قفزة مرتقبة.. الفائدة الأمريكية تحبس أنفاس الأسواق وتحدد مصير الذهب

أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحولاً مهماً في سياسته، إذ بات يولي اهتماماً متساوياً لمخاطر النمو والتوظيف إلى جانب مكافحة التضخم. هذا التغيير، الذي أشار إليه رئيس الفيدرالي جيروم باول، يمهد الطريق أمام تخفيضات مرتقبة في أسعار الفائدة قد تبدأ في سبتمبر المقبل. يتوقع محللون أن يسهم هذا التيسير في دعم الأسواق الناشئة وارتفاع أسعار الذهب، مع دعوة للحذر من التفاؤل المفرط.

التحول في استراتيجية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

كشف شريف النبوي، محلل أسواق المال العالمية، عن تحول استراتيجي في موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مشيراً إلى أن تصريحات رئيسه جيروم باول الأخيرة تعكس هذا التغيير. أوضح النبوي في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز أن الفيدرالي الأمريكي ظل طوال العامين الماضيين يركز بشكل أساسي على مكافحة التضخم دون إعطاء وزن كافٍ لوضع سوق العمل. أضاف أن باول أرسل رسالة واضحة مفادها أن المخاطر التي تواجه النمو الاقتصادي والتوظيف أصبحت على قدم المساواة تقريباً مع مخاطر التضخم. هذا التوازن الجديد يمهد الطريق أمام سياسة نقدية داعمة للنمو والاستثمار، وهو ما يمثل نقطة تحول جوهرية في نهج البنك المركزي الأمريكي تجاه الاقتصاد. ورغم الانتقادات الموجهة للفيدرالي بشأن تأخره في اتخاذ قرارات التيسير النقدي، شدد النبوي على أن البنك المركزي يتخذ قراراته بناءً على البيانات الاقتصادية وليس تحت تأثير الضغوط السياسية.

اقرأ أيضًا: هبوط 150 جنيهًا.. سعر الجنيه الذهب اليوم في مصر ومفاجأة في أسعار السبائك عيار 21

توقعات خفض أسعار الفائدة المرتقب في سبتمبر

توقع محلل أسواق المال شريف النبوي أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر المقبل. من المرجح أن تتراوح نسبة الخفض الأول بين 25 و 50 نقطة أساس، مع وجود احتمالية لخفض إضافي في ديسمبر إذا استقرت بيانات التضخم وسوق العمل. أكد النبوي أن الأسواق المالية العالمية تقوم حالياً بتسعير هذا السيناريو، وأن كافة المؤشرات الحالية تشير إلى قرب بداية دورة جديدة لتخفيف السياسة النقدية. هذا التوجه نحو خفض أسعار الفائدة يأتي استجابة للمخاطر المتزايدة على النمو والتوظيف، مما يقلل من تكلفة الاقتراض ويعزز النشاط الاقتصادي.

آثار تيسير السياسة النقدية على الأسواق العالمية والذهب

تحدث النبوي عن تأثير هذا التحول في السياسة النقدية الأمريكية على الأسواق العالمية، مؤكداً أن أي تيسير نقدي سيكون له انعكاسات إيجابية على الأسواق الناشئة. يعود ذلك إلى ضعف الدولار الأمريكي الذي يجعل الاستثمار في هذه الأسواق أكثر جاذبية، بالإضافة إلى زيادة شهية المستثمرين للمخاطرة. وفيما يخص الذهب، توقع النبوي أن يشهد المعدن الأصفر ارتفاعاً في قيمته، حيث يستفيد الذهب تاريخياً من تراجع قيمة الدولار كونه ملاذاً آمناً للمستثمرين. أما بالنسبة لسوق النفط، فأشار إلى أنه قد يواجه وضعاً أكثر تعقيداً، حيث يتأثر سعره ليس فقط بقيمة الدولار ولكن أيضاً بمدى الطلب العالمي على الطاقة، والذي لا يزال يتسم بالهشاشة وعدم الاستقرار. هذا يؤكد على أن تأثير قرارات الفيدرالي على الاقتصاد العالمي يختلف بحسب القطاع.

اقرأ أيضًا: انخفاض مفاجئ.. سعر الروبل الروسي يتراجع أمام الجنيه المصري اليوم

تحذير من التفاؤل الزائد ومخاطر التضخم

رغم الإشارات الإيجابية التي تلوح في الأفق بخصوص تيسير السياسة النقدية، حذر شريف النبوي من التفاؤل المفرط في هذا الشأن. أكد النبوي أن الاحتياطي الفيدرالي قد يعيد النظر في قراراته المتعلقة بخفض أسعار الفائدة في حال ظهور أي بيانات اقتصادية مفاجئة. تأتي هذه التحذيرات بشكل خاص إذا ما سجلت معدلات التضخم ارتفاعاً جديداً، مما قد يدفع البنك المركزي الأمريكي إلى إعادة تقييم نهجه حفاظاً على استقرار الأسعار. يبقى مراقبة مؤشرات التضخم وتأثيرها على السياسة النقدية أمراً بالغ الأهمية خلال الفترة القادمة.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. استقرار سعر الريال السعودي اليوم في ختام تعاملات الأسبوع