تطور مهم بالإسكندرية.. قيادات الآثار تكشف عن تفاصيل ترميم وتطوير 4 مواقع أثرية أبرزها عمود السواري

قام الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسيدة يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار، بجولة تفقدية لمواقع أثرية رئيسية بمدينة الإسكندرية، شملت كوم الشقافة وعمود السواري والمسرح الروماني. تأتي هذه الزيارة في إطار استراتيجية الوزارة لتحسين تجربة الزوار وتطوير الخدمات السياحية والأثرية بالمواقع والمتاحف على مستوى الجمهورية.

جولة تفقدية لتعزيز السياحة الأثرية بالإسكندرية

تهدف الزيارة التي قام بها الأمين العام ونائب وزير السياحة والآثار، إلى متابعة الموقف التنفيذي لأعمال الترميم والتطوير المستمرة، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لزوار هذه المواقع التاريخية. كما شملت الجولة الوقوف على التجهيزات الخاصة بتوفير سبل الإتاحة الكاملة، بما يتماشى مع المعايير الدولية للسياحة الميسرة التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لضمان تجربة سياحية متكاملة وممتعة للجميع.

اقرأ أيضًا: قبول مفاجئ.. الحد الأدنى لكليات التربية أدبي (نظام قديم) في تنسيق المرحلة الثانية 2025

مستجدات أعمال التطوير في كوم الشقافة وعمود السواري

خلال الجولة في منطقتي كوم الشقافة وعمود السواري والسرابيوم، تم تفقد أحدث مستجدات أعمال التطوير الجارية ومسارات الزيارة المعدة للجمهور. كما تابع الوفد الخدمات المقدمة للزائرين، وأعمال ترميم بعض القطع الأثرية المهمة التي تم وضعها على مصاطب خاصة بمنطقة العرض المفتوحة داخل كوم الشقافة. وفي منطقة المسرح الروماني، شملت الجولة تفقد تجهيزات المتحف المفتوح للآثار الغارقة، بالإضافة إلى معاينة البوابة الجديدة المؤدية إلى شارع صفية زغلول، وهو ما يهدف إلى دمج الموقع الأثري بشكل أكبر مع محيطه الحضري والمدني.

توجيهات بتسريع التطوير وتعزيز تجربة الزوار

أعرب الدكتور محمد إسماعيل خالد عن تقديره للجهود المبذولة في أعمال التطوير التي تسهم في تحسين التجربة السياحية لجميع الزائرين. وأكد أن أعمال الترميم والتطوير الجارية تعكس التزام الدولة الراسخ بالحفاظ على التراث الحضاري الغني لمدينة الإسكندرية، وتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية عالمية بارزة. كما وجه الأمين العام بسرعة الانتهاء من هذه الأعمال بهدف تطوير العرض المتحفي للقطع الأثرية المعروضة بالمناطق المفتوحة في هذه المواقع. وشملت توجيهاته أيضاً توفير وسائل تعريفية واضحة بهذه القطع والمواقع نفسها، من خلال زيادة عدد اللوحات الإرشادية والتعريفية والمعلوماتية بعدة لغات، وتطوير مسارات الزيارة، وتعزيز سبل الإتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة بما يتماشى مع معايير السياحة الميسرة. بالإضافة إلى ذلك، وجه برفع كفاءة مظلة الحماية الخاصة ببئر الدفن الرئيسي في مقبرة كوم الشقافة المعروفة بـ “كتاكومب”.

اقرأ أيضًا: قبول جامعي جديد.. تنسيق المرحلة الثانية للجامعات يعتمد آخر رغبات الطلاب

مقبرة كوم الشقافة: تحفة معمارية تجمع الحضارات

تُعد منطقة آثار كوم الشقافة من أهم وأشهر المقابر الأثرية في مدينة الإسكندرية العريقة. تعود أصول هذه المقبرة الفريدة إلى أواخر القرن الأول الميلادي واستُخدمت بشكل مستمر حتى القرن الرابع الميلادي، وقد اكتُشفت بالصدفة عام 1900. تتميز كوم الشقافة بطرازها المعماري الفريد الذي يجمع بشكل متناغم بين الطرز المصرية القديمة واليونانية والرومانية، ويظهر ذلك جليًا في عناصرها المختلفة مثل السلم الحلزوني، والحجرة المستديرة، وصالة المآدب، وغرفة الدفن الرئيسية. يضم فناء المنطقة أيضاً عدداً من المقابر المنقولة ذات الطرز النادرة مثل مقبرة تيجران، ومقبرة الورديان، ومقبرة سلفاجو، والتي أُعيد تركيبها في الموقع بعد العثور عليها في مناطق متفرقة بالإسكندرية.

عمود السواري والسرابيوم: أكروبوليس الإسكندرية التاريخي

تعتبر منطقة عمود السواري والسرابيوم، المعروفة تاريخياً باسم “أكروبوليس الإسكندرية”، من أبرز المعالم القديمة في المدينة. وعرفت بهذا الاسم كونها المكان المرتفع الذي كانت تقام عليه أهم المعابد والمباني في العصور القديمة. ويُعد عمود السواري نفسه أشهر معالم المنطقة الأثرية، وهو أطول نصب تذكاري في العالم القديم. شُيد هذا العمود الضخم من الجرانيت الأحمر الذي جُلب من أسوان في القرن الثالث الميلادي، تكريماً للإمبراطور دقلديانوس، ويبلغ ارتفاعه حوالي سبعة وعشرين متراً.

اقرأ أيضًا: تنسيق الأزهر 2025.. الكليات المتاحة وشروط التقديم لعلمي وأدبي

المسرح الروماني بكوم الدكة: نافذة على العصور القديمة

تمثل منطقة كوم الدكة، التي تضم المسرح الروماني، نافذة حقيقية على قلب مدينة الإسكندرية القديمة. يحتضن هذا الموقع مسرحاً رومانياً نادراً يُعد من أهم الشواهد الأثرية للعصر الروماني في مصر. منذ ستينيات القرن الماضي، ينفذ المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع البعثة البولندية، برنامجاً متكاملاً للحفائر والترميم في هذه المنطقة. وقد كشفت هذه الأعمال عن معالم معمارية وحضرية متنوعة تعود إلى فترات زمنية مختلفة، بدءًا من العصور الهلنستية وصولاً إلى العصور الإسلامية، مما يجعله موقعاً فريداً لسرد تاريخ الإسكندرية عبر العصور.

رافقت الوفد الرسمي خلال الجولة التفقدية مجموعة من مسؤولي الوزارة والمجلس الأعلى للآثار، منهم الدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المشروعات، والأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية واليونانية والرومانية، بالإضافة إلى الدكتور هشام حسين، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، والدكتور حسام غنيم، مدير عام الآثار المصرية واليونانية والرومانية بالإسكندرية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. فيديو توضيحي من “التعليم العالي” لتحويل تقليل الاغتراب بالتنسيق الإلكتروني