هبوط مفاجئ اليوم.. أسعار الذهب عند 3044 جنيه للجرام تخالف التوقعات | ماذا يحدث في سوق الصاغة؟

تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم، متأثرة بارتفاع قيمة الدولار، لتتخلى عن أعلى مستوياتها التي بلغتها الأسبوع الماضي. جاء هذا الانخفاض بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة قريبًا، مما أثر على جاذبية المعدن الأصفر.

انخفاض أسعار الذهب في الأسواق

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعًا بنحو 20 جنيهًا للجرام خلال تعاملات اليوم، بينما هبط سعر الأوقية عالميًا بحوالي 8 دولارات. وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن هذا التراجع دفع سعر جرام الذهب عيار 21 ليسجل 4565 جنيهًا، في حين بلغت الأوقية 3663 دولارًا. وكانت أسعار الذهب قد سجلت ارتفاعًا ملحوظًا الأسبوع الماضي، بمكاسب تجاوزت 45 جنيهًا للجرام و35 دولارًا للأوقية.

تصريحات الفيدرالي وتوقعات خفض الفائدة

جاء التراجع الحالي في أسعار الذهب بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في ندوة “جاكسون هول”، والتي عززت التكهنات بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي المقبل في سبتمبر. أشار باول إلى علامات ضعف في سوق العمل واستمرار التضخم كتهديد بسبب الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن الفيدرالي يواجه “وضعًا صعبًا” بين ضغوط الأسعار وتباطؤ التوظيف. فُسرت هذه التصريحات في الأسواق كإشارة واضحة لنهج أكثر تيسيرًا، مما رفع احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل إلى 87%، مع ترجيحات لخفض آخر في ديسمبر.

ردود فعل الأسواق وتوقعات مستقبل الذهب

انعكست هذه التوقعات بشكل مباشر على الأسواق المالية، حيث تراجعت عوائد السندات الأمريكية وارتفعت الأسهم في وول ستريت، بينما فقد الدولار جزءًا من مكاسبه الأخيرة، وهو ما حد من خسائر الذهب. ورغم الانخفاض الحالي، يتوقع محللون أن يشهد المعدن الأصفر مستويات قياسية جديدة تتجاوز 3500 دولار للأوقية، خاصة إذا واصل الفيدرالي نهجه التيسيري في السياسة النقدية، ومع استمرار مشتريات البنوك المركزية من الذهب.

بيانات اقتصادية حاسمة تترقبها الأسواق

تترقب الأسواق خلال الأيام القادمة مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة التي قد تؤثر على مسار أسعار الذهب والدولار:

• اليوم (الاثنين): صدور مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تصريحات مهمة من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز.
• غدًا (الثلاثاء): من المرتقب صدور بيانات طلبيات السلع المعمرة ومؤشر ثقة المستهلك.
• يوم الخميس: سيشهد صدور مطالبات البطالة الأولية الأسبوعية، إلى جانب القراءات الأولية للناتج المحلي الإجمالي ونفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية.
• يوم الجمعة: سيكون الحدث الأبرز، مع صدور التقرير النهائي لتضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى استطلاع جامعة ميشيغان حول ثقة المستهلك وتوقعات التضخم لمدة عام وخمس سنوات.

تظل التوترات الجيوسياسية حاضرة أيضًا في المشهد، خاصة بعد اتهام روسيا لأوكرانيا باستهداف محطة نووية بطائرات مسيرة، في وقت تلوح فيه إشارات إلى انفتاح موسكو على محادثات سلام، مع انضمام ألمانيا لمساعي ضمان أمن كييف.