تطور تاريخي في الأفق.. تصنيع الهواتف محليًا يعيد تشكيل سوق مصر بالكامل بحلول 2031

يشهد سوق الهواتف الذكية في مصر طفرة نمو غير مسبوقة، فمن المتوقع أن تتضاعف المبيعات لتتجاوز 4.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031، مرتفعة من 2.5 مليار دولار في عام 2025. يأتي هذا النمو، الذي يصل إلى 11.4% سنويًا، مدفوعًا بتحول استراتيجي من الاعتماد الكلي على الاستيراد إلى التجميع والتصنيع المحلي للأجهزة.

نمو قياسي لسوق الهواتف في مصر

تشير توقعات حديثة صادرة عن شركة “فيتش سوليوشنز” إلى مستقبل واعد لسوق الهواتف المحمولة في مصر. ويتوقع التقرير أن يشهد السوق ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة المبيعات خلال السنوات القادمة، مما يؤكد على جاذبية السوق المصري وقدرته على استقطاب المزيد من الاستثمارات.

اقرأ أيضًا: سيولة قوية.. الخدمات المالية تتفوق بتداولات 20.1 مليار جنيه في بورصة يوليو

السنواتقيمة المبيعات المتوقعة (مليار دولار أمريكي)
20252.5
20314.8

يُعزى هذا النمو المتوقع، والذي يمثل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 11.4%، إلى جملة من العوامل الاقتصادية والسياسات الحكومية الداعمة لقطاع الصناعة المحلية.

مصر تتحول إلى مركز إقليمي لتصنيع الهواتف

بعد أن كان سوق الهواتف في مصر يعتمد بشكل كامل على استيراد الأجهزة الجاهزة، شهد المشهد تحولًا جذريًا. أصبحت مصر اليوم مركزًا حيويًا لتجميع الهواتف الذكية للعديد من الشركات العالمية البارزة. يهدف هذا التوجه الاستراتيجي إلى تلبية الطلب المتزايد في السوق المحلي، بالإضافة إلى تقليل فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. أسعار الدينار التونسي مقابل الجنيه المصري في بداية تعاملات اليوم السبت

قفزة في الإنتاج المحلي وانخفاض واردات الهواتف الكاملة

عكست الأرقام الرسمية النمو الهائل في قدرات الإنتاج المحلي للهواتف الذكية. فقد شهدت أعداد الأجهزة المنتجة قفزة نوعية، من حوالي 1.5 مليون جهاز في عام 2021 إلى ما يزيد عن 2 مليون جهاز في عام 2022، لتصل إلى حوالي 3 ملايين جهاز بحلول عام 2024. وقد تزامن هذا الارتفاع الكبير في التصنيع مع تراجع ملحوظ في قيمة واردات الهواتف الكاملة.

فئة الوارداتقيمة الواردات 2020 (مليون دولار أمريكي)قيمة الواردات 2024 (مليون دولار أمريكي)ملاحظات
واردات الهواتف الكاملة1800 (1.8 مليار)54انخفاض حاد
واردات المكونات الإلكترونية91435نمو كبير

مع تحول مصر نحو نموذج التجميع المحلي، تغيرت تركيبة الواردات بشكل جذري. فبدلاً من استيراد الهواتف الذكية الجاهزة، أصبح التركيز ينصب على استيراد المكونات الإلكترونية اللازمة لعمليات التجميع والتصنيع داخل البلاد. وقد ارتفعت واردات المكونات بشكل كبير، في حين تراجعت واردات الأجهزة الكاملة، مما يؤكد على نجاح هذه السياسة الاقتصادية الجديدة.

اقرأ أيضًا: 400 جنيه دفعة واحدة.. سعر الجنيه الذهب اليوم يخالف كل التوقعات | تحديث جديد لعيار 21

أبرز الشركات والمبادرات الرائدة في التصنيع المحلي للهواتف

شهدت مصر انطلاق مبادرات رائدة في مجال تجميع وتصنيع الهواتف الذكية، بمشاركة كبرى الشركات العالمية والمحلية. وقد ساهمت هذه الجهود المتواصلة في تعزيز القدرة الإنتاجية الإجمالية للبلاد.

  • بدأت شركة “سيكو” هذه التجربة الواعدة بإطلاق أول هاتف محلي لها، “نايل إكس”، في عام 2019.
  • في عام 2022، لحقت بها شركة سامسونج العالمية، حيث بدأت في إنتاج أول هاتف Galaxy A13 يحمل عبارة “صُنع في مصر” في مصنعها ببني سويف.
  • قامت شركتا فيفو وأوبو بتدشين خطوط تجميع خاصة بهما، مما يعزز من حضور العلامات التجارية الكبرى في السوق المحلي.
  • انضمت لاحقًا شركات عالمية أخرى مثل شاومي و”HMD Global”، الشركة المصنعة لهواتف نوكيا، إلى مبادرات التجميع المحلية، حيث وصلت نسبة المكونات المحلية في بعض هواتف نوكيا المجمعة في مصر إلى حوالي 43% في عام 2023.
  • كما انضمت علامات تجارية مثل إنفينيكس ومايكرومكس إلى مبادرة التصنيع المحلي، مما يوسع قاعدة الشركات المشاركة.

بفضل هذه المبادرات والاستثمارات التي تجاوزت 87 مليون دولار أمريكي، ارتفعت الطاقة الإنتاجية الإجمالية في مصر لتصل إلى حوالي 11.5 مليون جهاز في عام 2024، مما يضع مصر على خريطة الإنتاج العالمي للهواتف الذكية.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. أسعار الذهب اليوم تخالف التوقعات | مفاجأة في سعر عيار 21