51 طنًا دفعة واحدة.. الذهب السويسري يتجه للولايات المتحدة في يوليو متحديًا الرسوم الجمركية | لماذا الآن؟
شهدت صادرات الذهب السويسري إلى الولايات المتحدة قفزة نوعية خلال الشهر الماضي مسجلةً أعلى مستوياتها منذ مارس الماضي في خطوة تعكس تحديات الميزان التجاري بين البلدين. جاء هذا الارتفاع اللافت في ظل ضغوط أمريكية متزايدة وتطبيق رسوم جمركية بنسبة تسعة وثلاثين بالمئة على الواردات القادمة من سويسرا إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدخل لاحقًا ليؤكد إعفاء الذهب من هذه الرسوم.
صادرات الذهب السويسري: قفزة قياسية
وفقًا لبيانات رسمية شهدت شحنات السبائك الذهبية من سويسرا التي تعد أكبر مركز عالمي لتكرير الذهب ارتفاعًا ملحوظًا نحو الولايات المتحدة. ارتفعت هذه الشحنات لتبلغ واحدًا وخمسين طنًا في يوليو الماضي مقارنةً بأقل من 0,3 طن فقط في الشهر الذي سبقه. وكانت الذروة السنوية قد سُجلت في يناير الماضي عندما أرسلت سويسرا مئة وثلاثة وتسعين طنًا من الذهب إلى السوق الأمريكية بحسب ما نقلته جريدة الشرق.
الفترة | كمية الذهب المصدرة إلى الولايات المتحدة (طن) |
يوليو الماضي | 51 |
الشهر السابق ليوليو | أقل من 0,3 |
يناير (الذروة السنوية) | 193 |
تجاوزت قيمة صادرات الذهب خلال الربع الأول من العام الجاري ستة وثلاثين مليار دولار لتشكل بذلك أكثر من ثلثي الفائض التجاري السويسري مع الولايات المتحدة رغم أن شركات التكرير السويسرية لا تحقق سوى جزء يسير من القيمة الحقيقية لهذا النشاط. تُظهر البيانات أيضًا مليارات الدولارات من الذهب التي تعبر باستمرار الحدود السويسرية قادمة من مناجم في أمريكا الجنوبية وإفريقيا لتصل في نهاية المطاف إلى مصارف في لندن ونيويورك.
تأثير مباشر على الميزان التجاري الثنائي
باتت صناعة الذهب من أبرز العوامل المؤثرة في الميزان التجاري السويسري خاصة مع استمرار ضغوط إدارة الرئيس ترامب لتقليص العجوزات التجارية الأمريكية. وقد شكّل قرار فرض رسوم جمركية بنسبة تسعة وثلاثين بالمئة على الواردات من سويسرا صدمة قوية في العاصمة برن خصوصًا وأن الحكومة السويسرية كانت تأمل في تجنب مثل هذه الإجراءات الاقتصادية.
أسباب ارتفاع شحنات الذهب إلى أمريكا
يُعزى جزء كبير من الزيادة في صادرات الذهب السويسري هذا العام إلى عدة عوامل رئيسية:
- فرص المضاربة التي نشأت نتيجة تباين أسعار الذهب بين جانبي المحيط الأطلسي.
- تصاعد المخاوف من احتمالية شمول المعدن النفيس ضمن الرسوم الجمركية الأمريكية.
لعبت مصافي الذهب السويسرية دورًا محوريًا في هذا السياق حيث قامت بإعادة صهر السبائك من معيار أربعمئة أونصة المستخدم في لندن إلى سبائك بوزن كيلوجرام أو مئة أونصة وهي الأوزان المطلوبة والمفضلة في بورصة كوميكس الأمريكية.
سياسة الرسوم وتدخل الرئيس ترامب
شهدت الأسواق بعض الاستقرار النسبي خلال الربع الثاني من العام بعد الإعلان عن إعفاء مؤقت للذهب من الرسوم الجمركية مما أدى إلى تراجع الأسعار الأمريكية لتتواءم مجددًا مع السعر المرجعي الفوري في لندن. غير أن قرارًا جديدًا صدر مؤخرًا هذا الشهر بفرض رسوم على سبائك معينة أثار حالة من الارتباك والترقب في سوق المعادن النفيسة. لكن الرئيس ترامب تدخل سريعًا ليوضح موقفه معلنًا أن الذهب لن يخضع لأي رسوم أمريكية.
وكان المصرف الوطني السويسري قد تناول هذه القضية بتفصيل في دراسة بحثية صدرت في مطلع العام الجاري. أكدت الدراسة أن صادرات الذهب المفرطة إلى الولايات المتحدة لا تعكس بدقة طبيعة العلاقات التجارية الحقيقية بين الاقتصادين السويسري والأمريكي ولا ينبغي إدراجها بشكل كامل عند تحليل الميزان التجاري الثنائي.