قفزة جديدة.. أسعار الغاز الأوروبية تخالف التوقعات مع بداية التعاملات

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق الأوروبية اليوم بنسبة 1.4%، لتصل العقود الآجلة لتسليم الشهر المقبل إلى 32.06 يورو لكل ميجاوات/ساعة في بورصة أمستردام، مدفوعة بتضاؤل الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام سريع ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أثر بشكل مباشر على توقعات المتعاملين في سوق الطاقة.

أسعار الغاز الأوروبي تشهد ارتفاعاً وسط تراجع آمال السلام

سجلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي ارتفاعاً طفيفاً في التعاملات الأوروبية اليوم الاثنين، لتستعيد جزءاً من خسائر الأسبوع الماضي التي بلغت 6%. يأتي هذا الارتفاع ليضع الأسعار مجدداً ضمن النطاق الضيق نسبياً الذي شهدته خلال الشهر الماضي، متأثرة بتقلبات أسعار النفط. ويعكس هذا التذبذب قلق الأسواق من استمرار التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على استقرار إمدادات الطاقة.

تصريحات المسؤولين الألمان تزيد الشكوك حول إنهاء الصراع الأوكراني

جاءت تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس مطلع الأسبوع الحالي بأن الحرب في أوكرانيا قد تطول، لتؤجج مخاوف الأسواق، رغم إشارته إلى عدم فقده الأمل في وقف إطلاق النار. هذه التصريحات، إلى جانب التصعيد الأخير في القتال، تقلل من احتمالية توصل قادة البلدين إلى وقف لإطلاق النار أو حتى سلام دائم في وقت قريب، وفقاً لما ذكره هانز فان كليف، رئيس إدارة أبحاث سوق الطاقة في شركة إيكو ليبريوم. هذا المشهد يختلف عن الشهر الماضي، حيث أدت جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة والرهانات على اتفاق محتمل قد يخفف العقوبات الدولية على صادرات الطاقة الروسية، إلى انخفاض أسعار الغاز الأوروبي إلى أدنى مستوى لها منذ عام.

نظرة على عوامل السوق الأخرى: الإمدادات والتخزين والطلب العالمي

على الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا تزال أسعار الغاز تحت السيطرة نسبياً بفضل عوامل أخرى تؤثر على السوق:

• إمدادات النرويج: لا تزال تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب من النرويج، أكبر مورد لأوروبا، محدودة بسبب أعمال الصيانة الموسمية المعتادة.
• مستودعات التخزين: يواصل التجار ضخ الغاز بكميات كبيرة إلى مستودعات التخزين الأوروبية استعداداً لموسم الطلب على الوقود للتدفئة خلال فصل الشتاء الذي يبدأ بعد أسابيع قليلة.
• الطلب الآسيوي: خفت الضغوط على أوروبا في منافستها مع المشترين الآسيويين على الغاز الطبيعي المسال، وسط ضعف الطلب في آسيا حالياً ومؤشرات على أن الوقود الروسي الخاضع للعقوبات يجد مشترين.

الأسواق تترقب مؤشرات قمة شنغهاي بشأن الطاقة والسلام

في سياق متصل، اتجهت أنظار المتعاملين في سوق الطاقة نحو مدينة تيانجين الصينية، التي استضافت قمة منظمة شنغهاي للتعاون. شارك في القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وكانت الأسواق تترقب أي مؤشرات قد تصدر عن الاجتماع بخصوص صادرات الطاقة الروسية أو التطورات المحتملة في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.