وفاة مفجعة.. غدير رضيعة غزة تفارق الحياة بعمر 5 شهور بسبب سوء التغذية | التجويع الإسرائيلي يقتل الأبرياء

توفيت الرضيعة غدير بريكة، ذات الخمسة أشهر، اليوم الجمعة، في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، متأثرة بسوء التغذية الشديد ونقص العلاج. يأتي ذلك نتيجة التجويع والحصار المستمر الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، في ظل تدهور كارثي للأوضاع الصحية والإنسانية المتفاقمة منذ أشهر.

تفاصيل وفاة الرضيعة غدير بريكة

أفاد مصدر طبي بأن وفاة الطفلة غدير جاءت جراء مضاعفات التجويع الذي أنهك جسدها النحيل، مؤكدًا عجز المستشفيات عن توفير الرعاية الضرورية لها. ويعود هذا العجز إلى النقص الحاد في الغذاء والدواء داخل القطاع المحاصر. كانت غدير تعاني منذ ولادتها من ضمور واعتلال في الدماغ وشلل دماغي، وقد فاقم سوء التغذية وغياب العلاجات الأساسية حالتها الصحية بشكل حاد وغير مسبوق، ما أدى إلى تدهورها السريع وفقدانها للحياة.

اقرأ أيضًا: غدًا.. نهاية المرحلة الثانية لتنسيق الجامعات 2024

معاناة عائلة الطفلة ونقص حليب الأطفال

تفاقمت ظروف الطفلة غدير بسبب معاناة والدتها بدورها من سوء التغذية، ما جعل العناية بالرضيعة تحديًا شبه مستحيل في ظل الظروف المأساوية التي تعيشها العائلات الفلسطينية في غزة. والد الطفلة، أشرف بريكة، ذكر بأسى أن ابنته توفيت نتيجة “نقص الحليب”، مشيرًا إلى أنه بحث عن حليب الأطفال في كل مكان دون جدوى. وأوضح أن حتى في حال العثور عليه، فإن الأسعار باهظة وتتجاوز قدرته على الشراء، معبرًا عن قلقه العميق من إغلاق المعابر وعدم توفر أي حلول.

ارتفاع وفيات سوء التغذية بين الأطفال في غزة

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا مؤثرة للطفلة غدير، بدت فيها علامات الهزال الشديد وبروز العظام واضحة للعيان، مما جسّد مأساة الأطفال في غزة. هذه الصورة هي انعكاس لواقع آلاف الأطفال الذين لم تعد أجسادهم النحيلة تتحمل تبعات الحصار والتجويع المستمر. وتجاوزت حصيلة وفيات سوء التغذية في القطاع، منذ أكتوبر 2023، 272 حالة وفاة، منهم 113 طفلًا، بوفاة الرضيعة غدير بريكة.

اقرأ أيضًا: “ربنا رجعلها حقها”.. أول تعليق من والدة شيماء جمال وتحديد موعد العزاء

الحصار الإسرائيلي وتداعياته على المساعدات الإنسانية

تحذر منظمات أممية ودولية باستمرار من أن استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية ينذر بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال والمدنيين، في ظل انهيار تام للمنظومة الطبية وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية. وعلى الرغم من تكدس مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منع دخولها أو تتحكم في توزيعها بكميات شحيحة جدًا وخارج إشراف الأمم المتحدة، ما لا يلبي الاحتياجات الأساسية للسكان. فمنذ الثاني من مارس الماضي، شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره وأغلق المعابر أمام شاحنات الإغاثة.

أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة

تتجاهل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف ما تصفه تقارير دولية وإعلامية بأعمال “إبادة جماعية” في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. تشمل هذه الأعمال القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري للمدنيين. وقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد 62,192 شخصًا وإصابة 157,114 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون ظروفًا معيشية قاسية للغاية.

اقرأ أيضًا: خسائر فادحة.. إسرائيل تخسر 67 مليار دولار من الحرب على غزة رغم الدعم الأمريكي