هل تشعر بأن الأرض تهتز من حولك أحيانًا؟ قد لا تصدق، لكن مصر تشهد نشاطًا زلزاليًا يوميًا ومستمرًا، وهذا ليس جديدًا! لكن الخبر الجيد هو أن أغلب هذه الزلازل لا يشعر بها المواطنون، وذلك لعدة أسباب بسيطة وواضحة يوضحها لنا خبراء الزلازل.
يؤكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن السر وراء عدم إحساسنا بالهزات اليومية يكمن في ضعف قوتها وبعدها عن المناطق المأهولة بالسكان. فالكثير منها يحدث في أماكن بعيدة أو بقوة لا تكفي ليشعر بها أحد.
مناطق مصر الأكثر عُرضة للزلازل.. وهل الغردقة في خطر؟
بالتأكيد، هناك بقع محددة في مصر تُعتبر أكثر نشاطًا زلزاليًا من غيرها. ويشير الدكتور الهادي إلى منطقة خليج السويس كأحد أبرز هذه المناطق. ومثال على ذلك، تم مؤخرًا رصد زلزال بالقرب من مدينة الغردقة الساحلية، ولكن سكان المدينة لم يشعروا به على الإطلاق، وهو ما يطمئن الكثيرين حول سلامة هذه المناطق السياحية.
ليس بالقوة وحدها.. عامل القرب يحدد إحساسك بالزلزال!
قد تعتقد أن قوة الزلزال على مقياس ريختر هي وحدها التي تحدد ما إذا كنت ستشعر به أم لا، لكن الأمر ليس كذلك تمامًا! فخبراء الزلازل يؤكدون أن الإحساس بالهزة الأرضية لا يرتبط فقط بقوة الزلزال، بل يعتمد بشكل كبير على الموقع الجغرافي للزلزال ومدى قربه من التجمعات السكنية.
يشرح الدكتور شريف الهادي هذه النقطة بمثال حي: من الممكن أن يشعر السكان بزلزال قوته 2 درجة على مقياس ريختر إذا كان قريبًا جدًا من المناطق السكنية، بينما قد لا يشعرون بزلزال آخر قوته 5 أو حتى 6 درجات إذا وقع بعيدًا عن المدن والمناطق المأهولة بالسكان. هذا يفسر لماذا قد نسمع عن زلزال بقوة كبيرة ولم يشعر به أحد في منطقتنا، بينما يشعر البعض بهزات ضعيفة.
متى تبدأ في الشعور بالهزة الأرضية؟
عادةً، يبدأ الشعور بالزلازل أو الهزات الأرضية عندما تصل قوتها إلى 3.5 درجة على مقياس ريختر، وهذا غالبًا ما يكون في حال وقوعها بالقرب من المناطق السكنية المأهولة. إذا كانت أقل من ذلك أو بعيدة، فغالبًا ما تمر دون أن يلحظها أحد.