تدفق متواصل: المساعدات المصرية لغزة لا تتوقف | شحنات إغاثة ضخمة في طريقها للأشقاء
أعلنت مصر عن إطلاق القافلة الـ24 من حملة “زاد العزة” إلى قطاع غزة، حاملة أكثر من 1500 طن من المساعدات الأساسية، في استمرارية لجهودها الإنسانية المتواصلة. تأتي هذه الخطوة في إطار الدور المصري المحوري الذي أثمر عن إيصال ما يقرب من 70% من إجمالي المساعدات الدولية للقطاع، وذلك على الرغم من التحديات والعراقيل الإسرائيلية المستمرة التي تعيق تدفق الإغاثة الضرورية. وتؤكد هذه القوافل التزام القاهرة التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
قافلة “زاد العزة” الـ24: شريان حياة جديد لغزة
أعلن الهلال الأحمر المصري اليوم الأربعاء، عن انطلاق القافلة الـ24 ضمن قوافل “زاد العزة”، متوجهة إلى قطاع غزة المحاصر. تحمل هذه القافلة أكثر من 1500 طن من المساعدات اللازمة، تشمل مكونات أساسية تهدف إلى تخفيف معاناة السكان. وقد تضمنت الشحنة ما يزيد على 1300 طن من السلال الغذائية والدقيق، بالإضافة إلى أطنان من المستلزمات الطبية والإغاثية الضرورية التي يفتقر إليها القطاع بشدة.
وكانت مصر قد أطلقت قوافل “زاد العزة” في نهاية يوليو الماضي، لتعزيز سلاسل الإمداد للقطاع المنكوب. وتنوعت المساعدات التي حملتها هذه القوافل منذ بدايتها لتشمل:
- سلاسل الإمداد الغذائية
- الدقيق
- ألبان الأطفال
- المستلزمات الطبية
- الأدوية العلاجية
- مستلزمات العناية الشخصية
- أطنان من الوقود
وتعكس هذه الجهود المصرية حجم الأزمة الإنسانية في غزة وضرورة توفير الدعم العاجل والمستمر لسكانها.
أرقام تكشف حجم الدعم المصري لقطاع غزة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل ما يقرب من 23 شهرًا، بذلت مصر جهودًا مضنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، مسجلة أرقامًا ضخمة في هذا الصدد. فقد نجحت مصر في إيصال نحو 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي وصلت إلى غزة من كل الدول، بإجمالي 550 ألف طن من المساعدات الطبية والغذائية.
وقد تنوعت طرق إيصال هذه المساعدات لتشمل عمليات الإنزال الجوي، استقبال الطائرات والسفن، وإدخال الشاحنات عبر المعابر. وفيما يلي تفصيل لأبرز أرقام المساعدات المصرية:
نوع المساعدة/الوصول | الكمية/العدد | الفترة الزمنية (إن وجدت) |
إجمالي المساعدات المصرية لغزة (بالأطنان) | 550 ألف طن | منذ بدء العدوان |
عمليات الإنزال الجوي | 168 عملية | 3,730 طنًا |
طائرات استقبلها مطار العريش | 1,022 طائرة | 27,347 طنًا |
سفن استقبلتها الموانئ المصرية | 591 سفينة | |
شاحنات دخلت غزة من مصر (رفح وكرم أبو سالم) | 1,288 شاحنة | 21 أكتوبر 2023 – 1 أغسطس 2025 |
شاحنات تنتظر الدخول من الجانب المصري | 5,000 شاحنة | |
متطوعون مصريون من المنظمات غير الحكومية | 35,000 متطوع | |
فحص طبي وإجراء جراحي للمصابين الفلسطينيين في مصر | 90,850 فحصًا وإجراءً | نوفمبر 2023 – يوليو 2025 |
مستشفيات مصرية استقبلت المصابين | 172 مستشفى | |
مصابون ومرافقون استقبلتهم المستشفيات المصرية | 31,560 مصابًا ومرافقًا | |
سيارات إسعاف استخدمت لنقل المصابين | 209 سيارات إسعاف |
عراقيل الاحتلال الإسرائيلي تعرقل تدفق المساعدات الإنسانية
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضع عراقيل متعمدة أمام دخول المساعدات الإنسانية والوقود والمستلزمات الضرورية إلى قطاع غزة، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية. ففي 2 مارس الماضي، أغلقت قوات الاحتلال المنافذ التي تربط قطاع غزة، ومنعت دخول الشاحنات، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت الهدنة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اخترق الاحتلال الهدنة بقصف جوي عنيف في 18 مارس الماضي، وأعاد التوغل بريًا في مناطق متفرقة كانت قد انسحبت منها.
وفي محاولة للتخفيف من الضغوط الدولية، أعلن جيش الاحتلال “هدنة مؤقتة” لمدة 10 ساعات في 27 يوليو 2025، وعلق العمليات العسكرية في مناطق محددة بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية. هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم منع وصول الغذاء والدواء إلى المدنيين وقت النزاعات المسلحة، وتتطلب تدخلاً دوليًا عاجلاً لضمان التدفق المنتظم للمساعدات ورفع الحصار المفروض على القطاع.
الدور المصري التاريخي والقيادي في دعم الشعب الفلسطيني
تؤكد مصر باستمرار على التزامها التاريخي والأصيل تجاه القضية الفلسطينية، وهو دور يمتد عبر عقود من الزمن. شدد الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، على أن الجهود المصرية لا تقتصر على الدعم الميداني والإنساني، بل تشمل كذلك دورًا سياسيًا ودبلوماسيًا تقوده القاهرة من أجل وقف العدوان وتحقيق التهدئة. وأشار إلى أن هذه الجهود الوطنية تأتي رغم العراقيل المتعمدة التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، أكد المستشار جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، أن الدور المصري ليس طارئًا بل ممتد منذ بدايات القضية الفلسطينية. وقد قدمت مصر تضحيات كبيرة وكانت حاضرة بقوة في جميع المحطات الكبرى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من حرب 1948، مرورًا بعدوان 1956، ثم نكسة 1967، وصولًا إلى نصر أكتوبر 1973، وصولاً إلى مواجهة الأزمة الإنسانية الحالية في غزة. وشدد التهامي على أن مصر رفضت بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدًا أن هذا يهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية.
وتواصل مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهودها السياسية والدبلوماسية عبر اتصالات مكثفة مع الدول العربية والدولية، ومشاركتها الفاعلة في المؤتمرات الدولية لمناصرة حقوق الشعب الفلسطيني. فرغم أن إسرائيل تواصل عدوانها على القطاع، مما أسفر عن سقوط نحو 65 ألف شهيد وأكثر من 150 ألف مصاب، لا يزال المجتمع الدولي في كثير من الأحيان يكيل بمكيالين. ومع ذلك، تشهد الساحة العالمية وعيًا متزايدًا، حيث شهدت أكثر من 23 دولة أجنبية تحركات ومظاهرات تضامنًا مع غزة، بالإضافة إلى احتجاجات في العديد من الدول الأوروبية ضد العدوان الإسرائيلي، وهو ما يؤكد استمرار مصر في دورها التاريخي والريادي حتى تنال فلسطين حقوقها المشروعة.