تصريح رئاسي قوي.. السيسي: مخطئ من يعتقد أن مصر ستغضّ الطرف عن حقوقها المائية

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الأوغندي يويري كاجوتا موسيفيني بقصر الاتحادية في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. تركزت المباحثات على سبل تطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إضافة إلى بحث قضايا مياه النيل الحيوية، حيث جددت مصر رفضها القاطع لأي إجراءات أحادية تهدد أمنها المائي، مؤكدة على ضرورة التعاون المشترك لتحقيق المنفعة للجميع.

تعزيز الشراكة الثنائية المصرية الأوغندية

شهد قصر الاتحادية مراسم استقبال رسمية للرئيس الأوغندي يويري كاجوتا موسيفيني، حيث عُزف السلام الوطني لكلا البلدين. عقب الاستقبال، عقد الرئيسان اجتماعًا مغلقًا تبعه جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين. تركزت المباحثات على الارتقاء بالعلاقات التاريخية بين مصر وأوغندا، مع الاتفاق على مواصلة تعزيزها في الجوانب السياسية والتجارية والاستثمارية، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

اقرأ أيضًا: حصريًا.. إيهاب منصور يكشف 300 ساعة نقاش حول قانون العمل الجديد لحماية حقوق العمال

وقد شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم الهامة، شملت:

  • التعاون الفني في قطاع إدارة الموارد المائية.
  • التعاون الزراعي والغذائي.
  • مجال الاستثمار.
  • الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية.
  • التعاون الدبلوماسي لدعم إنشاء معهد دبلوماسي أوغندي.

دفع عجلة التعاون الاقتصادي والأمني

في إطار تعزيز العلاقات المصرية الأوغندية، اتفق الجانبان على تفعيل التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري. وشملت النقاشات الإسراع في إجراءات تشكيل مجلس أعمال مشترك وتشجيع الزيارات بين مجتمعي الأعمال، بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين. من المقرر أن ينعقد منتدى الأعمال المشترك على هامش الزيارة لاتخاذ خطوات تنفيذية وفعالة في هذا المجال.

اقرأ أيضًا: رعاية المعلمين.. الأزهر والتربية يناقشان أعمال صندوق رعاية المعلمين

كما تطرقت المباحثات إلى فرص التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات، والتأكيد على المضي قدمًا في التعاون بمكافحة الأمراض البيطرية. وأعرب الجانبان عن اهتمامهما المتزايد بتعزيز التعاون في قطاع الطاقة. وعلى الصعيد الأمني، اتفق الرئيسان على مواصلة التعاون القائم، خصوصًا بعد زيارة قائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية الأخيرة لمصر والاتفاق على عقد لجنة التعاون العسكري سنويًا.

قضايا مياه النيل: رؤى مشتركة ورفض للإجراءات الأحادية

تبادل الرئيس السيسي ونظيره الأوغندي يويري موسيفيني الرؤى حول نهر النيل، الذي يمثل شريان الحياة للبلدين. توافق الجانبان على أن التعامل الأمثل بين دول حوض النيل يجب أن يرتكز على تعزيز العمل لتحقيق المنفعة المشتركة، والحفاظ على هذا المورد الحيوي وتنميته، والتعاون بصيغة تراعي مصالح الجميع دون إيقاع ضرر، وذلك وفقًا لقواعد القانون الدولي. وفي هذا الصدد، نقل الرئيس السيسي مقولة حكيمة للرئيس موسيفيني: “بدون الحفاظ على بيئة حوض النيل، لن نجد شيئًا نتقاسمه”.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. موعد تقليل الاغتراب 2025 لطلاب الجامعات (المرحلتين الأولى والثانية) والشروط والرابط

أكد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل لجهود التنمية في أوغندا وبقية دول حوض النيل الجنوبي. وأعرب عن استعداد مصر للمساهمة في تمويل مشروع سد “أنجلولو” بين أوغندا وكينيا، من خلال آلية أطلقتها مصر للاستثمار في مشروعات البنية التحتية بحوض النيل بتمويل مبدئي قدره 100 مليون دولار. كما تم إبرام مذكرة تفاهم جديدة في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، بقيمة إجمالية تبلغ 6 ملايين دولار على مدار خمس سنوات، تأكيدًا لالتزام مصر بدعم التنمية المستدامة في أوغندا ودول حوض النيل الشقيقة.

شدد الرئيس السيسي على ثقة مصر في الدور البناء الذي تقوم به أوغندا لقيادة العملية التشاورية في مبادرة حوض النيل لاستعادة الشمولية والتوافق بين دول الحوض. وأعاد التأكيد على رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، محذرًا من أن مصر لن تتغاضى أبدًا عن أي تهديد وجودي لأمنها المائي، وستتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبها.

اقرأ أيضًا: تطوير ثقافي.. وزير الثقافة يترأس عمومية القابضة للاستثمار ويستعرض جهود التطوير

تأكيدات مصرية على حق الحياة في النيل

أوضح الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي أن النقاش مع الرئيس موسيفيني تناول موضوع المياه بتعمق. وأكد أن مصر لا ترفض تنمية الأشقاء في دول حوض النيل، لكنها تشترط ألا يكون لهذه التنمية تأثير على حصتها المائية. واستشهد الرئيس موسيفيني بأن حجم المياه المتساقط على الحوض يبلغ حوالي 1600 مليار متر مكعب سنويًا، بينما الجزء الذي يصل إلى النيلين الأبيض والأزرق لا يتجاوز 85 مليار متر مكعب، أي حوالي 4% من الإجمالي.

شدد الرئيس السيسي على أن مصر والسودان يعتمدان بشكل كلي على هذا الجزء اليسير من مياه النيل لعيش سكانهما، وأن طلب ضمان وصول هذه الحصة لا يعني رفض التنمية أو الاستفادة من المياه المتاحة لدول الحوض في الزراعة أو توليد الكهرباء. وأكد أن مصر لا تعيش بمفردها بل هي جزء من نسيج دول الحوض، وأن الكل يعيش وينمو ويتعاون معًا.

اقرأ أيضًا: عاجل.. الأرصاد تحذر من طقس الأربعاء 6 أغسطس 2025: تفاصيل هامة

مستشهداً بتشبيه الرئيس الأوغندي بأن مصر تعني “الحديقة” في أوغندا، وأن هذه الحديقة ليس لديها مصدر للمياه سوى النيل لغياب الأمطار، أكد الرئيس السيسي أن التخلي عن أي جزء من مياه النيل يعني التخلي عن حياة المصريين، وهو أمر لن يحدث. وأعرب عن أمله في أن تتوصل اللجنة السباعية بقيادة أوغندا إلى توافق يحقق استفادة الجميع.

واختتم الرئيس السيسي كلمته بتأكيد حرص مصر على عدم التدخل في شؤون الآخرين ورفض التآمر، مؤكدًا أن مصر مع البناء والتعاون والتنمية بعد سنوات طويلة من الصراع في إفريقيا. وطمأن المصريين بأن مياه 105 ملايين مواطن إضافة إلى 10 ملايين ضيف لن يمسها سوء، وأن وعي المصريين وصلابتهم هي الركيزة الأساسية لمواجهة أي تحديات.