رسميًا.. تفاصيل قرار الولادات القيصرية في مصر | التطبيق يبدأ سبتمبر المقبل
أصدرت وزارة الصحة والسكان حزمة إجراءات تنظيمية ملزمة للمنشآت الطبية الخاصة، بهدف تعزيز الولادة الطبيعية الآمنة وخفض معدلات العمليات القيصرية غير المبررة طبياً. تأتي هذه الخطوة استناداً إلى أحدث المعايير العالمية، لضمان تقديم خدمات صحية عالية الجودة للأمهات والمواليد في مصر.
خطوات تنظيمية لتعزيز الولادة الطبيعية الآمنة
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن حزمة إجراءات تنظيمية صارمة وملزمة لجميع المنشآت الطبية الخاصة. يهدف هذا القرار إلى دفع عجلة الولادة الطبيعية الآمنة وتقليل معدلات العمليات القيصرية التي لا تستند إلى مبررات طبية واضحة. تستند هذه المبادرة الهامة إلى أحدث المعايير الدولية والإرشادات الصادرة عن المجلس الصحي المصري، مما يضمن توفير خدمات صحية ممتازة للأمهات وأطفالهن حديثي الولادة، ويعكس الالتزام بتحسين جودة الخدمات الصحية.
وصرح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، بأن هذه الإجراءات تمثل نقلة نوعية في مستوى خدمات النساء والتوليد بالقطاع الخاص. وأوضح أن هذه الجهود تتسق تماماً مع المبادرة الرئاسية “الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية”. تهدف الوزارة من خلالها إلى تعزيز سلامة الأمهات والمواليد عبر ضمان تطبيق أفضل الممارسات الطبية، والمتابعة الدقيقة للتقارير الإحصائية الدورية الخاصة بالولادات.
تقارير شهرية إلزامية لضبط جودة الولادة في المنشآت الخاصة
ألزمت الوزارة المنشآت الطبية الخاصة بتقديم تقارير إحصائية شهرية مفصلة. هذه التقارير تعتبر حجر الزاوية في متابعة وتحسين جودة خدمات الولادة، وستتضمن المعلومات التالية:
- العدد الإجمالي للولادات التي تمت في كل منشأة طبية خاصة.
- نسبة الولادات القيصرية وتصنيفها وفقاً لنظام “روبسون” المعتمد عالمياً.
- تحليل مفصل لأسباب إجراء العمليات القيصرية، بناءً على البيانات المستخلصة من “البارتوجرام”.
- رصد وعرض التحديات التي تواجه الفرق الطبية أثناء عمليات الولادة.
يبدأ العمل بهذه التقارير الإلزامية بنهاية الشهر الجاري، مع التأكيد على الالتزام المستمر بتقديمها بصفة دورية ومنتظمة. ولضمان فعالية التنفيذ، كلفت الوزارة مديريات الشؤون الصحية بالمحافظات بمهمة متابعة تطبيق هذه الإجراءات وتقييم أداء المنشآت الطبية بشكل مستمر.
أدوات عالمية لمتابعة دقيقة: البارتوجرام وتصنيف روبسون
من جانبه، أكد الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، أن الوزارة ألزمت الفرق الطبية في أقسام النساء والتوليد بالقطاع الخاص بتطبيق المعايير المعتمدة من المجلس الصحي المصري. وأشار إلى أن أداة “البارتوجرام”، وهي أداة عالمية متطورة لرصد تطور مراحل المخاض، ستُستخدم بشكل إلزامي لمتابعة الولادات الطبيعية بدقة. هذا الإجراء سيمكن الأطباء من اكتشاف أي تحديات محتملة مبكراً، مما يتيح التدخل في الوقت المناسب لضمان سلامة الأم والجنين معاً.
وأضاف الدكتور زكي أن تطبيق “تصنيف روبسون” يعد أمراً حيوياً، إذ يسهم في توثيق كل حالة ولادة وتحديد ما إذا كانت العملية القيصرية ضرورية طبياً بناءً على معايير واضحة. هذا من شأنه تعزيز الشفافية وتسهيل عمليات المراقبة والتقييم لجودة الخدمات الصحية. كما نوه إلى أن السجلات الإلكترونية ستُستخدم لتسهيل تحليل البيانات ومتابعة مدى الالتزام بالمعايير الصحية المحددة.
التزام رقابي لضمان جودة الخدمات الصحية وتطويرها
أكدت وزارة الصحة والسكان على التزامها الراسخ بدورها الرقابي والتنظيمي. ويهدف هذا الالتزام إلى ضمان أعلى مستويات جودة الخدمات الصحية المقدمة في القطاع الخاص، وذلك من خلال آليات متابعة صارمة وتقييم دوري شامل. وقد أهابت الوزارة بجميع المنشآت الطبية الخاصة ضرورة التعاون الكامل لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية. هذا التعاون يعتبر أساسياً للحفاظ على صحة الأم والطفل، ويسهم بشكل مباشر في تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في تقديم خدمات صحية متميزة.