تحدي الوجود: رياضيو غزة يواجهون استهداف الاحتلال لهويتهم الفلسطينية
استشهد العداء الفلسطيني علام عبد الله العمور اليوم الأربعاء في خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد استهدافه بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب أحد مراكز توزيع المساعدات. هذه الحادثة المأساوية تضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات الممنهجة التي تطال الرياضة الفلسطينية ورياضييها، ضمن محاولات مستمرة لمحو الهوية الوطنية وتدمير البنية التحتية الرياضية. يؤكد هذا الاستهداف المتواصل حجم الحرب المفتوحة على كافة مظاهر الحياة في فلسطين.
استهداف متواصل للرياضيين الفلسطينيين في غزة
لم تسلم الساحات الرياضية في فلسطين من بطش الاحتلال الإسرائيلي، فقد تحولت الملاعب التي كانت رمزًا للأمل والشباب إلى ميادين للصراع. تشير إحصائيات غير رسمية إلى ارتقاء أكثر من 800 رياضي فلسطيني منذ بدء العدوان، في ظل صمت دولي لافت من مؤسسات رياضية كبرى مثل اللجنة الأولمبية والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. هذا التجاهل يعمق جراح الرياضيين الذين يواجهون استهدافًا مباشرًا ومستمرًا لحياتهم ومستقبلهم.
تدمير ممنهج للمنشآت الرياضية الفلسطينية
لم يقتصر العدوان على أرواح الرياضيين فحسب، بل امتد ليشمل تدميرًا واسعًا للبنية التحتية الرياضية في قطاع غزة والضفة الغربية. فقد دمر الاحتلال ما يقارب 300 منشأة رياضية، منها 184 منشأة بشكل كامل و116 بشكل جزئي. وشمل هذا التدمير 12 ملعبًا كانت قد أنشئت بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وتحولت ملاعب تاريخية كملعب اليرموك وملعب فلسطين وملعب محمد الدرة إلى مراكز إيواء للنازحين، مما يبرز حجم الاستهداف الشامل للرياضة الفلسطينية.
شهداء الرياضة: أيقونات صمود في مواجهة العدوان الإسرائيلي
تضم قائمة شهداء الرياضة الفلسطينية أسماءً عديدة، حيث ارتقت أرواح 30 رياضيًا فلسطينيًا منذ يوليو الماضي وحده، منهم 11 رياضيًا خلال الأسبوع الثاني من الشهر ذاته بمعدل شهيدين يوميًا، بالإضافة إلى 13 رياضيًا آخرين في يونيو. هذه الأرقام المفزعة تعكس حجم الخسارة في صفوف الرياضيين بمختلف الألعاب. ومن أبرز الأسماء التي سجلت في سجل الشرف مؤخراً:
- محمد عبد المنعم الجعبري.
- عماد يوسف السمهوري.
- مصطفى ميط.
- أحمد علي صلاح.
وقد شملت قائمة الشهداء لاعبين من كرة الطائرة والكاراتيه والمواي تاي وكرة اليد، مما يؤكد شمولية الاستهداف لجميع مكونات الحركة الرياضية.
الرياضة الفلسطينية: جبهة مقاومة ومحو للهوية
تُعد الرياضة الفلسطينية أحد الأعمدة الأساسية التي تحمل الهوية الوطنية وتعزز من صمود الشعب الفلسطيني. لذا، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى استهدافها بشكل متواصل عبر قتل الرياضيين وتدمير المنشآت واعتقال اللاعبين، بهدف محو أي مظهر يعزز من وجود الفلسطينيين وثباتهم في وجه محاولات الإبادة والتشريد. في هذا السياق، برزت قصص مثل قصة النجم سليمان العبيد، المعروف بلقب “بيليه فلسطين”، التي لفتت أنظار العالم إلى معاناة الرياضيين، خصوصًا بعد أن سلط نجم ليفربول محمد صلاح الضوء على هذه المأساة، ما دفع بعض المؤسسات الأوروبية الرياضية للمطالبة بوقف الاعتداءات. ورغم هذه الجهود، لا يزال المخطط الإسرائيلي يلقى دعمًا سياسيًا وعسكريًا أمريكيًا، وسط تجاهل مستمر من المجتمع الدولي لقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف هذه الانتهاكات.