لأول مرة.. الكشف عن قصة المرأة التي غلبت الشيطان ومقتل أطفال دلجا الـ6 ووالدهم بالسم

شهدت قرية دلجا بدير مواس في محافظة المنيا فاجعة إنسانية مؤلمة هزت أرجاءها، حيث لقي ستة أطفال ووالدهم مصرعهم إثر تناولهم خبزًا مسمومًا. كشفت التحقيقات لاحقًا أن وراء هذه الجريمة المروعة كانت الزوجة الثانية للأب، مدفوعة بغيرة عمياء أودت بحياة عائلة بأكملها. تحولت مائدة الطعام العائلية في بيت ريفي بسيط إلى فخ للموت، تاركة القرية في صدمة عميقة ومحاولات لفهم أبعاد هذه المأساة.

مأساة دلجا: تفاصيل جريمة الخبز المسموم بالمنيا

في قلب قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، تحولت مائدة طعام عائلية إلى مسرح لجريمة مروعة أودت بحياة سبعة أفراد. بدأت المأساة عندما تناول ستة أطفال ووالدهم خبزًا شمسيًا طازجًا أعدته الزوجة الثانية، وما هي إلا دقائق حتى ظهرت عليهم أعراض إعياء شديدة تمثلت في آلام حادة بالبطن وقيء متواصل. نقل الأب أبناءه إلى المستشفى، حيث أدرك الأطباء أنهم يواجهون حالة تسمم غامضة تفاقمت سريعًا وتهدد حياتهم.

اقرأ أيضًا: رسالة تحية لأنغام.. تامر عاشور يشعل حفل العلمين الجديدة بميدلي من ألحانه وغناء للهضبة

ضحايا الخبز المسموم: أسماء الأطفال والأب الراحلين

توالت الوفيات بشكل مأساوي، حيث فارق الابن الأصغر الحياة أولًا، تبعه أشقاؤه تباعًا، حتى ارتفعت حصيلة الضحايا إلى ستة أطفال. لم يمضِ سوى أيام قليلة حتى لحق الأب بأبنائه، ليُصبح عدد الضحايا سبعة أفراد من عائلة واحدة سقطوا ضحية لخبزٍ مسموم. وتفصيلاً، شملت قائمة الضحايا الكارثية كلًا من:

  • أحمد ناصر، البالغ من العمر 5 سنوات.
  • عمر ناصر، البالغ من العمر 7 سنوات.
  • محمد ناصر، البالغ من العمر 11 سنة.
  • ريم ناصر، البالغة من العمر 10 سنوات.
  • رحمة ناصر، البالغة من العمر 12 سنة.
  • فرحة ناصر، البالغة من العمر 14 سنة.
  • ثم الأب ناصر محمد، البالغ من العمر 48 عامًا.

خلال أقل من أسبوعين، خرجت سبعة توابيت من منزل واحد في قرية دلجا، مما ألقى بظلال من الصدمة والحزن العميق على أهالي القرية، ووصف البعض ما جرى بأنه “الموت الغامض” الذي حصد أرواحًا بريئة.

اقرأ أيضًا: هام للمسافرين.. تفاصيل مواعيد القطارات لخطوط القاهرة-أسوان والإسكندرية-أسوان والعكس

غيرة الزوجة الثانية: الدافع وراء جريمة التسمم العائلية

لم يطل الغموض كثيرًا حول مرتكب هذه الجريمة البشعة، حيث كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية في المنيا أن المتهمة كانت أقرب الناس إلى الضحايا. إنها الزوجة الثانية للأب، التي انهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها، مؤكدة في اعترافاتها أن “الغيرة عمتني وخفت يطلقني، والشيطان أغواني”. وأضافت أنها لم تكن تقصد قتل الأطفال أو الزوج ناصر محمد، بل كانت تحاول الكيد لضرتها، الزوجة الأولى، لكن الأمور خرجت عن سيطرتها لتتحول إلى جريمة قتل عائلية مروعة.
تعود جذور هذه الجريمة المأساوية إلى أربعة أشهر سبقت الحادثة، عندما أعاد الزوج زوجته الأولى إلى عصمته بعد فترة من الانفصال. عودة الأم الأولى إلى البيت أشعلت نيران الغيرة في قلب الزوجة الثانية، التي اعتبرت ذلك تهديدًا لمكانتها في الأسرة، وتخوفت من أن يهجرها الزوج ويعود لحياته السابقة بالكامل مع زوجته الأولى وأبنائها، مما دفعها للتفكير في مؤامرة شيطانية.

تحضير وجبة الموت: كيف دُس السم في الخبز الشمسي؟

في سبيل تحقيق مخططها الشيطاني، قامت المتهمة بدس السم في الطعام، مستخدمة مبيدًا حشريًا خلطته مع الدقيق. وبعدها، أعدت أرغفة من “العيش الشمسي” الشعبي، وأرسلتها إلى منزل الزوجة الأولى حيث كان يتناول الأب ناصر وأبناؤه وجبتهم العائلية. وما إن تناول الجميع هذا الخبز المسموم، حتى بدأت رحلة الألم والمعاناة التي انتهت بوفاتهم المأساوية، مخلفة وراءها صدمة لا تُمحى في قلوب أهالي قرية دلجا.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. إصابة 9 أشخاص في حادث ميكروباص على كورنيش الشاطبي بالإسكندرية

نجاة الأم الأولى: شهادة الناجية الوحيدة من وجبة السم

وسط هذه الكارثة الإنسانية المروعة التي شهدتها دلجا، نجت الزوجة الأولى، أم هاشم، البالغة من العمر 40 عامًا، من تناول الوجبة المسمومة. فقد تناولت أم هاشم قطعة صغيرة من الخبز، لكنها توقفت فجأة عن الأكل عندما شعرت بطعم غريب ومر لم تعتده. تروي أم هاشم قائلة: “الطعم كان مرًّا وغريبًا، شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي في الخبز”، وهو ما أنقذ حياتها من المصير الأليم الذي لقيه زوجها ناصر محمد وأبناؤها الستة. تظل هذه الجريمة المروعة وصمة في تاريخ قرية دلجا، حيث تُنظر إلى الزوجة الثانية الآن على أنها “المرأة التي غلبت الشيطان”، بعد أن باعت إنسانيتها للغيرة وتسببت في إنهاء حياة عائلة بأكملها بوجبة موت.

اقرأ أيضًا: تبدأ من 150 جنيهاً.. تفاصيل صرف حلاوة المولد على بطاقة التموين وكيفية الحصول عليها