قفزة في توقعات بنك UBS.. أسعار الذهب ترسم مسارًا تصاعديًا غير مسبوق للمعدن النفيس بين الحرب وتقلبات السياسة العالمية
رفع بنك UBS السويسري توقعاته لأسعار الذهب لعام 2026، مؤكداً ثقته في المعدن النفيس كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية المستمرة. استهدف البنك مستويات جديدة تتراوح بين 3600 دولار و3700 دولار للأونصة خلال العام المقبل، فيما أبقى على توقعات نهاية 2025 عند 3500 دولار. هذه التوقعات تعزز من مكانة الذهب كخيار مفضل للمستثمرين في الأوقات الصعبة.
توقعات أسعار الذهب من بنك UBS لعام 2026
في مذكرة حديثة، حافظ استراتيجيو البنك السويسري على هدفهم لسعر أونصة الذهب بنهاية عام 2025 عند 3500 دولار. لكنهم قاموا بتعديل صعودي لتوقعات عام 2026 بشكل ملحوظ. تشير هذه الأرقام إلى ثقة بنك UBS في استمرارية الزخم الإيجابي للذهب على المدى المتوسط والطويل، مدعوماً بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية.
| الفترة الزمنية | السعر المتوقع للأونصة |
| نهاية مارس 2026 | 3600 دولار |
| نهاية يونيو 2026 | 3700 دولار |
| نهاية سبتمبر 2026 | 3700 دولار |
يأتي رفع توقعات أسعار الذهب في بنك UBS بعد فترة شهدت تقلبات في الأسواق، خاصة خلال النصف الأول من عام 2025. في تلك الفترة، تراجع الذهب قليلاً مع انخفاض التوجه نحو أصول الملاذ الآمن، متأثراً بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما انعكس على حركة الأسعار.
الذهب بين التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية
شهدت بداية أغسطس الماضي انتشار شائعات حول نية الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب، قبل أن ينفي البيت الأبيض هذه الأنباء ويصفها بـ”المضللة”. ورغم النفي الرسمي، أثارت هذه الأخبار قلقاً في الأسواق، تزامناً مع ترقب انفراجة محتملة في الحرب الدائرة في أوكرانيا. يرى المحللون أنه في حال تحقق السلام أو حدث تقدم ملموس في ملف الحرب، فإن الطلب على الذهب كملاذ آمن قد يشهد انخفاضاً نسبياً. ومع ذلك، يؤكد استراتيجيو بنك UBS أن هناك دوافع اقتصادية ومالية أخرى قوية ستدفع أسعار المعدن الأصفر لمزيد من الصعود.
العوامل الرئيسية وراء صعود أسعار الذهب
يحلل خبراء بنك UBS عدة عوامل أساسية تدعم التوقعات الإيجابية لأسعار الذهب وتجعله جاذباً للمستثمرين. هذه العوامل تشكل أرضية صلبة لاستمرارية الأداء القوي للمعدن الثمين.
- **التضخم الأمريكي المستمر:** بالرغم من الجهود المتواصلة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لاحتواء التضخم، فإن آثار الرسوم الجمركية والقيود على الهجرة تساهم في إبقاء معدلات التضخم مرتفعة، مما يدفع المستثمرين نحو الذهب للحفاظ على قيمة أموالهم.
- **النمو الاقتصادي دون التوقعات:** يظهر الاقتصاد الأمريكي إشارات ضعف تفوق التوقعات، ما يزيد من الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب كحماية ضد الركود الاقتصادي المحتمل.
- **تيسير السياسة النقدية:** يتجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيف القيود المالية وسياسات التيسير النقدي، وهو ما يضعف قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، ويعزز في المقابل من قوة وموقف الذهب كبديل استثماري.
- **الديون الأمريكية المتفاقمة:** تشير تقديرات حديثة إلى أن “مشروع قانون ترامب الكبير” قد يضيف أكثر من 3.3 تريليون دولار إلى الدين الوطني للولايات المتحدة. هذه الزيادة الكبيرة في الديون تثير مخاوف مالية واسعة وتزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن ضد عدم اليقين المالي.
تتضافر هذه العوامل مجتمعة لتجعل من الذهب خياراً مفضلاً للكثير من المستثمرين، مما يجعل رفع توقعات أسعار الذهب في بنك UBS خطوة منطقية ومبررة في سياق الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.
آراء الخبراء الآخرين حول مستقبل أسعار الذهب
لم يكن بنك UBS وحيداً في توقعاته الصعودية لمستقبل الذهب. فقد أكد استطلاع أجرته وكالة “رويترز” بمشاركة 40 محللاً هذا الاتجاه، حيث ارتفع متوسط توقعات سعر أونصة الذهب لهذا العام إلى 3220 دولاراً، مقارنة بـ3065 دولاراً في استطلاع سابق. كما تم رفع التقديرات لعام 2026 إلى 3400 دولار بعد أن كانت 3000 دولار فقط.
وفي تأكيد آخر للتوجهات الإيجابية، صرح ديفيد راسل من شركة “غولد كور” بأن الذهب مرشح بقوة للوصول إلى 4000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2026. وأشار إلى أن هذا السيناريو يصبح أكثر واقعية خاصة إذا استمرت الضبابية وعدم اليقين بشأن الأوضاع المالية الأمريكية. ناتاشا كانيفا، رئيسة استراتيجية السلع في “جي بي مورغان”، شاركت الرأي ذاته، مؤكدة أن احتمالية الركود الاقتصادي وتزايد المخاطر التجارية العالمية يجعلان من هذا الرقم هدفاً واقعياً وممكناً.
بينما يرى البعض أن أسعار الذهب ربما تتوقف عند المستويات التي حددها بنك UBS، فإن جزءاً آخر من الخبراء يتوقع “انفجاراً سعرياً” أكبر بكثير في حال تزايدت الأزمات العالمية أو تفاقمت مشكلة الديون الأمريكية بشكل غير مسبوق، مما يدعم الذهب كأهم استثمار وقائي.