقًا لتحليلات الخبيرة هدى المنشاوي، هناك ثلاثة عوامل رئيسية قد تدفع بعودة التضخم العالمي بقوة:

اقرأ أيضًا:

تغيرات اليوم.. أسعار الذهب والدولار وحالة الطقس: تفاصيل لم تتوقعها

  • سياسات اقتصادية متضاربة:
    سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعتمد على خفض الضرائب وتخفيض أسعار الفائدة مع الإبقاء على الرسوم الجمركية، قد تدعم النمو على المدى القصير. لكنها في الوقت نفسه تهدد بتفاقم العجز المالي، وزيادة الدين العام، بالإضافة إلى فرض ضغوط إضافية على سلاسل التوريد العالمية.
  • ضغوط على البنية التحتية للطاقة:
    ترى المنشاوي أن تصاعد أسعار الكهرباء يعود لعاملين أساسيين وهما: قصور البنية التحتية القائمة، والارتفاع المتسارع في استهلاك الطاقة بسبب التطورات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا يعني أن تكاليف الطاقة المرتفعة ستنتقل تدريجيًا إلى المستهلكين، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مباشر.
  • الدولار تحت الضغط:
    تراجع الثقة في استقرار الأوضاع المالية الأمريكية أدى إلى انخفاض الطلب على السندات الحكومية. وبدلاً من ذلك، تتجه المؤسسات المالية نحو الأصول الحقيقية مثل الذهب والفضة والطاقة. هذا التحول يعتبره المحللون تحذيرًا مبكرًا من الأسواق المالية العالمية.

سوق السندات.. مؤشر حاسم للتضخم

تشير هدى المنشاوي إلى أن سوق السندات لم يظهر رد فعل قويًا حتى الآن تجاه هذه التغيرات، لكن أي ارتفاع مرتقب في عوائد السندات قد يكون التأكيد النهائي على دخول دورة تضخمية جديدة. وأوضحت أن تقرير الوظائف الأمريكية الشهري (NFP) واجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر المقبل سيمثلان أول اختبار حقيقي لمدى صحة هذه التوقعات.

ماذا يعني هذا للمستثمرين في ظل التضخم؟

تقدم المنشاوي رؤية واضحة حول كيفية تأثير هذه الموجة التضخمية المحتملة على استراتيجيات المستثمرين:

اقرأ أيضًا: تراجع عالمي واستقرار محلي.. أسعار الذهب اليوم تحمل مفاجآت للمستثمرين | تطور جديد في عيار 21

  • الذهب والفضة: يواجهان فرصًا قوية للصعود، مع توقعات بوصول الذهب إلى أكثر من 3600 دولار، والفضة إلى أكثر من 45 دولارًا للأونصة.
  • السلع والطاقة: من المرجح أن تحقق مكاسب مع ارتفاع التكاليف الإنتاجية.
  • السندات الطويلة الأجل: معرضة لخسائر كبيرة في حال ارتفاع العوائد.
  • الأسهم التقليدية: مهددة بتآكل هوامش الربح للشركات.
  • الأصول الحقيقية: ستكون الرابح الأكبر في بيئة تضخمية، حيث تحافظ على قيمتها أو تزيدها.

واختتمت الخبيرة هدى المنشاوي تحليلها بالتأكيد على أن المؤشرات المتراكمة لا تدل فقط على احتمال التضخم، بل تشير إلى بداية دورة تضخمية جديدة بالفعل. هذه الدورة يقودها تحركات قوية في أسعار المعادن، وتوترات مستمرة في سلاسل التوريد، وسياسات مالية غير مستدامة، بالإضافة إلى ضغوط هيكلية في قطاع الطاقة. وشددت على أننا أمام موجة تضخمية ثانية، قد لا تقل خطورة عن سابقتها، ولكنها أكثر تعقيدًا. تؤكد المنشاوي أن من يتهيأ مبكرًا لهذه التحديات، سيتمكن من تحقيق المكاسب.

اقرأ أيضًا: 172 جنيهًا دفعة واحدة.. أسعار الذهب في أغسطس تخالف التوقعات | مفاجأة جديدة لعيار 21