بتحرك رئاسي لافت: ترامب يترأس اجتماعًا لبحث تسوية الحرب في غزة.. والاحتلال يواصل التوغل
تواصل القوات الإسرائيلية توغلها العسكري في مدينة غزة، حيث شهدت إحدى مناطقها الجديدة اختراقًا للدبابات خلال الساعات الماضية، تزامنًا مع عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا اليوم بالبيت الأبيض لبحث “تسوية الحرب”. يأتي هذا التطور وسط تحذيرات فلسطينية متصاعدة من مخاطر استمرار الصراع على المدنيين.
توغل إسرائيلي جديد في مدينة غزة
أفاد فلسطينيون بتوغل دبابات إسرائيلية في منطقة جديدة على أطراف مدينة غزة خلال الليل. ذكر شهود عيان لوكالة رويترز أن الدبابات دخلت مساء الثلاثاء الماضي حي عباد الرحمن، الواقع على الطرف الشمالي للمدينة، وقصفت منازل عدة، ما أدى إلى إصابة أشخاص ونزوح كثيرين من السكان. يعد هذا التوغل جزءًا من عمليات أوسع في عمق أكبر مدن القطاع، التي يقطنها نحو نصف عدد سكان غزة البالغ مليوني نسمة، والذين يواجهون خطر النزوح الداخلي نحو جنوب القطاع.
الجيش الإسرائيلي يؤكد استمرار العمليات في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له أن قواته تواصل العمليات في منطقة جباليا وأطراف مدينة غزة، بهدف تفكيك ما وصفه بـ “مواقع البنية التحتية للإرهاب”. في سياق متصل، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم بأن إخلاء مدينة غزة بات “أمرًا لا مفر منه”. وقد نشر المتحدث باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، تدوينة عبر منصة X أكد فيها أن كل عائلة تنتقل إلى جنوب القطاع ستحصل على أكبر قدر من المساعدات الإنسانية التي يجري العمل عليها حاليًا. وأضاف أدرعي أن هناك مناطق شاسعة وفارغة في جنوب القطاع، بالإضافة إلى مخيمات الوسطى والمواصي، خالية من الخيام، زاعمًا أن الجيش أجرى مسحًا لهذه المناطق لتكون متاحة لمساعدة السكان الذين سيتم إخلاؤهم.
مساعي أمريكية لـ “تسوية الحرب” في غزة
أفاد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيرأس اجتماعًا رفيع المستوى اليوم في البيت الأبيض لمناقشة ملف غزة. وأوضح ويتكوف أن واشنطن تتوقع “تسوية حرب إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية بحلول نهاية العام الجاري. كما صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي بوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في واشنطن اليوم. وأكد ويتكوف أن الاجتماع الموسع في البيت الأبيض سيناقش “خطة شاملة للغاية نضعها لليوم التالي لحرب غزة”، دون الكشف عن تفاصيل أو أسماء المشاركين. وعند سؤاله عما إذا كان ينبغي لإسرائيل اتخاذ إجراءات مختلفة لإنهاء الحرب، أعرب ويتكوف عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة “ستسوي هذا الأمر بطريقة أو بأخرى، وبالتأكيد قبل نهاية هذا العام”.
تحذيرات فلسطينية من إطالة أمد الحرب في غزة
حذّرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من المخاطر المترتبة على استمرار الاحتلال الإسرائيلي فيما وصفته بـ “لعبة إدارة الوقت”. وأشارت الوزارة إلى أن الهدف من ذلك هو إطالة أمد حرب الإبادة والتجويع والتهجير لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، معتبرةً أنها “مصيدة سياسية لإحداث التآكل في الإجماع الدولي والمطالبات الأممية بوقف تلك الجرائم فورًا”. وأكدت الوزارة، في بيان صدر اليوم الأربعاء، خطورة تعايش المجتمع الدولي مع المواعيد والتوقيتات المعلنة لنهاية الحرب، ما سيخلف أثرًا مدمرًا وكارثيًا في حياة المدنيين الفلسطينيين، خاصة في ظل القتل والمجازر الجماعية المتواصلة شمال قطاع غزة وفي المدينة، نتيجة القصف الوحشي المتواصل أو تفجير الروبوتات المدمرة بهدف تدمير ما تبقى من منازل. وأوضحت أن التزايد الحاصل في الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية، بالإضافة إلى أعداد الشهداء من منتظري المساعدات، يؤكد أن قائمة المدنيين الذين ينتظرون الموت تطول كلما طال أمد الحرب وفشل المجتمع الدولي في وقفها. وتابعت الوزارة أنها تواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لوضع الدول والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه وقف هذه الإبادة الجماعية. وأكدت أن العجز الدولي عن علاج الكارثة الإنسانية في القطاع غير مبرر ولا يمكن استيعابه، خصوصًا بعد صدور التقرير الأممي الخاص بالمجاعة، مشيرة إلى أن استمرار حرب الاحتلال على الشعب الفلسطيني غير مبرر ولا هدف له سوى المدنيين الفلسطينيين، ما يتطلب صحوة دولية حقيقية وترجمة الإجماع الدولي إلى إجراءات وعقوبات تضمن فرض إرادة السلام الدولية على حكومة الاحتلال.