سيناريو غير متوقع.. النفط على مفترق طرق حاسم | الأسواق تتجاهل التزام روسيا وتترقب مفاجأة!

الأسواق العالمية للنفط تستعد لرفع تدريجي للعقوبات المفروضة على روسيا، لكن الخبراء يستبعدون زيادة كبيرة في إنتاجها النفطي حتى في حال التوصل لتسوية سياسية للحرب الأوكرانية. يأتي ذلك في ظل توقعات بضعف الطلب العالمي على الخام خلال النصف الثاني من عام 2025، مما يدفع المستثمرين نحو الحذر الشديد ويجعل معنويات السوق تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار الأسعار.

تأثير رفع العقوبات الروسية على سوق النفط

صرحت ريبيكا بيبن، خبيرة الطاقة، أن الأسواق النفطية العالمية تقوم حاليًا بتسعير احتمالية رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على روسيا. وأوضحت بيبن، في مقابلة مع قناة الشرق بلومبرج، أن هذا الرفع المحتمل للعقوبات، بالإضافة إلى إلغاء السقف السعري على النفط الروسي، سيساهم في تحسين تكاليف الشحن والتأمين، مما يتيح لموسكو فرصة لتوسيع قاعدة عملائها في الأسواق المختلفة. ومع ذلك، شددت بيبن على أن روسيا ما زالت ملتزمة باتفاقياتها ضمن تحالف أوبك+، ولهذا السبب، من غير المرجح أن تشهد زيادة كبيرة في إنتاجها النفطي على المدى القريب، حتى لو حدثت تسوية سياسية في الأزمة الأوكرانية.

توقعات الطلب العالمي على النفط وضعف النمو

أشارت الخبيرة إلى أن الأسواق النفطية تركز بشكل كبير في الوقت الراهن على الصورة الشاملة للاقتصاد العالمي. حيث تشير التوقعات إلى ضعف محتمل في الطلب العالمي على الخام خلال النصف الثاني من عام 2025. هذا التوقع ينعكس بوضوح على قرارات المستثمرين الذين يميلون إلى تقليل انكشافهم على أسواق الطاقة، مفضلين الحذر في ظل حالة عدم اليقين. ولدى مقارنة تقديرات الطلب، ترى بيبن أن وكالة الطاقة الدولية تميل إلى التشاؤم الزائد في توقعاتها، بينما قد تكون منظمة أوبك بلس متفائلة بشكل مفرط. وأكدت أن “الحقيقة غالبًا ما تكون في المنتصف”. وقدرت نمو الطلب المتوقع في النصف الثاني من عام 2025 بنحو 600 إلى 700 ألف برميل يوميًا، وهو معدل أقل من النمو المسجل في النصف الأول من العام والذي وصل إلى مليون برميل يوميًا.

فائض المعروض وتأثيره على أسعار الخام

فيما يخص فائض المعروض في السوق النفطي، تتوقع ريبيكا بيبن أن يتراوح بين 500 إلى 700 ألف برميل يوميًا. واستبعدت الخبيرة السيناريوهات الأكثر تشاؤمًا التي كانت تقدر الفائض بأكثر من مليون برميل يوميًا. وأوضحت أن السحب من المخزونات التجارية للنفط قد يلعب دورًا مهمًا في تقليص هذا الفائض، مما قد يساهم في إبقاء أسعار النفط ضمن نطاق مستقر.

نطاقات الأسعار المتوقعة للنفط

معنويات السوق والضبابية تحكم مسار الخام

أشارت بيبن إلى أن المعنويات السلبية السائدة في السوق والضبابية المحيطة بتوقعات الطلب العالمي، إضافة إلى العوامل الجيوسياسية والتعريفات التجارية، هي المحركات الرئيسية التي تدفع المستثمرين لتبني استراتيجية “البيع عند الارتفاع” بدلًا من الشراء عند الانخفاضات. وأضافت قائلة: “الأساسيات ليست دائمًا العامل الحاسم في سوق النفط الخام، بل تلعب المعنويات دورًا أكبر أحيانًا”. واختتمت ريبيكا بيبن حديثها بالتأكيد على أن “رغم أن العوامل الأساسية ليست سلبية بشكل مفرط، إلا أن حالة عدم اليقين هي التي تحكم السوق حاليًا وتدفعها نحو الحذر الشديد”.