أعظم خطأ يقع فيه المؤمن! الشيخ الشعراوي يفسر ما هو القنوط من رحمة الله ولماذا هو خطير

تُعد قضية “القنوط من رحمة الله” من المحاور الإيمانية العميقة التي تناولها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي بتفسيرٍ دقيقٍ وواضح، حيث أوضح معناها وأبعادها الروحية، مؤكدًا على خطورة هذا الشعور الذي ينافي جوهر الإيمان وثقة العبد بخالقه، ومبينًا للمسلمين السبيل لتجنبه والتمسك بالرجاء.

مفهوم القنوط من رحمة الله في تفسير الشعراوي

أوضح فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، أن القنوط من رحمة الله تعالى هو شعور عميق باليأس وفقدان الأمل في مغفرة الله وعفوه وقدرته على تغيير الحال للأفضل. وبين أن هذا الشعور يتجاوز مجرد الحزن أو الخوف من العقاب، ليصل إلى مرحلة إنكار صفات الله الكريمة من الرحمة الواسعة والمغفرة التي تشمل كل شيء. في تفسيراته، أكد الشعراوي أن القانط يظن أن ذنوبه قد تجاوزت قدرة الله على المغفرة، أو أن مشاكله لا يمكن لله أن يحلها، وهو ما يعد إساءة ظنٍ بالله العظيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وأنه الغفور الودود القادر على كل شيء.

اقرأ أيضًا: 31 ألف جنيه بدايةً.. تعرف على مصروفات كلية التمريض بالجامعات الأهلية 2025/2026

أبعاد اليأس من رحمة الله وتداعياته الخطيرة

يذهب الشيخ الشعراوي إلى أن القنوط من رحمة الله ليس مجرد حالة نفسية عابرة، بل هو ذنبٌ عظيم له تداعيات خطيرة على إيمان المسلم وحياته. فقد ورد النهي عنه صريحًا في القرآن الكريم في قوله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”. وأشار فضيلته إلى أن القنوط يعكس جهل العبد بعظمة ربه وقدرته المطلقة على التجاوز والصفح، ويفتح الباب أمام وساوس الشيطان التي تدفع الإنسان نحو المزيد من المعاصي بحجة أن أمره قد فات. كما يؤدي هذا اليأس إلى تعطيل حركة الإصلاح والتوبة في حياة الفرد، ويجعله حبيس ذنوبه وأخطائه، بدلاً من السعي نحو التقرب من الله بقلب منيب.

طريق النجاة من القنوط وفتح باب الرجاء

لم يكتفِ الشيخ الشعراوي بتوضيح خطورة القنوط، بل قدم للمسلمين طريق النجاة منه والسبيل إلى تعزيز الرجاء في قلوبهم. ومن أبرز ما أكد عليه:

اقرأ أيضًا: رسميًا.. اعتماد لائحة جديدة لكلية الفنون والتصميم بالجامعة البريطانية في مصر

  • التعمق في فهم أسماء الله الحسنى وصفاته العلا: وخاصة أسماء مثل “الرحمن”، “الرحيم”، “الغفور”، “التواب”، “الحليم”، “الودود”، التي تزرع اليقين في رحمة الله التي وسعت كل شيء.
  • كثرة التوبة والاستغفار: فالشعراوي أوضح أن باب التوبة مفتوح على مصراعيه ما لم تبلغ الروح الحلقوم، وأن الله يفرح بتوبة عبده مهما عظمت ذنوبه.
  • التدبر في آيات القرآن الكريم: التي تبشر بالمغفرة والعفو وتدعو إلى الأمل وعدم اليأس.
  • ملازمة الدعاء والابتهال: فالدعاء يعزز الصلة بالله ويذكر العبد بقدرة ربه على تحقيق المستحيل وتبديل الحال من الأسوأ إلى الأفضل.
  • التفكر في قصص الأنبياء والصالحين: الذين مروا بابتلاءات عظيمة ثم جاءهم الفرج من حيث لا يحتسبون، مما يبعث الأمل في النفوس.

وقد شدد الشعراوي على أن الثقة المطلقة في رحمة الله هي أساس الإيمان الحقيقي الذي يدفع المسلم نحو العمل الصالح، ويحميه من الوقوع في فخ اليأس والقنوط، مهما كانت التحديات أو حجم الذنوب.

اقرأ أيضًا: إغلاق محطات مترو وتوقف رحلات طيران.. السيول تجتاح المكسيك | فيديو