كنز وفاء لا يفنى.. الدعاء للمتوفى يوم الجمعة يصله كصدقة جارية وبركة للأسرة
يُعد الدعاء للمتوفى، وخاصةً للجد، من أسمى أشكال البر التي يحرص عليها الأبناء والأحفاد بعد رحيل أحبائهم. يتجلى هذا الحرص بشكل خاص في يوم الجمعة المبارك، الذي يُعرف باستجابة الدعوات فيه، مما يجعله فرصة ثمينة لرفع درجات المتوفى والتخفيف عنه في الآخرة وإيصال النفع لروحه.
أهمية وفضل الدعاء للجد المتوفى يوم الجمعة
يُجمع علماء الدين على أن الدعاء للميت من أعظم صور البر وأجل الأعمال التي يمكن أن يقدمها الأبناء والأحفاد لمن رحلوا عن الدنيا. فقد أوصى الإسلام بالاستمرار في الدعاء للمتوفى، مؤكدًا أنه عمل لا ينقطع أجره ويصل نفعه إلى روح الميت. وجاء في الحديث الشريف ما يؤكد ذلك: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”.
يوم الجمعة يحظى بمكانة خاصة في الإسلام، إذ وردت أحاديث نبوية عديدة تشير إلى وجود ساعة في هذا اليوم لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه. لذلك، يفضل الكثيرون اغتنام هذه الأوقات المباركة لرفع أكف الضراعة لأحبائهم، رجاء أن يُستجاب الدعاء وتُرفع درجاتهم في الجنة ويُغفر لهم ما تقدم من ذنب. ويؤكد علماء الشريعة أن الدعاء للجد المتوفى في يوم الجمعة يعكس أسمى معاني الوفاء والإحسان، خصوصًا وأن الأجداد يتركون بصمات عميقة في تربية أحفادهم وحياتهم العاطفية.
نماذج من أدعية مؤثرة للجد المتوفى يوم الجمعة
فيما يلي مجموعة من الأدعية المأثورة التي يمكن للأحفاد وأفراد العائلة التوجه بها إلى الله تعالى لجدّهم المتوفى يوم الجمعة، داعين له بالرحمة والمغفرة والعتق من النار:
- “اللهم اغفر لجدي وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.”
- “اللهم اجعل قبر جدي روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار.”
- “اللهم اجعل عمله الصالح شفيعاً له، وارزقه الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عذاب.”
كيف يستمر بر الأحفاد بجدّهم بعد وفاته؟
لا يقتصر البر بالجد المتوفى والوفاء له على الدعاء فقط، بل يمتد ليشمل صورًا أخرى من الأعمال الصالحة التي تعود بالنفع على روحه. من هذه الأعمال الجليلة التصدق عنه باسمه، وزيارة قبره والدعاء له هناك، وكذلك إهداء ثواب تلاوة القرآن الكريم له. كل هذه الأعمال تعتبر من الصدقات الجارية التي تصل إلى المتوفى وتخفف عنه.
يؤكد العلماء أن البر بالجد بعد وفاته هو امتداد طبيعي لبر الوالدين، فالجد يُعد ركيزة أساسية من ركائز الأسرة ومصدرًا للحكمة والعطاء. والدعاء له في يوم الجمعة ليس مجرد كلمات، بل هو رسالة وفاء ومحبة عميقة تظل حية في قلوب الأحفاد، مهما مرت السنوات وتبدلت الظروف.