قفزة جديدة.. أسعار الذهب اليوم المسائية تخالف كل التوقعات | مفاجأة في سعر عيار 21

سجل سعر الذهب ارتفاعًا ملحوظًا ليلامس أعلى مستوى له منذ أسبوعين تقريبًا، مقتربًا من حاجز 3400 دولار للأونصة الواحدة في تداولات البورصة العالمية. جاء هذا الصعود مدعومًا بتطورات سياسية أمريكية تتعلق بالاحتياطي الفيدرالي، أدت إلى تراجع الدولار وزيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

ارتفاع قياسي لأسعار الذهب عالمياً ومحلياً

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة لتبلغ 3393 دولارًا للأونصة، وهو ما يضعها على مسافة قريبة من مستهدفات قصيرة المدى عند 3400 دولار، ثم 3435 دولارًا للأونصة. هذا الارتفاع تزامن مع حركة تصحيح في السوق المحلي، حيث استقرت أسعار الأعيرة المختلفة على النحو التالي:

أسباب صعود الذهب: خلافات ترامب والاحتياطي الفيدرالي

بدأ صعود أسعار الذهب بشكل لافت عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة محافظة الاحتياطي الفيدرالي، ليزا كوك، من منصبها فورًا على خلفية مزاعم تتعلق بالاحتيال في الرهن العقاري، وذلك وفقًا لتحليل “جولد بيليون”. هذا التطور أدى إلى تراجع ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي، ما انعكس إيجابًا على أسعار المعادن الثمينة ومنها الذهب، الذي يعد ملاذًا آمنًا في أوقات الشكوك السياسية والاقتصادية، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي عن التدخلات السياسية.

الدولار يستعيد قوته والذهب يتراجع مؤقتًا

مع مرور الوقت، شهدت أسعار الذهب العالمي تراجعًا طفيفًا اليوم، والذي يمكن تفسيره بعمليات جني أرباح من قبل المتداولين، خصوصًا بعد أن وصل المعدن الأصفر إلى أعلى مستوياته في أسبوعين. تزامن هذا التراجع مع تعافي الدولار الأمريكي بنحو 0.3% مقابل سلة العملات الرئيسية، مما قلل من جاذبية الذهب لحاملي العملات الأخرى. استعاد الدولار بعضًا من خسائره الأولية بينما حافظت عوائد سندات الخزانة الأمريكية على استقرارها، وذلك وسط استمرار الجدل بين ترامب وكوك حول صلاحية الإقالة، حيث أصرت كوك على عدم امتلاك ترامب صلاحية إقالتها ورفضت الاستقالة.

مستقبل أسعار الفائدة وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي

تتجه أنظار الأسواق الآن نحو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي للتضخم، والمقرر صدوره يوم الجمعة. هذا المؤشر سيقدم إشارات مهمة حول المسار المحتمل لأسعار الفائدة، خاصة بعد التصريحات الحذرة لرئيس الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول الأسبوع الماضي. تتوقع الأسواق حاليًا بنسبة 87% خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي في السابع عشر من سبتمبر، وهي نسبة ارتفعت من 75% بعد تصريحات باول الأخيرة التي زادت من التوقعات بخفض الفائدة في الاجتماع القادم.

انخفاض تدفقات الاستثمار في صناديق الذهب

على صعيد الاستثمارات، أعلن مجلس الذهب العالمي عن تسجيل أول انخفاض في التدفقات النقدية نحو صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، وذلك في الأسبوع المنتهي في الثاني والعشرين من أغسطس، بعد فترة من الارتفاع استمرت لأسبوعين. انخفض صافي التدفقات بمقدار 5.2 طن ذهب، مع تصدر صناديق أمريكا الشمالية هذا التراجع بتسجيل انخفاض قدره 9.9 طن من الذهب. هذا التطور يشير إلى تحول في مزاج بعض المستثمرين على المدى القصير.