تحذير هام.. هذا ما تفعله زجاجة المياه البلاستيكية في سيارتك بصحتك وأمراضك المزمنة.

كشفت أبحاث طبية حديثة أن ترك زجاجات المياه البلاستيكية داخل السيارات، خاصة في الأجواء الحارة، ليس عادة بسيطة بل قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. فمع ارتفاع درجات الحرارة داخل المركبات المغلقة، تطلق هذه الزجاجات جزيئات بلاستيكية ومواد كيميائية سامة تختلط بالماء، مسببة تسمماً تدريجياً للجسم يرتبط بأمراض مثل السرطان واضطرابات الخصوبة وأمراض القلب.

كيف تتفاعل زجاجة المياه البلاستيكية مع حرارة السيارة المرتفعة؟

تشير بيانات نشرتها صحيفة “ديلي ميل” نقلاً عن مراكز السيطرة على الأمراض، إلى أن درجة الحرارة داخل السيارة المغلقة ترتفع بشكل مقلق وسريع. هذه الظروف تُحول الزجاجات البلاستيكية إلى مصدر لإطلاق كميات كبيرة من السموم، ما يجعلها أشبه بقنبلة كيميائية داخل المركبة. لتوضيح سرعة ارتفاع درجات الحرارة، إليك جدول يوضح ذلك:

دراسات علمية تكشف عن سموم خطيرة في زجاجات المياه البلاستيكية

في تجربة مهمة أجراها باحثون من جامعة نانجينج الصينية، تم تعريض زجاجات مياه بلاستيكية لدرجة حرارة 70 مئوية لمدة أربعة أسابيع. أظهرت النتائج أن الزجاجات المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) تطلق معدن الأنتيمون السام، بالإضافة إلى مادة البيسفينول أ (BPA). يسبب الأنتيمون أعراضاً فورية مثل الصداع والغثيان وآلام البطن، بينما يؤدي التعرض المستمر له على المدى الطويل إلى التهابات الرئة وقرح المعدة. أما مادة البيسفينول أ فترتبط بمخاطر صحية أشد خطورة مثل السرطان والتوحد واضطرابات القلب وحتى الوفاة المبكرة.

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة: خطر خفي يهدد صحة الإنسان

الجانب الأكثر إثارة للقلق هو ما كشفته أبحاث حديثة باستخدام تقنيات الليزر المتقدمة، حيث تبين أن زجاجة مياه بلاستيكية واحدة قد تحتوي على كميات هائلة من الجسيمات البلاستيكية متناهية الصغر. هذه الجسيمات النانوية الصغيرة جداً قادرة على اختراق خلايا الدم والدماغ، مما يعني أنها تنقل السموم مباشرة إلى الأعضاء الحيوية في الجسم. إليك مقارنة بعدد هذه الجسيمات:

ومن بين المواد الكيميائية الخطيرة التي تحتويها هذه الجسيمات مركبات “الفثالات”. تُستخدم هذه المركبات لجعل البلاستيك مرناً، لكنها ترتبط بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة مثل العقم والعيوب الخلقية والسرطان والربو وحتى الخرف المبكر.

أبحاث كندية تحذر: الخطر لا يقتصر على الحرارة الشديدة

لم تتوقف التحذيرات عند الدراسات الآسيوية، فقد نشر باحثون من جامعة مكجيل الكندية عام 2023 دراسة أثبتت أن أربعة أنواع شائعة من البلاستيك، ومن ضمنها البولي إيثيلين، تطلق جسيمات بلاستيكية دقيقة حتى عند درجة حرارة 37 مئوية فقط. هذه الدرجة قريبة جداً من درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية، مما يؤكد أن الخطر لا يحتاج إلى حرارة مرتفعة جداً ليتحول إلى واقع ملموس. في المقابل، العينات التي حُفظت في ثلاجات عند درجة حرارة 4 مئوية لم تُطلق أي جسيمات، وهو ما يسلط الضوء على أهمية التخزين السليم للمياه المعبأة.

نصائح عملية للحماية من أضرار زجاجات المياه البلاستيكية

بناءً على هذه النتائج المقلقة والتحذيرات العلمية، يوصي الخبراء باتخاذ عدة إجراءات وقائية بسيطة لكنها فعالة لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه المعبأة في البلاستيك. من أبرز هذه التوصيات للحفاظ على صحتك وصحة أسرتك:

• تجنب ترك زجاجات المياه البلاستيكية داخل السيارات أو في أي أماكن معرضة لأشعة الشمس المباشرة أو للحرارة المرتفعة.
• استخدام بدائل أكثر أماناً لحفظ المياه مثل الأوعية الزجاجية أو المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.
• تخزين زجاجات المياه البلاستيكية، في حال استخدامها، دائماً في أماكن باردة ومظللة بعيداً عن مصادر الحرارة.
• الاعتماد على مياه الصنبور المفلترة كخيار صحي وآمن ومستدام قدر الإمكان.
• التخلص الفوري من أي زجاجة مياه يتغير طعمها أو رائحتها أو يظهر عليها أي علامات تلف أو انتفاخ.