شغف خفي يجمعهم.. ألكاراز وفيدرر ونادال، نجوم التنس بعيدًا عن بطولة أمريكا المفتوحة، يكشفون حبهم لرياضة الجولف.
يواصل كارلوس ألكاراز، نجم التنس الإسباني، الجمع بين شغفه بملاعب التنس والجولف، حيث شوهد يمارس هوايته المفضلة خلال استعداداته لبطولة أمريكا المفتوحة. وقد أشار ألكاراز، بعد فوزه في الدور الأول بالبطولة، إلى نجم الجولف روري ماكلروي بحركة احتفالية عكست عشقه للعبة، وهو ما يشاركه فيه العديد من زملائه من عمالقة التنس الذين يبحثون عن الاسترخاء والتحدي الذهني بعيداً عن ضغوط البطولات الكبرى.
كارلوس ألكاراز: شغف الجولف يتجاوز ملاعب التنس
لا يُخفي الإسباني كارلوس ألكاراز، الفائز بخمسة ألقاب جراند سلام، عشقه للعبة الجولف، مستغلاً أي فرصة لممارستها. وقد تجلى هذا الشغف خلال بطولة أمريكا المفتوحة “فلاشينج ميدوز” هذا الأسبوع، حيث احتفل ألكاراز بفوزه في الدور الأول بحركة مضرب تشبه عصا الجولف، في لفتة موجهة إلى نجم الجولف الإيرلندي الشمالي روري ماكلروي الذي كان حاضراً في مدرجات ملعب “آرثر آش”. وأكد ألكاراز: “ألعب الجولف كلما سنحت لي أي فرصة”، مشيراً إلى أنه يمارسها بانتظام خلال جولاته، وحتى خلال أيام الراحة في بطولات كبرى مثل ويمبلدون، حيث لعب الجولف مع البريطاني آندي موراي.
نجوم التنس يجدون المتعة في “الرياضة الخضراء”
لا يقتصر حب الجولف على ألكاراز وحده، بل يشارك العديد من نجوم التنس، الذين يتنافسون على ألقاب الملاعب الصلبة في نيويورك، هذا الشغف. ومن بينهم النرويجي كاسبر رود، وصيف نهائي الرجال لعام 2022 أمام ألكاراز، والأمريكية جيسيكا بيجولا، وصيفة 2024 لفردي السيدات. يسعى هؤلاء اللاعبون إلى استبدال كرات التنس الصفراء بكرات الجولف البيضاء كوسيلة للاسترخاء، على خطى نجوم سابقين مثل السويسري روجر فيدرر والإسباني رافاييل نادال. وقد نشر رود، المعروف كأحد أفضل لاعبي الجولف بين لاعبي التنس، صورة له مع ألكاراز على مواقع التواصل الاجتماعي معلقاً: “من يتحدانا في مباراة؟”، وهي دعوة تذكر بما فعله فيدرر ونادال عندما سألا: “من مستعد لمواجهتنا؟” أثناء لعبهما الجولف في مايوركا.
خبراء الجولف يثنون على مهارات لاعبي التنس
أشاد العديد من خبراء الجولف بقدرة لاعبي التنس على التميز في هذه الرياضة. فقد صرح الإسباني سيرجيو جارسيا، الفائز بلقب الماسترز لعام 2017: “لاعبو التنس مميزون في الجولف، لقد لعبت مع الكثير منهم”. وأضاف جارسيا واصفاً نادال: “نادال مقاتل شرس في الجولف مثلما كان في ملاعب التنس”. كما كشف نجم الجولف روري ماكلروي، الذي درب فيدرر قبل أشهر، عن إمكانيات النجم السويسري الكبيرة، قائلاً: “فيدرر لديه إمكانات كبيرة، وأسلوب لعبه رائع”. وأشار ماكلروي إلى أن فيدرر لم يمارس الجولف كثيراً خلال مسيرته الاحترافية بسبب آلام الظهر، لكنه الآن متحمس للغاية، حيث تحولت عائلته بأكملها من “عائلة تنس إلى عائلة جولف”.
الجولف: ملاذ ذهني وتحدٍ للاعبين المحترفين
يجد لاعبو التنس في الجولف أكثر من مجرد هواية، بل هي ملاذ ذهني وتحدٍ يعزز مهاراتهم الذهنية. وصفت جيسيكا بيجولا الجولف بأنها “لعبة مريحة، لكنها تُمثل تحدياً ذهنياً”، مضيفة: “أحب حل المشكلات والتفكير فيها جيداً ومحاولة اللعب بذكاء، وأشعر أنها تطورني ذهنياً”. من جانبه، أشار الأمريكي سيباستيان كوردا إلى أن “التنس والجولف رياضتان فرديتان، وأي رياضي لديه روح تنافسية للفوز بأي شيء”. وأكد كوردا أن “هناك الكثير من التحديات في الجولف، ولاعبو التنس يعشقون حل المشكلات، إنه جزء أساسي من اللعبة”. أما كاسبر رود، الذي وصف نفسه بلاعب مبتدئ في الجولف، فيرى أن “لحظة دخول الكرة في الحفرة ممتعة، وتنسى معها كل شيء، أحب هذا الشعور كثيراً”.
عائلات رياضية: من التنس إلى الجولف
تبرز عائلة كوردا كنموذج يجمع ببراعة بين مهارات التنس والجولف. فوالدا سيباستيان كوردا كانا لاعبي تنس محترفين، حيث كانت والدته ريجينا ضمن أفضل 30 لاعبة عالمياً، وتوج والده بيتر ببطولة أستراليا المفتوحة عام 1998 ووصل لنهائي فرنسا المفتوحة عام 1992. والأكثر إثارة، أن شقيقتاه (نيللي) التي كانت المصنفة الأولى عالمياً حتى وقت قريب، و(جيسيكا) هما أيضاً محترفتان في رياضة الجولف، مما يؤكد على الروابط والمهارات المشتركة بين هاتين الرياضتين الفرديتين.