من انتصر في حرب العقول؟ أسرار قمة مانشستر سيتي وتوتنهام.. قراءة فنية تكشف تفوق مرونة فرانك أم قوة جوارديولا؟

يستعد ملعب الاتحاد لاستضافة قمة كروية مرتقبة تجمع بين مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن حقق كلا الفريقين انتصارين كبيرين بشباك نظيفة في الافتتاح. يسعى السيتي لمواصلة انطلاقته القوية التي أظهرها بقيادة النجم الجديد تيجاني رايندرز، بينما يأمل توتنهام في تكرار فوزه المثير الذي حققه على هذا الملعب الموسم الماضي، في مواجهة تعد بالكثير من الإثارة والتكتيك.

تأثير تيجاني رايندرز: مفتاح حيوية مانشستر سيتي الجديد

يمثل النجم الهولندي تيجاني رايندرز، الوافد الجديد لمانشستر سيتي، تحديًا كبيرًا لمدرب توتنهام توماس فرانك الذي سيسعى لإيجاد طريقة للحد من تأثيره. أظهر رايندرز أداءً متكاملاً في خط وسط السيتي أمام وولفرهامبتون واندررز، حيث قاد هجمات الفريق بفضل طاقته العالية ومهارته وذكائه الكروي الذي يضيف حيوية غير مسبوقة لقلب الملعب. ورغم أن البيانات البدنية المفصلة لرايندرز من ظهوره الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز لم يتم توفيرها كنص، إلا أن أداءه دل على مدى حيويته سواء بالكرة أو بدونها. ويغطي اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا مساحات واسعة في الملعب، وتتميز انطلاقاته بالفاعلية والإيجابية. فلم يقم أي لاعب آخر في مانشستر سيتي بعدد أكبر من الانطلاقات داخل منطقة الجزاء، كما أن جودة تحركاته جعلت زملاءه يجدونه دائمًا في المواقع الخطرة. وقد تجلى ذلك في انطلاقته السريعة والذكية من منتصف الملعب التي أثمرت عن صناعة موقف هجومي قبل أن يسجل هدفًا بتسديدة يسارية دقيقة. كما لعبت انطلاقات رايندرز القوية دورًا محوريًا في الهدف الثاني لإيرلينج هالاند، حيث مرر الكرة للخلف إلى النرويجي بعد اندفاع طويل آخر. وكانت لمسات الهولندي السريعة وتمريراته الذكية هي التي فتحت الطريق أمام هالاند لتسجيل الهدف الأول أيضًا. إن رغبة رايندرز في إحداث الفارق ستضع خط وسط توتنهام تحت اختبار حقيقي، وسيكون عليهم ضمان عدم ترك أي مساحات له لينطلق فيها بحرية.

اقرأ أيضًا: ضربة في الميركاتو.. دورتموند يخطط لخطف جوهرة برشلونة الشابة

إيرلينج هالاند ومفتاح الأهداف: تعزيز الإمدادات الهجومية

يعتمد المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند، شأنه شأن جميع المهاجمين الصريحين، على التمريرات المبكرة أو العرضيات التي يمكنه مهاجمتها داخل منطقة الجزاء. في الموسم الماضي، كان هناك شعور بأن مانشستر سيتي لم يوفر ما يكفي من هذه الإمدادات، خاصة مع تراجع مستوى العديد من صانعي اللعب. ورغم أن سافينيو صنع خمسة من أهدافه الثمانية للنرويجي، إلا أن لاعبين مثل جاك جريليش وفيل فودين وبرناردو سيلفا وكيفن دي بروين لم يكونوا بنفس التأثير السابق في صناعة الفرص. وقد انعكس ذلك في تراجع عدد الفرص الكبيرة التي حصل عليها هالاند بمعدل 0.63 فرصة أقل في كل مباراة مقارنة بالموسم الذي سبقه، أي ما يعادل 24 فرصة أقل على مدار موسم كامل من 38 مباراة. وفي الجولة الماضية، حصل هالاند على ثلاث فرص كبيرة، سجل منها واحدة، وهو ما يمثل خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح. وقد كانت سرعة لعب مانشستر سيتي عاملاً مؤثرًا في ذلك، مع عودة أوسكار بوب وتألق رايندرز ولويس وبرناردو الذين أظهروا طاقة كبيرة في بداية الموسم. وجاء هدفا هالاند من هجمات تضمنت اختراقًا للخط الدفاعي الأخير ثم تمرير الكرة له عرضية أو إعادة للخلف ليضعها في الشباك.

تكتيكات السيتي الهجومية: المراوغات كسر لدفاعات توتنهام

تعد مراوغة المدافعين بنجاح وسيلة أخرى لفتح خطوط الدفاع المحكمة، وفي هذا الجانب، أظهر مانشستر سيتي تحسنًا واضحًا في الجولة الأولى بفضل لمسات أوسكار بوب المميزة على الكرة. فقد قام النرويجي بخمس مراوغات، نجح في ثلاث منها، في مباراة شهدت محاولة مانشستر سيتي لـ 26 مراوغة، وهو أعلى رقم في الدوري الإنجليزي في تلك الجولة. ورغم أن الفرق الأكثر قيامًا بالمراوغات في الجولة الأولى لم تُذكر تفصيليًا في النص الأصلي، إلا أن هذا الأداء يؤكد عزم السيتي على كسر الدفاعات بالمهارات الفردية. وإذا لعب فريق بيب جوارديولا بنفس الإيجابية والتركيز أمام دفاع توتنهام المتوقع أن يتكون من خمسة لاعبين، فسيمنحهم ذلك القدرة على صناعة الفرص النوعية التي يتوق إليها هالاند لزيادة غلته التهديفية.

اقرأ أيضًا: مواجهات نارية.. الإعلان الرسمي عن جدول مباريات كأس السوبر السعودي 2025 والقنوات الناقلة

الخطة الدفاعية لتوتنهام: هل يعتمد فرانك على خمسة مدافعين ضد السيتي؟

يتميز مدرب توتنهام، توماس فرانك، بالمرونة التكتيكية، وبعد النجاح الذي حققته خطته 5-3-2 أمام باريس سان جيرمان في نهائي كأس السوبر الأوروبي، سيكون من المدهش ألا يعتمد عليها هذا الأسبوع أمام مانشستر سيتي. في تلك المباراة، ضحى توتنهام بالاستحواذ، إذ لم تتجاوز نسبته 25.7%، لكنه دافع بشكل منظم كفريق ليحد من خطورة بطل أوروبا حتى الدقائق الأخيرة. ورغم عدم توفر الرسم البياني الخاص بالأهداف المتوقعة (xG) في النص الأصلي، إلا أن هذا الأسلوب أظهر مدى نجاحهم في احتواء الخصم. وإذا كرر توتنهام نفس الأسلوب أمام مانشستر سيتي، فسيتعين على رجال جوارديولا الاستعداد للتعامل مع الكثير من الكرات الطويلة المرسلة من الخلف إلى الأمام. كان الهدف الأساسي هو الوصول إلى ريتشارليسون ومحمد قدوس في الخطوط الأمامية، حيث شكلت الكرات الطويلة 24.7% من إجمالي تمريرات توتنهام ضد باريس سان جيرمان. وبدلاً من محاولة الخروج بالكرة عبر الضغط، اعتمد الحارس جولييلمو فيكاريو على سلسلة من الكرات الطويلة التي أزعجت باريس، وقد نشاهد شيئًا مشابهًا يوم السبت من خلال اللعب على الاحتمالات والرهان على التقاط الكرات الثانية.

محمد قدوس وبيدرو بورو: ورقة توتنهام الرابحة على الجناح الأيمن

ترك النجم محمد قدوس انطباعًا رائعًا في بداياته مع توتنهام على الجهة اليمنى، حيث كوّن انسجامًا سريعًا مع بيدرو بورو وريتشارليسون. وسيرغب الظهير الأيسر الجديد لمانشستر سيتي، ريان آيت-نوري، في التمركز للداخل عندما تكون الكرة بحوزة فريقه، لكنه يجب ألا يترك مساحة كبيرة على الطرف ليستغلها توتنهام في تمرير الكرة إلى قدوس أو بورو عند فقدان الاستحواذ. وقد صنع الثنائي ثماني فرص ضد بيرنلي (قدوس خمس فرص، بورو ثلاث فرص)، ولذلك سيستهدفان اللاعب الجزائري في ظهوره الأول على أرضه بثقة كبيرة، فقد وجد رجال فرانك بالفعل إنتاجية أكبر بكثير من تلك الجهة. مرر محمد قدوس الكرة إلى ريتشارليسون مرتين فقط في تلك المواجهة، لكن في المرتين نجح البرازيلي في تحويل عرضياته إلى أهداف. وريتشارليسون مهاجم بارع في التعامل مع العرضيات سواء بقدمه أو برأسه، لذا يجب الحذر من إرسال توتنهام كرات مبكرة داخل منطقة الجزاء لخطورتها المحتملة.

اقرأ أيضًا: قمة بلا أهداف.. تعادل سلبي يحكم مواجهة الاتحاد والنصر في كأس السوبر السعودي

مقاعد البدلاء: ورقة جوارديولا وفرانك الرابحة في حسم القمة

غالبًا ما يتحدث المدربون عن “الأساسيين والبدلاء المؤثرين”، ولا شك أن دكتي الفريقين في هذه القمة ستضم لاعبين قادرين على حسم اللقاء في أي لحظة. كانت دكة بدلاء جوارديولا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي قوية للغاية، حيث سجل ريان شرقي بعد نزوله كبديل، بينما ظل عمر مرموش وفودين وسافينيو وإلكاي جوندوجان خارج التشكيلة الأساسية كخيارات هجومية قوية. أما في حال اعتمد توتنهام على خطة الخمسة في الخلف، فقد نرى على دكة الضيوف أسماء مثل برينان جونسون ودومينيك سولانكي وماتياس تيل وويلسون أودوبير، وجميعهم يمثلون تهديدًا هجوميًا كبيرًا. في الموسم الماضي، سجل بدلاء توتنهام سبعة أهداف، بينما ساهم بدلاء مانشستر سيتي في ستة أهداف. ومع العمق الإضافي في قائمتي الفريقين لموسم 2025/26، من المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام هذا الموسم، مما يجعل البدلاء عنصرًا حاسمًا في نتيجة المباراة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. عدي الدباغ زمالكاوي لمدة 4 مواسم