تطور جديد.. تراجع إنتاج الزبيب عالميًا يفتح آفاقًا واسعة أمام مصر في صناعة الزبيب
تكشف دراسة حديثة عن فرص واعدة لمصر لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في صناعة وتصدير الزبيب، مستفيدة من إنتاجها الوفير من العنب الذي يتجاوز 1.7 مليون طن سنويًا. وتدرس وزارة الصناعة المصرية إنشاء مجمع صناعي متكامل لتقليل الفاقد ورفع جودة المنتج، في خطوة من شأنها تعزيز مكانة مصر في الأسواق العالمية المتزايد عليها الطلب.
مصر تسعى لإنشاء مجمع صناعي متكامل للزبيب
تدرس وزارة الصناعة المصرية، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والتموين والجمعيات الزراعية، إنشاء منطقة صناعية متكاملة متخصصة في إنتاج الزبيب. يهدف هذا المشروع إلى دمج أحدث تقنيات التجفيف الصناعي وتوفير الأراضي والتراخيص اللازمة، بالإضافة إلى تدريب الكوادر البشرية. ومن المتوقع أن يقلل المجمع من الفاقد الناتج عن نقل العنب من مناطق زراعته الرئيسية مثل المنيا والنوبارية إلى مصانع التجفيف الحالية في السنطة بالغربية، مما يساهم في خفض تكلفة النقل ويرفع جودة الزبيب المصري ليتوافق مع متطلبات الأسواق الدولية.
نظرة على الإنتاج العالمي للزبيب وأبرز الدول
تشير الدراسة إلى أن الإنتاج العالمي للزبيب يتراوح بين 1.26 مليون طن و 1.33 مليون طن سنويًا، مع ملاحظة تراجع طفيف في بعض الأحيان بسبب التغيرات المناخية. وتتركز صناعة الزبيب في عشر دول رئيسية تستحوذ على الجزء الأكبر من هذا الإنتاج.
الدولة | إنتاج 2024/2025 (بالطن) | توقعات 2025/2026 (بالطن) |
الهند | 245 ألف | 180 ألف |
إيران | 245 ألف | 215 ألف |
تركيا | 226,239 | 220 ألف |
الولايات المتحدة | 174 ألف | 176,901 |
الصين | 130 ألف | 140 ألف |
جنوب إفريقيا | 96,700 | 96,400 |
أوزبكستان | 63 ألف (في 2024) | 60 ألف (في 2026) |
تشيلي | 60 ألف (في 2024) | 63 ألف (في 2026) |
الأرجنتين | 33 ألف | 33 ألف |
المكسيك | 10 آلاف | 10 آلاف |
وتوضح الدراسة أن أي تراجع في إنتاج دول مثل تركيا أو الهند يؤثر بشكل مباشر على أسعار الزبيب في السوق الدولية، بينما تشهد الولايات المتحدة والصين استقرارًا ونموًا ملحوظًا بفضل اعتمادهما على تقنيات الإنتاج المتطورة في صناعة الزبيب.
الزبيب المصري: واقع وطموح في الأسواق العالمية
تتمتع مصر بمكانة متقدمة عالميًا في إنتاج العنب، حيث يتراوح إجمالي إنتاجها السنوي بين 1.7 و 1.8 مليون طن. ومع ذلك، لا يزال الجزء الموجه لصناعة الزبيب صغيرًا، ومعظمه يعتمد على الطرق التقليدية كالتجفيف الشمسي. ورغم أن الزبيب المصري يتمتع بميزة سعرية تنافسية، إلا أنه يحتاج إلى تطوير في الجودة من حيث الحجم واللون وضمان خلوه من متبقيات المبيدات ليناسب مواصفات الأسواق الأوروبية والآسيوية الصارمة.
أسواق واعدة لتصدير الزبيب المصري
حددت الدراسة مجموعة من الأسواق الواعدة التي يمكن لمصر التركيز عليها لتوسيع صادراتها من الزبيب. وتشمل هذه الأسواق:
- أوروبا: المملكة المتحدة، هولندا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، سلوفاكيا.
- الشرق الأوسط: تركيا، السعودية، الإمارات، اليمن.
- شمال إفريقيا: الجزائر، المغرب، ليبيا.
- آسيا: الصين، الهند، روسيا.
- أمريكا الشمالية: الولايات المتحدة، كندا.
وتتصدر المملكة المتحدة وتركيا قائمة الدول ذات الفجوة الأكبر بين حجم الطلب الحالي وصادرات مصر من الزبيب، تليهما السعودية وهولندا، مما يشير إلى فرص تصدير كبيرة لمصر في هذه الأسواق.
استراتيجية تحويل مصر لمركز إقليمي للزبيب
تهدف غرفة الصناعات الغذائية إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا رائدًا لإنتاج وتصدير الزبيب خلال السنوات العشر القادمة من خلال عدة محاور رئيسية:
- توجيه نسبة أكبر من إنتاج العنب المحلي لصناعة الزبيب لزيادة القيمة المضافة.
- إدخال تقنيات تجفيف صناعي حديثة مثل الأنفاق الهوائية والتجفيف بالغاز والكهرباء لرفع الجودة وتقليل الفاقد من محصول العنب.
- تطبيق الزراعة التعاقدية لضمان استقرار سلاسل التوريد وتحسين جودة المحاصيل.
- تحسين المواصفات القياسية والتعبئة والتغليف لتلبية متطلبات الأسواق المتقدمة في أوروبا وآسيا.
- فتح أسواق تصدير جديدة، خاصة في إفريقيا وأوروبا الشرقية، والتوسع التدريجي في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
- تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجالات تجفيف وتعبئة وتسويق الزبيب.
- دعم البحث العلمي لاستنباط أصناف عنب محلية أكثر ملاءمة لعمليات التجفيف الصناعي وإنتاج الزبيب بجودة عالية.