3600 دولار للأونصة.. بنك UBS يرفع سقف التوقعات لأسعار الذهب | تحليل لمستقبل المعدن الثمين في 2026
يتوقع بنك UBS السويسري ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الذهب خلال عامي 2025 و2026، متوقعًا أن تصل الأونصة إلى 3600 دولار بحلول مارس 2026، مع إمكانية تجاوزها حاجز 3700 دولار في الربع الثالث من العام نفسه. تأتي هذه التوقعات في ظل اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية متزايدة عالميًا، ما يعزز مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن حماية لمدخراتهم.
توقعات بنك UBS لأسعار الذهب: أرقام صاعدة
حافظ بنك UBS على هدفه السابق لسعر الذهب بنهاية عام 2025 عند 3500 دولار للأونصة. لكن التقديرات المحدثة رفعت السقف لعام 2026 بشكل تدريجي، لتعكس حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية. هذه الأرقام، حسب محللي البنك، ليست مجرد تكهنات بل تعكس مزيجًا معقدًا من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تضغط على الأسواق.
الفترة الزمنية | سعر الأونصة المتوقع |
مارس 2026 | 3600 دولار |
يونيو 2026 | 3700 دولار |
سبتمبر 2026 | 3700 دولار (مع احتمال مزيد من الصعود) |
المحركات الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب
يرى استراتيجيو بنك UBS أن الزخم الحالي في سوق الذهب يستند إلى عدة محركات قوية تدعم جاذبيته كاستثمار آمن. هذه المحركات تعكس تحديات اقتصادية وجيوسياسية عالمية تتجه لتغيير بوصلة المستثمرين.
- **التضخم الأميركي المستمر:** رغم جهود الاحتياطي الفيدرالي للسيطرة عليه، لا تزال الضغوط التضخمية قائمة، ما يدفع المستثمرين للبحث عن أصول تحافظ على القيمة الشرائية لمدخراتهم.
- **الديون السيادية المتراكمة:** تجاوزت مستويات الدين العام العالمي عتبة خطيرة، ما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومات على السداد ويضع البنوك المركزية أمام خيارات صعبة تتعلق بأسعار الفائدة.
- **ضعف الدولار الأميركي:** التراجع المتوقع لقوة الدولار أمام العملات العالمية الأخرى يعزز من جاذبية الذهب كأصل احتياطي بديل، خاصة للدول والمؤسسات التي تسعى لتنويع احتياطاتها.
- **الاضطرابات الجيوسياسية:** من الصراعات الدولية إلى السياسات الحمائية وفرض الرسوم الجمركية، كلها عوامل تزيد من حالة عدم اليقين عالميًا وترفع الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.
رؤى البنوك العالمية الأخرى حول مستقبل الذهب
لا يقتصر التفاؤل بمستقبل الذهب على بنك UBS وحده، بل تشاركه بنوك ومؤسسات مالية كبرى أخرى هذه الرؤية. على سبيل المثال، قامت سيتي غروب برفع توقعاتها قصيرة المدى لأسعار الذهب من 3150 دولارًا إلى 3500 دولار للأونصة، وهو ما يعكس اتجاهًا عامًا نحو الإجماع على أهمية الذهب المتزايدة.
وفي استطلاع أجرته وكالة “رويترز” شمل 40 محللاً ماليًا، ارتفعت التوقعات المتوسطة لسعر الذهب لعام 2025 إلى 3220 دولارًا للأونصة، مقارنة بـ 3065 دولارًا في التقديرات السابقة. كما شهدت توقعات عام 2026 زيادة ملحوظة لتصل إلى 3400 دولار، مما يؤكد أن خبراء الأسواق يتفقون على أن الذهب مقبل على مرحلة ازدهار جديدة.
دور البنوك المركزية في دعم قيمة الذهب
في السنوات الأخيرة، شهد العالم موجة شراء كبيرة للذهب من قبل البنوك المركزية، وخاصة في دول مثل الصين والهند وتركيا. تهدف هذه البنوك إلى تنويع أصولها وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، ما يعزز من مكانة الذهب كاحتياطي استراتيجي. ساهم هذا التوجه بقوة في جعل الذهب يتفوق على اليورو ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي عالمي بعد الدولار، مما يعكس تحولًا في السياسات النقدية العالمية.
الذهب كملاذ آمن في ظل المخاطر العالمية المتزايدة
لم يعد الذهب يُنظر إليه كأداة تحوط من التضخم أو تقلبات العملات فحسب، بل أصبح يُعد مؤشرًا قويًا على هشاشة النظام المالي العالمي. مع تزايد المخاوف من ارتفاع الديون الأميركية، خاصة بعد تمرير تشريعات يُتوقع أن تضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الوطني، يتزايد الحديث عن وصول أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، وقد تصل إلى 4000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2026. هذه التوقعات تعزز دور الذهب كحصن منيع ضد المخاطر الاقتصادية والمالية المحتملة.