بشرى سارة.. الحكومة تكشف تفاصيل خطتها لإعادة تشغيل المصانع الكبرى المتوقفة

تدرس الحكومة المصرية إعادة تشغيل عدد من المصانع الكبرى التي توقفت، وفي مقدمتها مصنع الحديد والصلب بحلوان وشركة النصر للسيارات، إلى جانب الدخول في صناعات استراتيجية جديدة كإنتاج الزبيب، بهدف زيادة الإنتاج المحلي وتقليل فاتورة الواردات وتوفير فرص عمل. هذه الجهود تأتي في إطار خطة شاملة للنهوض بالصناعة الوطنية وتعزيز قدرتها التنافسية.

جهود مصر لإحياء قلاع الصناعة المتوقفة

تتبنى الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة التجارة والصناعة، خطة طموحة لإعادة تشغيل عدد من المصانع الاستراتيجية التي توقفت عن العمل لسنوات. يهدف هذا التحرك إلى تنشيط الصناعة المحلية، تقليص الاعتماد على الاستيراد، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، بما يدعم الاقتصاد القومي ويزيد من حجم الصادرات المصرية. من أبرز المصانع المستهدفة في هذه الخطة مصنع الحديد والصلب بحلوان وشركة النصر للسيارات والمسبوكات، إضافة إلى مصنع الدلتا للأسمدة بطلخا.

خطوات إعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب بحلوان

تجري وزارة الصناعة دراسات مكثفة لإعادة تشغيل جزء من مصنع الحديد والصلب بحلوان، مع التركيز على إنتاج بلاطات الصلب. ستعتمد هذه العملية على الاستفادة من خام الحديد المصري المتوفر في الواحات بعد معالجته وتركيزه صناعيًا. أما المساحات الشاغرة المتبقية في المصنع، فيمكن استغلالها في إقامة صناعات أخرى مثل مصانع المنسوجات والملابس الجاهزة، أو غيرها من الصناعات التي تساهم في تشغيل الأيدي العاملة في مناطق حلوان والتبين و15 مايو. وتهدف هذه المصانع إلى تصدير منتجاتها لجلب العملة الصعبة وتعزيز العائد الاقتصادي. وقد أوضحت الوزارة أنها لا تمتلك أراضي الشركة، وأن قرار إيقاف هدم المصنع جاء بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وبعد دراسات ميدانية وزيارات قام بها مسؤولون رفيعو المستوى.

نجاحات في إحياء شركات النصر للمسبوكات والسيارات

في إطار جهودها لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة، حققت وزارة الصناعة نجاحات ملموسة. فقد أعيد تشغيل مصنع النصر للمسبوكات في الثامن عشر من نوفمبر الماضي بعد توقف دام عامين. جاء ذلك بعد حل كافة المشكلات المتراكمة التي واجهت الشركة، سواء كانت تمويلية أو متعلقة بتوفير المواد الخام اللازمة للتشغيل. وتعد شركة النصر للمسبوكات صرحًا صناعيًا هامًا متخصصًا في صناعة مواسير الزهر المرن ولوازمها التي تستخدم في شبكات مياه الشرب والصرف الصحي. كما تدعم الوزارة شركة النصر للسيارات، التي بدأت بالفعل في إنتاج الأتوبيس السياحي وفقًا لأحدث المعايير العالمية، وتعمل حاليًا على الإعداد لإنتاج سيارات كهربائية بعد توقف طويل.

تنشيط صناعات استراتيجية: الأسمدة، الوبريات، والكتان

تعمل وزارة الصناعة حاليًا على إعادة تشغيل عدد من المصانع المتوقفة الأخرى، منها مصنع شركة الدلتا للأسمدة بطلخا ومصنع شركة سمنود للوبريات. ستسهم هذه الخطوة في تشغيل العمالة وتلبية احتياجات السوق المحلي، بالإضافة إلى دعم الصادرات.

تستهدف الوزارة أيضًا توطين صناعة الكتان في مصر، وتسعى لتعظيم الاستفادة من جميع مكوناته. تشمل هذه الجهود:
* تدريب العاملين في هذا القطاع على أحدث التكنولوجيات العالمية.
* استغلال الكتان في تصنيع المنسوجات والحبال.
* إنتاج زيوت الطعام والدهانات والأعلاف من الكتان.
* تطوير سلاسل إنتاج متكاملة تضمن الاستفادة القصوى من منتجات الكتان لزيادة قيمته الاقتصادية.

مجمع صناعي متطور لإنتاج الزبيب يعزز الاقتصاد

بناءً على طلبات مزارعي العنب ومنتجي الزبيب وغرفة الصناعات الغذائية، تدرس وزارة الصناعة إنشاء مجمع صناعي متطور لإنتاج الزبيب. جاء هذا الطلب نتيجة لكون المصانع الحالية صغيرة ذات تكنولوجيا قديمة، وتتسبب في إهدار كبير للمحصول وتنتج زبيبًا بجودة منخفضة. كما أن نقل العنب من محافظات المنيا والنوبارية إلى مصانع الغربية يتسبب في تلف كميات كبيرة وارتفاع تكاليف النقل.

وعدت وزارة الصناعة بتوفير الأراضي الصناعية اللازمة وإصدار التراخيص لإنشاء هذا المجمع المتكامل، الذي سيتم تجهيزه بما يتطلبه الإنتاج من درجات حرارة ورطوبة مناسبة، ومياه ذات ملوحة محددة، بالإضافة إلى كوادر عاملة مدربة. ستساهم هذه الصناعة في تشغيل أيد عاملة كثيرة في جني محصول العنب وإنتاج الزبيب، كما أن زيادة الإنتاج المحلي سيسهم في تقليل الاستيراد ويعزز التصدير في ظل ارتفاع الأسعار العالمية للزبيب. وتؤكد الوزارة أن هذه الأراضي المزروعة بالعنب لا تؤثر على المحاصيل الأخرى، وتتعاون مع الجمعيات الزراعية ووزارة التموين لإنشاء مخازن تموينية في مناطق التصنيع الزراعي لخفض التكاليف وتحقيق أقصى استفادة من الإنتاج المحلي.