لأول مرة بالأرقام.. كشف شامل لحجم المساعدات الإنسانية والإغاثية المصرية إلى غزة
تلعب مصر دورًا محوريًا في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مقدمةً جهودًا ضخمة في إيصال المساعدات الطبية والغذائية واستقبال الجرحى، بينما تعمل جاهدة على المسارين السياسي والإغاثي. تُعد هذه الجهود استجابة مباشرة للحرب على غزة وتداعياتها الكارثية.
جهود مصر الإغاثية والمساعدات الإنسانية لغزة
تُشكل المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها مصر لقطاع غزة ركيزة أساسية في دعم الشعب الفلسطيني. فقد نجحت مصر في إيصال 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بإجمالي بلغ 550 ألف طن من المساعدات الطبية والغذائية المتنوعة. وقد تنوعت طرق إيصال هذه المساعدات لتشمل الإنزال الجوي وإدخال الشاحنات، بالإضافة إلى استقبال الطائرات والسفن المحملة بالمواد الإغاثية.
أما على صعيد رعاية المصابين والجرحى، فقد استقبلت المستشفيات المصرية عددًا كبيرًا من الحالات لتلقي العلاج والرعاية الضرورية. وتُظهر البيانات التالية حجم الدعم المصري المتواصل لقطاع غزة:
البيان | التفاصيل | الفترة الزمنية (إن وجدت) |
نسبة المساعدات الواصلة عبر مصر | 70% من إجمالي المساعدات لغزة | منذ بدء العدوان الإسرائيلي |
إجمالي وزن المساعدات | 550 ألف طن (طبية وغذائية) | |
عمليات الإنزال الجوي من مصر | 168 عملية قدمت 3,730 طنًا | |
الطائرات المستقبلة بمطار العريش | 1,022 طائرة حملت 27,347 طنًا | |
السفن المستقبلة بالموانئ المصرية | 591 سفينة | |
الفحوصات الطبية والجراحات | 90,850 فحص وإجراء جراحي | نوفمبر 2023 حتى يوليو 2025 |
المستشفيات المصرية المستقبلة للجرحى | 172 مستشفى | |
عدد المصابين والمرافقين المستقبلين | 31,560 مصابًا ومرافقًا | |
سيارات الإسعاف المستخدمة | 209 سيارات إسعاف | |
إجمالي الشاحنات التي دخلت من مصر (رفح وكرم أبو سالم) | 1,288 شاحنة | 21 أكتوبر 2023 حتى 1 أغسطس 2025 |
الشاحنات المنتظرة على الجانب المصري | 5 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات | |
المتطوعون المصريون من المنظمات غير الحكومية | 35 ألف متطوع |
دور مصر السياسي والدبلوماسي في القضية الفلسطينية
لم تقتصر جهود مصر على الجانب الإغاثي فقط، بل امتدت لتشمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية واسعة النطاق. تسعى مصر بفاعلية للتوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والحيلولة دون المزيد من التصعيد العسكري الذي يهدد استقرار المنطقة. يشمل الدور المصري أيضًا الإسهام في جهود إعادة إعمار غزة، ضمن رؤية مستقبلية شاملة تُنفذ بالتعاون مع الدول العربية والمجتمع الدولي.
يؤكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الدور المصري محوري ويسعى لحل سياسي مستدام يثبت التهدئة ويمنع العودة للمواجهات العسكرية. وأشار إلى أن هذه الجهود متعددة المحاور، تشمل الضغط من أجل فتح المعابر الحدودية أمام المساعدات، مثل معبر رفح وكرم أبو سالم وإيريز، وتشجيع الدول الأخرى على إرسال المساعدات الإنسانية. كما لعبت مصر دورًا حيويًا في استقبال الحالات الطبية والإنسانية من قطاع غزة لعلاجها في المستشفيات المصرية. ولفت الدكتور إسماعيل إلى إطلاق مبادرة مصرية مهمة في 4 مارس الماضي، لتعزيز جهود إعادة الإعمار، وتبنتها الجامعة العربية، مشددًا على أن كل هذه التحركات تأتي ضمن تنسيق مصري-عربي واسع للوصول لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
تحديات إدخال المساعدات وعراقيل الاحتلال الإسرائيلي
على الرغم من الجهود المصرية المكثفة، تواجه عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تحديات كبيرة وعراقيل مستمرة من الجانب الإسرائيلي. يوضح الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن مصر تلعب دورًا أساسيًا في التواصل مع الولايات المتحدة والأطراف الدولية والإقليمية للضغط من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات الغذائية والدوائية.
وأشار الدكتور غباشي إلى أن التعنت الإسرائيلي يتمثل في السماح بدخول الشاحنات ثم إعادة بعضها، كما حدث مؤخرًا مع مساعدات إماراتية دخلت عبر معبر رفح إلى كرم أبو سالم، قبل أن تعترض إسرائيل على جزء منها وتعيده، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة نقص الغذاء. مؤكدًا أن الممارسات الإسرائيلية مستمرة في منع مرور الشاحنات، وفرض الحصار على أكثر من مليوني نسمة، وارتكاب المجازر في مناطق يُطلق عليها “أماكن موت” تُستهدف فيها الفلسطينيون.
ولفت الدكتور غباشي إلى أزمة يعيشها المجتمع الدولي، الذي يكتفي بالتصريحات دون خطوات فعلية على الأرض ضد إسرائيل، رغم الإجماع الدولي الرافض لممارساتها. مشددًا على أن إسرائيل تسير وفق خطة ممنهجة وترفض المماطلة في أي مقترح ينهي الحرب، ويأتي هذا في ظل الدعم الأمريكي الكبير للاحتلال، مستشهدًا بفرض واشنطن عقوبات على موظفين بالمحكمة الجنائية الدولية وإقالة مسؤول أمريكي بعد تصريحاته الرافضة للتهجير القسري.