بعد 25 عامًا.. نشوى صالح ترحل عن ماسبيرو | القصة الكاملة لاستقالتها

أعلنت الإعلامية المخضرمة نشوى صالح، مراسلة قناة النيل للأخبار، استقالتها من قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري بعد رحلة عطاء تجاوزت 25 عامًا في ماسبيرو. وعزت صالح قرارها إلى بيئة عمل تفتقر للتقدير المهني والإنساني، وتتجاهل الكفاءات لصالح المحسوبية، بالإضافة إلى ظروف عمل ميدانية صعبة وغير آمنة.

تفاصيل استقالة الإعلامية نشوى صالح من قناة النيل للأخبار

جاء إعلان الاستقالة عبر صفحة نشوى صالح الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث نشرت نص استقالتها المسببة. وصفت الإعلامية، بقلب مثقل بالأسى، هذه اللحظة بأنها لم تتصور أبدًا أنها ستضطر لكتابة هذه الكلمات رغم كونها في قمة عطائها المهني. وتعد هذه الخطوة بمثابة نقطة تحول في مسيرة إعلامية طويلة داخل أروقة التليفزيون المصري.

اقرأ أيضًا:

بعد اعتذاره الصريح.. المتحدث السابق للمهن الموسيقية يكشف مفاجأة بشأن مسيرة النقابة مع نادية مصطفى

مسيرة مهنية حافلة في أروقة ماسبيرو

التحقت نشوى صالح بالمبنى العريق، ماسبيرو، وهي تحمل حلمًا كبيرًا وشغفًا صادقًا، واعتبرت ماسبيرو وطنًا ثانيًا منحها الأمل طوال مسيرتها. اجتهدت الإعلامية طوال سنوات عملها، متنقلة بين عدة مجالات بدأتها بإخراج الهواء، مرورًا بالبرامج والأفلام التسجيلية، وصولًا إلى عملها كمراسلة إخبارية ميدانية منذ عام 2012 وحتى تاريخ استقالتها. أكدت أنها لم تدخر جهدًا أو وقتًا، مؤمنة برسالة الإعلام الوطني وساعية لرفعة اسم القناة.

اتهامات بتجاهل الكفاءات وتفشي المحسوبية

في صلب استقالتها، كشفت نشوى صالح عن حقيقة مرة، وهي أن سنوات العطاء الطويلة لم تُقابل بالتقدير المهني أو الإنساني اللازم. بل وجدت بيئة عمل، بحسب وصفها، تُقصي الكفاءات وتفتح الأبواب أمام الوساطة والمجاملات على حساب العدالة وتطبيق القانون واللوائح المنظمة للعمل الإعلامي. أشارت إلى أنها اجتازت اختبارات المذيعين وقارئي النشرات بنجاح كامل ورسمي، لكن نتائجها ظلت حبيسة الأدراج دون تنفيذ، بينما ظهرت على الشاشة وجوه أخرى لم تمر بأي اختبارات معلنة، مما يضرب بمبدأ تكافؤ الفرص والشفافية والأعراف المهنية عرض الحائط.

اقرأ أيضًا: ظهور خاص.. أبطال مسلسل “أزمة ثقة” في بوسترات فردية قبل العرض المرتقب

ظروف عمل صعبة تهدد سلامة الموظفين

تطرقت نشوى صالح في استقالتها إلى المعوقات الميدانية التي واجهتها والتي كلفتها ثمنًا باهظًا على المستويين الشخصي والمهني. ومن أبرز هذه المعوقات:

  • استخدام قطاع الأخبار لسيارات متهالكة تفتقر لأدنى معايير الأمان أو التكييف، في ظل درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 47 درجة مئوية.
  • القيام برحلات طويلة خارج القاهرة دون توفير حماية كافية أو فترات راحة مناسبة.
  • التعامل مع معدات تصوير بدائية لا تواكب التطور التقني المتسارع في عالم الإعلام.
  • مشكلات متكررة في عمليات المونتاج والإنتاج تضعف من جودة المادة الإعلامية وتؤثر سلبًا على مصداقية القناة.

هذه الظروف، كما ذكرت، تتطلب جهدًا مضاعفًا من المراسلين لتقديم المواد الإعلامية المطلوبة على شاشات ماسبيرو.

اقرأ أيضًا: تهور مروع.. ضبط سائق “فنطاس” بترول يسير عكس الاتجاه بالجيزة

استنزاف جسدي ونفسي وعائد مادي ضعيف

أكدت الإعلامية أنها تحملت كل هذه الظروف الصعبة إيمانًا منها بالرسالة الإعلامية النبيلة. إلا أن الوضع تحول من رسالة إلى عبء ثقيل يهدد صحة الإنسان وسلامته. وصرحت نشوى صالح أنها دفعت ثمن هذه الظروف من صحتها، حتى أصبحت استمراريتها في العمل أمرًا غير منطقي ولا عادل، خاصة مع ضعف العائد المادي الذي بالكاد يكفي لتغطية نصف تكاليف وقود سيارتها أو تكاليف مظهرها اللائق. وشددت على أن هذا الحال ليس مقتصرًا عليها، بل ينسحب على جميع الزملاء بلا استثناء، مما استنزف طاقتها وشكل خطرًا على سلامتها الجسدية والنفسية.

نداء لإصلاح ماسبيرو: استقالة ليست انسحابًا بل صرخة

عبرت نشوى صالح عن حزنها العميق في كتابة هذه الاستقالة، ليس على منصب أو موقع، بل على مكانة قناة النيل للأخبار وماسبيرو ذاته، اللذين تراهما منارات للإعلام الوطني. شددت على أن الظلم واللا مهنية لا يقتصر تأثيرهما على الأفراد فحسب، بل يضعفان المؤسسات ويهدّمان هيبتها أمام الأجيال الحالية والقادمة. واختتمت رسالتها الموجهة لقيادات ماسبيرو بأن استقالتها ليست مجرد انسحاب من العمل، بل هي “صرخة صادقة وجرس إنذار أخلاقي قبل أن يكون إداريًا”. أملت أن تدفع هذه الخطوة نحو إصلاح حقيقي يعيد لماسبيرو اعتباره، ويصون كرامة وحقوق من أفنوا أعمارهم تحت رايته، ويعزز بيئة عمل عادلة ومهنية.

اقرأ أيضًا: مستقبل واعد للشباب.. وزارة الثقافة تطلق مبادرة “جيل واعي.. وطن أقوى” لدعم المواهب وبناء القدرات الوطنية