صيد ثمين.. ميتا تستقطب عقول ديب مايند وسكيل AI في خطوة استراتيجية نحو الذكاء الاصطناعي الفائق
كثفت شركة ميتا جهودها لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث استقطبت أكثر من عشرة باحثين بارزين من قسم الذكاء الاصطناعي في جوجل ديب مايند، بالإضافة إلى ستة خبراء من شركة سكيل AI المتخصصة. تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تشكيل فريق “الذكاء الخارق” ضمن وحدة أبحاثها الجديدة Meta Superintelligence Labs (MSL)، مما يؤكد طموح ميتا لقيادة سباق تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم في ظل منافسة متزايدة بين عمالقة التكنولوجيا.
ميتا تستقطب أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي من جوجل ديب مايند
تأتي هذه التعاقدات ضمن حملة ميتا الطموحة لبناء قاعدة قوية من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد ضمّت قائمة المنضمين من جوجل ديب مايند باحثين لعبوا أدوارًا محورية في تطوير نماذج جوجل القوية مثل “لامدا” (LaMDA) و”بالم 2″ (PaLM 2)، والتي شكلت الأساس لتقنيات “جيميني” (Gemini) التوليدية الحديثة. من بين هؤلاء الباحث يوانزونغ شو، الذي كان له بصمة واضحة في تطوير هذه النماذج قبل انضمامه إلى ميتا للعمل على النماذج المتقدمة.
كما شملت التعاقدات الباحث تونغ هي، الذي ساهمت أعماله في تحقيق جوجل نتائج مذهلة بمستوى الميدالية الذهبية في الأولمبياد الدولي للرياضيات، إلى جانب ثلاثة باحثين آخرين كانوا وراء هذا الإنجاز. ولم تقتصر القائمة على ذلك، بل ضمت أيضًا مينغيانغ زانغ المتخصص في تحسين قدرات النماذج اللغوية الكبيرة على استرجاع المعلومات، وشينيون تشين التي تركز أبحاثها على تطوير الأنظمة القادرة على توليد الأكواد البرمجية المنطقية بشكل ذاتي ومستقل. هذه الاستقطابات، المدعومة بعروض مالية ضخمة، عززت مكانة ميتا كلاعب رئيسي ومنافس قوي في سباق جذب المواهب، إلى جانب شركات كبرى مثل أوبن إيه آي (OpenAI) وجوجل.
تعزيز السلامة والتقييم: باحثو سكيل AI ينضمون لميتا
لم تتوقف جهود ميتا على استقطاب المواهب من جوجل فحسب، بل امتدت لتشمل شركة سكيل AI المتخصصة. تأتي هذه التحركات في سياق علاقة مالية مهمة، حيث استحوذت ميتا على نحو نصف أسهم سكيل AI.
الكيان | تفاصيل العلاقة | القيمة التقديرية |
ميتا (Meta) وسكيل AI (Scale AI) | استحواذ ميتا على نحو نصف أسهم سكيل AI | 14 مليار دولار |
تمتلك سكيل AI وحدة متخصصة في تقييم سلامة النماذج تُعرف باسم “سيل” (SEAL)، وهي معنية بضمان مواءمة أنظمة الذكاء الاصطناعي للقيم الإنسانية ومنع إنتاج محتوى ضار. ومن بين الباحثين المنضمين من هذه الوحدة إلى ميتا، يبرز زيوين هان وناثانييل لي، وهما من المؤلفين الرئيسيين لاختبار “آخر امتحان للبشرية” الذي يوصف بأنه أحد أصعب الاختبارات لتقييم قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. كما التحق آخرون مثل ألكسندر فابري وفيليكس بيندر وتشين شينغ وليفينغ جين، للعمل في قضايا سلامة النماذج وتقييمها.
سباق المواهب وتطلعات ميتا نحو الذكاء الخارق
تأتي هذه التحركات الكبيرة وسط منافسة محتدمة بين عمالقة التكنولوجيا لاستقطاب أفضل العقول والخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي حين قلّل ساندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، من أهمية ما أسماه “حروب المواهب”، تؤكد خطوات ميتا العكس تمامًا، إذ تسعى جاهدة لبناء قاعدة قوية من الخبراء لضمان موقع متقدم لها في سباق تطوير الذكاء الخارق.
وعلى صعيد التعليقات الرسمية، رفضت ميتا التعليق على تفاصيل هذه الاستقطابات. فيما اكتفت سكيل AI بالقول إن “انتقال عدد محدود من موظفيها يأتي في سياق الصفقة المبرمة مع ميتا”. أما جوجل، فلم تصدر أي رد رسمي على هذه الأخبار حتى الآن.
من خلال هذه الخطوات الاستراتيجية، يبدو أن ميتا تراهن على الجمع بين ثقافة البحث الأكاديمي العميق والخبرات المتخصصة في تقييم وسلامة النماذج، بهدف خلق بيئة بحثية رائدة ومبتكرة. فالمشروع لا يقتصر على تطوير نماذج محادثة بسيطة أو روبوتات ذكية تقليدية، بل يستهدف ما يسميه مارك زوكربيرغ بـ”الذكاء الخارق”، وهو مستوى من القدرات يطمح أن يتفوق على المعايير الحالية في التفكير والاستدلال والإبداع البشري.