نقطة تحول أسست لأمة وحضارة.. رسالة هامة من الجامع الأزهر في ذكرى المولد النبوي

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة لاستلهام منهج حياة كامل، مشددًا على أن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ البشرية، ومؤكدًا على ضرورة الاقتداء بسنته في بناء أمة قوية وحضارة عظيمة. جاء ذلك خلال احتفالية “بشارة الميلاد وطهارة النسب الشريف” التي نظمها الجامع الأزهر.

المولد النبوي: نقطة تحول في تاريخ البشرية

شدد رئيس جامعة الأزهر، الدكتور سلامة داود، على أن ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليست مجرد مناسبة عابرة، بل هي حدث تاريخي عظيم يمثل نقطة تحول جذرية أسست لأمة وحضارة فريدة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. وأوضح داود أن النبي الكريم جاء خاتمًا للأنبياء والمرسلين، مكملًا للرسالات السماوية التي بدأت بسيدنا آدم عليه السلام واستمرت حتى أتمها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ليدعو المسلمين لاستلهام هذه المعاني السامية في بناء حياة كريمة تليق بمكانة الإسلام وما يحمله من خير للبشرية جمعاء. واستشهد رئيس الجامعة بحديث شريف يشبه فيه النبي نفسه باللبنة المكملة لدار الأنبياء، موضحًا أن هذه الدار هي دين الإسلام الذي بني على يد الأنبياء السابقين، وأن الرسول جاء لإكمال هذا البناء ليكون الدين تامًا وشاملاً.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. بيان جديد من وزارة التربية والتعليم السورية بشأن نتائج الصف التاسع

دعوة للعمل والإنجاز: كل إنسان لبنة في بناء المجتمع

وأوضح الدكتور سلامة داود أن حديث النبي عن كونه “اللبنة المكملة” يحمل في طياته دعوة عميقة لكل فرد في المجتمع بأن يكون “لبنة” في مجاله الخاص، سواء كان معلمًا أو حرفيًا أو مزارعًا أو أي مهنة أخرى. وشدد على ضرورة السعي الجاد لإكمال النقص وتحقيق الرسالة الإنسانية في الحياة، مؤكدًا أن الاقتداء بسنة النبي محمد يعني تحمل المسؤولية بإخلاص ودون تعب أو يأس، فالمؤمن الحقيقي لا يعرف الاستسلام أو الراحة في هذه الدنيا، بل ينتقل من مهمة إلى أخرى سعيًا للخير والعطاء. وأشار إلى تفسيرات بعض العلماء لقوله تعالى: “فإذا فرغت فانصب”، مبينًا أن الإسلام يرفض تمامًا البطالة والفراغ، وأن ذكرى مولد النبي كانت إيذانًا بانطلاق حضارة عظيمة قائمة على العمل الجاد والإنجاز المستمر.

رسالة النبوة: من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان

ولفت رئيس جامعة الأزهر إلى أن القرآن الكريم يصف رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنها إخراج البشرية من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والهداية. وشرح الدكتور داود أن الكفر يشبه الظلام الكثيف الذي قد يغلف حياة الإنسان بأكملها، بينما الإيمان يمثل النور الساطع الذي أشرق به النبي الكريم ليضيء طريق البشرية جمعاء نحو الحق والفضيلة. وأكد أن هذه الصورة القرآنية البليغة تجسد عظمة رسالة الأنبياء والرسل في هداية الناس وإخراجهم من الضلال إلى الصراط المستقيم، الأمر الذي يستدعي التأمل العميق في أهمية التمسك بتعاليم الإسلام الحنيف واتباع سنة النبي الكريم في كل جوانب الحياة.

اقرأ أيضًا: عاجل.. الأهلي يكشف صفقاته الصيفية قبل غلق القيد

طهارة النسب الشريف وكمال خلق النبي محمد

وفي سياق متصل، تحدث رئيس جامعة الأزهر عن طهارة النسب الشريف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أنه بُعث من بين خيرة الناس وأشرفهم نسبًا، مستشهدًا بنسبه الكريم إلى قصي بن كلاب الذي كان له مكانة عظيمة في قومه. كما ربط الدكتور داود بين الحروف المقطعة في القرآن الكريم، مثل “نون والقلم وما يسطرون”، وبين كمال عقل النبي وعظيم خلقه، موضحًا أن هذه الأسرار العميقة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وأن المكانة الحقيقية للنبي الكريم محفوظة وعظيمة عند ربه. وأضاف أن النبي محمد خُص بوصفه “رؤوفًا رحيمًا” بالمؤمنين، وهما صفتان عظيمتان من أسماء الله الحسنى، لم يُنسب منهما شيء لنبي سواه، ما يؤكد فرادته وعلو قدره.

الأزهر يؤكد التزامه بنشر الوعي الديني وقيم الإسلام

وأكد رئيس جامعة الأزهر أن تنظيم هذه الاحتفالية الدينية يعكس التزام الأزهر الشريف الراسخ بنشر الوعي الديني الصحيح وتعاليم الإسلام السمحة وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة متواصلة من احتفالات الأزهر بالمولد النبوي الشريف، والتي تهدف جميعها إلى ترسيخ وتعزيز القيم الإسلامية النبيلة في المجتمع وتعميق الارتباط الروحي والفكري بالسيرة النبوية المشرفة التي تمثل قدوة حسنة للبشرية أجمع.

اقرأ أيضًا: بشرى سارة لمصابي حادث أبو تلات.. خروج 15 فتاة من المستشفى بعد استكمال العلاج