غباشي يكشف المعادلة.. كيف يعزز التخاذل العربي والإسلامي الدعم الأمريكي لإسرائيل ويهدد مستقبل القضية الفلسطينية بعد احتلال غزة؟

يحذر الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والاستراتيجي، من خطورة بالغة للمخطط الإسرائيلي الرامي إلى احتلال قطاع غزة، مؤكداً أن هذه الخطوة لا تهدد بتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل فحسب، بل تدفع المنطقة بأسرها نحو تصعيد خطير وغير مسبوق. وأشار غباشي إلى أن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل في عدوانها المستمر على غزة يعكس خللاً عميقاً في علاقات واشنطن مع العالمين العربي والإسلامي، ما يستدعي مراجعة جادة وفورية من قبل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

مخطط الاحتلال الإسرائيلي يهدد القضية الفلسطينية

شدد الخبير السياسي والاستراتيجي، الدكتور مختار غباشي، على أن الهدف الأساسي من المخطط الإسرائيلي لاحتلال قطاع غزة يتجاوز الأبعاد العسكرية، ليصل إلى محاولة تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وحذر غباشي من أن هذا التحرك الخطير ينذر بمزيد من التوتر والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، ويضع مستقبل السلام في مهب الريح.

اقرأ أيضًا: بشرى سارة للجميع.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 في مصر للقطاعين العام والخاص

الدعم الأمريكي الأعمى ومراجعة العلاقات مع العالم العربي والإسلامي

في تصريحات لـ”مانشيت”، أوضح الدكتور غباشي أن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل في حربها على غزة يكشف عن قصور كبير في فهم واشنطن لطبيعة علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي. وأضاف أن الولايات المتحدة تتعامل مع هذه العلاقات بقدر من الإهانة، ولا تُقدر قيمتها الحقيقية. وأكد غباشي أن قضيتي غزة والقدس ليستا مجرد شأن فلسطيني داخلي، بل تمثلان مسؤولية عربية وإسلامية أساسية يجب التصدي لها بجدية. ودعا الخبير السياسي إلى ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمراجعة شاملة لطبيعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.

تقاعس عربي وإسلامي أمام الجرائم في غزة

انتقد غباشي ما وصفه بتجاوز أمريكا وإسرائيل حدود الأدب السياسي، مستغلتين غياب المواقف العربية والإسلامية الحاسمة. وأشار إلى تصريحات المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، التي أكدت أن مجرد التلويح بقطع العلاقات من بعض الدول العربية مع واشنطن وتل أبيب كان كافياً لوقف المجازر في غزة، لكن ذلك لم يحدث. وأبدى غباشي أسفه لأن بيانات العالم العربي والإسلامي لم ترقَ إلى مستوى بعض المواقف الأوروبية، مستدلاً باستقالة ثمانية وزراء هولنديين – بمن فيهم وزير الخارجية – احتجاجاً على عدم فرض عقوبات على إسرائيل، في حين لم تتخذ أي دولة عربية خطوة مماثلة.

اقرأ أيضًا: حديث الناس في الشارع.. خالد دومة يكتب عن أحاديث السياسة على ألسنة العامة

فشل إيصال المساعدات الإنسانية ومخاطر التصعيد الإقليمي

أكد الدكتور غباشي أن التقاعس العربي والإسلامي وصل إلى حد الفشل في إدخال المساعدات الإنسانية والدوائية الأساسية لمليوني فلسطيني يعانون الجوع والعوز في غزة. وأشار إلى أن هذا الفشل يتزامن مع استمرار الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل من قبل المسؤولين الأمريكيين. وحذر من أن خطورة الوضع لا تقتصر على إعادة احتلال غزة وتثبيت الوجود الإسرائيلي فيها، بل تمتد لتضيع القضية الفلسطينية بالكامل، ما ينذر بمخاطر جسيمة على دول الشرق الأوسط الصامتة تجاه ما يحدث. ولفت إلى أن إصرار حركات المقاومة، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والفصائل الفلسطينية، على مواجهة إسرائيل يعكس اتجاه المشهد الإقليمي نحو مزيد من التصعيد والانفجار، خاصة مع استمرار الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وعدم وجود خيار أمام الفلسطينيين سوى الدفاع عن أرضهم.

اقرأ أيضًا: لص يرتكب فعلًا صادمًا أثناء سرقة شقة فتاة بأكتوبر