مفاوضات غزة على المحك.. إسرائيل تواصل عرقلة مساعي التوصل لاتفاق

بموافقة حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يستند إلى رؤية إسرائيلية سابقة، وجدت الحكومة الإسرائيلية نفسها في مأزق حقيقي، إذ لم يعد أمامها سوى القبول بالاتفاق أو الاستمرار في حربها. هذا الموقف يكشف سعي إسرائيل نحو الحرب لا السلام، ويفضح مزاعمها حول رغبتها في التوصل إلى تهدئة دائمة في قطاع غزة.

الموقف الإسرائيلي تجاه وقف إطلاق النار

بعد موافقة حماس، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لا تحتاج لما قبلت به الحركة، مشددًا على رغبته في إنهاء الحرب بشروط إسرائيل فقط. لطالما اتبعت إسرائيل سياسة تهدف إلى إفشال المفاوضات عبر وضع شروط تعجيزية، ثم تحاول تحميل حركة حماس مسؤولية استمرار الحرب، على الرغم من أن حماس أبدت مرارًا استعدادها للتهدئة. لقد أثبتت أشهر الحرب التي تجاوزت 22 شهرًا أن إسرائيل تتحمل المسؤولية المباشرة عن استمرار النزاع، بتنصلها من نتائج المفاوضات وقبولها لما كانت تتوقع أن ترفضه حماس. لكن عندما خالفت حماس هذه التوقعات، انكشف زيف الموقف الإسرائيلي الحقيقي.

اقرأ أيضًا: قبول جامعي من 50%.. تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم ورياضة

تكرار سياسة التنصل ومأزق المفاوضات

المشهد الحالي ليس بجديد، فقد تكرر الأمر في مايو 2024 عندما وافقت حركة حماس على المقترح الذي صاغته إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار، لكن مجلس الحرب الإسرائيلي حينها أصر على مواصلة عملياته العسكرية في قطاع غزة. اليوم، تقف إسرائيل على مشارف مدينة غزة لتبدأ عملية عسكرية جديدة، على غرار ما فعلته سابقًا في مدينة رفح، في مشهد يوحى بتداخل الأمس مع الحاضر. الصورة ذاتها تتكرر على الصعيد الإنساني؛ فبينما كانت رفح تؤوي مليون ونصف المليون نازح فلسطيني، تضم غزة اليوم أكثر من مليون نازح. المشترك بين الموقفين أن إسرائيل لم تُعر أي اعتبار للتبعات الإنسانية الكارثية، ومضت في تنفيذ خططها الاحتلالية تحت غطاء “القضاء على حماس” و”استعادة المحتجزين”.

إسرائيل تتنصل من اتفاقيات سابقة في غزة

كان من المفترض أن تنتهي حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بعد تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين إسرائيل وحماس في يناير الماضي. إلا أن إسرائيل تنصلت بدعم أمريكي من هذا الاتفاق، ورفضت الانتقال إلى المرحلة الثانية، وسعت لتمديد المرحلة الأولى، وهو ما لم تقبل به حركة حماس، باعتباره خروجًا سافرًا على اتفاق وقف إطلاق النار. ونتيجة لذلك، استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة في الثامن عشر من مارس الماضي، وما تزال مستمرة حتى اليوم.

اقرأ أيضًا: مفاجأة.. تجديد حبس التيك توكر “مداهم” 15 يومًا بتهمة غسل 65 مليون جنيه

مقترح وقف إطلاق النار ومخاوف استمرار الصراع

واليوم، وبعد أن وافقت حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يقوم في الأساس على مبادرة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتي قبلتها “تل أبيب” الشهر الماضي، وتتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، تواصل الحكومة الإسرائيلية التنصل منه. في المقابل، تلمح إسرائيل إلى التفاوض على مقترح جديد يتضمن شروطًا تعجيزية، من بينها نزع سلاح المقاومة وإعادة احتلال قطاع غزة، وهو ما يتعارض بشكل جوهري مع ما تريده حركة حماس. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 219 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

اقرأ أيضًا: الدرجات الآن.. نتائج الصف التاسع 2025 في سوريا متاحة عبر موقع الوزارة | رابط وخطوات الاستعلام