وصيته الأخيرة.. ماذا قدم كمال الشناوي للفن في ذكرى رحيله؟

يصادف اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الفنان الكبير كمال الشناوي، أحد أيقونات زمن الفن الجميل في مصر والعالم العربي. ترك الشناوي بصمة لا تُمحى خلال مسيرة فنية امتدت لأكثر من ستة عقود، تميزت بتنوع أدواره وحضوره الطاغي على الشاشة، ولا تزال أعماله حاضرة بقوة في ذاكرة الجماهير.

كمال الشناوي: مسيرة فنية حافلة وأعمال خالدة

بدأت رحلة الفنان كمال الشناوي في عالم الفن أواخر الأربعينيات، وذلك بعد دراسته للفنون الجميلة في جامعة حلوان، وهو ما أضاف لأدائه التمثيلي عمقًا ورؤية فنية مميزة. كانت بداية ظهوره في فيلم “غني حرب” عام 1947، لينطلق بعدها سريعًا نحو النجومية ويُعرف بلقبي “فتى الشاشة الأول” و”دنجوان السينما”، بفضل وسامته وكاريزمته التي أسرت قلوب الجماهير.

اقرأ أيضًا: هل فاتك ماتش؟.. تردد قناة أون تايم سبورت الجديد لمتابعة الدوري المصري

على مدار مسيرته الفنية الحافلة، شارك الشناوي في أكثر من 200 عمل سينمائي وتلفزيوني، وقف فيها أمام عمالقة التمثيل مثل فاتن حمامة، وشادية، وهند رستم، وسعاد حسني. تميزت مسيرته بقدرته الفائقة على التلون، فلم يحصر نفسه في نمط واحد من الأدوار، بل جسد ببراعة العاشق الرومانسي، ورجل الشر المعقد، والإنسان البسيط، وحتى الأدوار الكوميدية، وهو ما جعل النقاد يصفونه بالممثل القادر على إتقان كل الألوان الفنية.

أبرز أفلام كمال الشناوي ضمن قائمة الـ 100 فيلم

في ذكرى وفاة كمال الشناوي، نستعرض مجموعة من أهم أعماله السينمائية الخالدة التي لا تزال محفورة في تاريخ الفن. يفتخر سجل الشناوي بوجود ستة من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي:

اقرأ أيضًا: هام.. تسجيل رغبات المرحلة الثانية 2025 عبر التنسيق الإلكتروني: شرح الطريقة

  • فيلم “أمير الانتقام” عام 1950، حيث تألق بجانب النجمين أنور وجدي ومديحة يسري.
  • فيلم “اللص والكلاب” عام 1962، المأخوذ عن رائعة الأديب العالمي نجيب محفوظ.
  • فيلم “المستحيل” عام 1965، المستوحى من قصة للدكتور مصطفى محمود.
  • فيلم “الرجل الذي فقد ظله” عام 1968، الذي حظي بإشادة نقدية واسعة.
  • فيلم “الكرنك” عام 1975، الذي تناول فترة سياسية حساسة بمشاركة سعاد حسني ونور الشريف.
  • فيلم “المذنبون” عام 1976، والذي يُعد من أبرز أفلام حقبة السبعينيات.

هذه الأعمال رسخت مكانة كمال الشناوي كأحد أبرز أعمدة السينما المصرية.

الجانب الإنساني: حياة كمال الشناوي الشخصية وزيجاته

بالرغم من شهرته الواسعة ووسامته التي جعلت منه فتى أحلام الكثيرين، إلا أن كمال الشناوي عُرف بحياته الشخصية الهادئة والمحافظة. تزوج الفنان الراحل عدة مرات خلال حياته، وكانت أبرز زيجاته كالتالي:

اقرأ أيضًا: عاجل.. إعدام مهرب كوكايين في مكة المكرمة

  • من عفاف شاكر، شقيقة الفنانة الكبيرة شادية.
  • من الراقصة هاجر حمدي، وأنجب منها ابنه محمد قبل انفصالهما.
  • من زيزي الدجوي، وأنجب منها ابنه علاء الذي توفي قبله بسنوات.
  • ارتبط سرًا بالفنانة ناهد شريف.
  • كانت آخر زيجاته من سيدة سورية تُدعى سمر.

وعلى الرغم من تعدد زيجاته، ظل الشناوي محتفظًا بصورة الفنان الأنيق الهادئ الذي يفصل بحكمة بين حياته الخاصة ومسيرته الفنية اللامعة.

تكريمات وجوائز كمال الشناوي على مر السنين

خلال مشواره الفني الطويل، حصد كمال الشناوي العديد من الجوائز والتكريمات التي تعكس مدى تقدير النقاد والجمهور لموهبته وإسهاماته. من أبرز هذه الجوائز كانت الجائزة الفخرية التي حصل عليها من مهرجان المركز الكاثوليكي عام 1960. كما نال جائزة التمثيل الممتاز من مهرجان جمعية الفيلم عام 1992، إضافة إلى تكريمه في العديد من المهرجانات الأخرى تقديرًا لدوره المحوري في إثراء السينما المصرية والعربية.

اقرأ أيضًا: عودة غير متوقعة.. إيهاب توفيق يتألق في حفل “ليلة التسعينات” بموسم جدة

وصية كمال الشناوي المؤثرة ولحظاته الأخيرة

في ذكرى وفاة كمال الشناوي، تظل وصيته الأخيرة لحظة إنسانية مؤثرة تعكس جانبًا من شخصيته القوية والمختلفة. فقد روى ابنه محمد في تصريحات صحفية أن والده، بعد إصابته بعدة جلطات في المخ، رفض تمامًا الانتقال إلى المستشفى، مفضلًا أن يمكث وسط أسرته بمنزله. كانت وصيته واضحة ومؤثرة: “أريد أن أموت على فراشي كما عرفني الجمهور، قويًا وأنيقًا، لا أريد أن يراني الناس ضعيفًا”. وقد تحققت هذه الوصية بالفعل، حيث رحل الفنان الكبير عن عالمنا يوم الإثنين 22 أغسطس 2011، عن عمر يناهز 89 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا وذكرى إنسانية لا تُنسى تعكس قوة شخصيته حتى الرمق الأخير.

فقدان الابن: صدمة رحيل علاء كمال الشناوي

من اللحظات العصيبة التي تركت أثرًا عميقًا في حياة كمال الشناوي هي صدمة رحيل نجله علاء قبل سنوات قليلة من وفاته هو. توفي علاء فجأة وهو في ريعان شبابه، وشكلت هذه الفاجعة ضربة قاسية لوالده، لم يتمكن من تجاوزها بسهولة. يرى المقربون من الفنان الراحل أن فقدانه لابنه كان من الأسباب الرئيسية التي عجلت بتدهور حالته الصحية في سنواته الأخيرة.

اقرأ أيضًا: التردد الجديد.. استقبل إشارة قناة طيور الجنة 2025 على نايل سات بأعلى جودة