تطور جديد.. يكشف حقيقة فرق سعر الذهب في مصر | لماذا تدفع أغلى عند الشراء وتبيع بأقل؟

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية استقرارًا نسبيًا خلال الأيام الماضية، لكن الفارق الملحوظ بين سعر البيع وسعر الشراء لا يزال يثير تساؤلات المستثمرين والمواطنين. يُعزى هذا الفارق إلى آليات سوق الذهب وأعباء تشغيلية تتحملها محلات الصاغة، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 اليوم 4580 جنيهًا، فيما بلغت الأوقية عالميًا 3371 دولارًا مع ترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي.

فارق سعر الذهب بين البيع والشراء: آلية سوقية أساسية

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات، أن وجود فارق بين سعر بيع الذهب وسعر شرائه يُعد جزءًا جوهريًا من طبيعة عمل سوق المعدن الثمين. وأكد أن محلات الصاغة تقدم خدمات بيع وشراء الذهب للمواطنين، وهذه الخدمات تتطلب مقابلًا ماديًا لضمان استمرارية العمل وتقديم الجودة المطلوبة.

أسباب فارق سعر الذهب في السوق المحلي

أشار إمبابي إلى أن الفارق السعري يعود لعدة عوامل رئيسية تسهم في تحديد سعر الذهب النهائي الذي يتعامل به المستهلك. هذه الأسباب تشمل:

• يحصل التاجر على عائد خدمة البيع من جزء من قيمة المصنعية بعد خصم أجرة المصنع الأساسية.
• عند شراء الذهب من المواطنين، يحصل التاجر على متوسط نسبة 2% كفارق سعر، وقد تزيد أو تنقص هذه النسبة بناءً على ظروف السوق وتقلباته اليومية.
• يُحتسب هذا الفارق أحيانًا كنوع من التحوط أو التأمين لمواجهة أي تغيرات مفاجئة وسريعة في أسعار الذهب العالمية والمحلية.
• تعمل جميع أسواق الذهب حول العالم بنظام سعرين: سعر للبيع وآخر للشراء، مما يعكس الفارق بين تعاملات تجار التجزئة وتجار الذهب الخام.

أعباء تشغيلية كبيرة تواجه محلات الصاغة

أكد سعيد إمبابي أن محلات الذهب تتحمل أعباء تشغيلية شهرية مرتفعة، وهي عوامل لا يمكن تجاهلها عند تحديد سعر الذهب. تشمل هذه الأعباء الإيجارات الشهرية للمحال، وفواتير الكهرباء، وتكاليف الحماية والأمن اللازمة للحفاظ على الذهب والمجوهرات، بالإضافة إلى الضرائب المختلفة ومخاطر فروق العيار التي قد تحدث. شدد إمبابي على أن هذه التكاليف الباهظة تجعل من المستحيل على أي محل تقديم خدمة الشراء أو البيع دون الحصول على مقابل مادي يعوض هذه النفقات. وأوضح أن الربح الحقيقي في تجارة الذهب غالبًا ما يكون محدودًا ولا يتحقق إلا في حالات خاصة، مثل الاحتفاظ بالمعدن النفيس لفترة زمنية قبل إعادة طرحه في السوق بأسعار أعلى.

أسعار الذهب اليوم في السوق المحلي والعالمي

تتزامن هذه الفروق السعرية مع استقرار نسبي تشهده أسعار الذهب في السوق المحلية، مما يوفر بعض الوضوح للمستهلكين والمستثمرين. إليك تفاصيل أسعار الذهب الرئيسية اليوم:

على الصعيد العالمي، اختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع عند مستوى 3371 دولارًا أمريكيًا. وقد جاء هذا الارتفاع مدعومًا بتوقعات قوية تشير إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم. كان جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، قد أكد أن الظروف الاقتصادية الحالية قد تستدعي إجراء تغييرات في السياسة النقدية، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

توقعات مستقبلية لسوق الذهب

في ظل هذه الظروف، يظل سعر الذهب متأثرًا بتقلبات الأسواق العالمية والعوامل الاقتصادية الكبرى، مع وجود عوامل محلية تساهم في تحديد الفارق بين سعر البيع والشراء في السوق المصري. وينتظر السوق العالمي والمحلي أن تلقي بيانات التضخم والنمو الاقتصادي الأمريكي القادمة مزيدًا من الضوء على الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مما سيساعد المستثمرين على اتخاذ قراراتهم بحكمة.