أسرار تُروى لأول مرة.. في ذكرى ميلاد عزت أبو عوف: كواليس قصة حب استثنائية وحكايات لا يعرفها الجمهور عن حياته.
تحل اليوم الخميس، 21 أغسطس، ذكرى ميلاد الفنان المصري الكبير عزت أبو عوف، الذي ترك بصمة فنية عميقة في قلوب جمهوره وزملائه. فبعد 15 عامًا قضاها كطبيب، قرر أبو عوف أن يتبع شغفه الحقيقي في الموسيقى والتمثيل وتقديم البرامج، ليتحول من “البالطو الأبيض” إلى واحد من أبرز نجوم الشاشة العربية. مسيرة استثنائية امتدت لعقود، جعلته رمزًا للرقي والفن المتجدد.
بدايات عزت أبو عوف العائلية والفنية
ولد عزت أبو عوف في القاهرة عام 1948، ونشأ في بيئة فنية بامتياز. فوالده هو الموسيقار الشهير أحمد شفيق أبو عوف، وشقيقته هي الممثلة القديرة مها أبو عوف، بينما تعمل ابنته مريم أبو عوف في مجال الإخراج. هذا المناخ العائلي الثري بالفن جعله قريبًا من الموسيقى منذ نعومة أظافره، رغم مساره الأكاديمي المختلف. التحق عزت أبو عوف بكلية الطب بجامعة الأزهر، بعد أن كرر الثانوية العامة عدة مرات لتحقيق المجموع المطلوب. وعلى الرغم من عمله كطبيب لمدة 15 عامًا، إلا أن حلم الفن ظل يراوده بقوة، ليقرر في النهاية التخلي عن مهنة الطب والتفرغ لجنون الفن الذي طالما عشقه.
“فور إم”: محطة موسيقية فارقة في مسيرة عزت أبو عوف
بدأت مسيرة عزت أبو عوف الفنية بانضمامه إلى فرقة “بلاك كوتس” الموسيقية المعروفة. لكن شغفه بالابتكار دفعه لتأسيس فرقته الموسيقية الخاصة “فور إم” عام 1979. الفرقة ضمت شقيقاته واعتمدت بشكل كبير على العنصر النسائي، وقدمت 8 ألبومات غنائية حققت نجاحًا واسعًا، لتصبح من أشهر الفرق الغنائية في تلك الفترة. ارتبط اسم عزت أبو عوف بلقب “أخو البنات” الذي لازمه طوال مشواره الفني بسبب إدارته للفرقة النسائية. وعلى الرغم من النجاح الكبير، تم حل الفرقة لاحقًا، الأمر الذي أثر نفسيًا بشكل كبير على عزت أبو عوف.
انطلاقة عزت أبو عوف في عالم التمثيل: من السينما للتلفزيون
جاءت فرصة عزت أبو عوف في التمثيل على يد المخرج خيري بشارة، الذي قدمه في فيلم “آيس كريم في جليم” عام 1992 بجانب النجم عمرو دياب والفنانين حسين الإمام وسيمون. نجاحه في هذا العمل كان بمثابة بوابة فتحت له أبواب السينما والتلفزيون على مصراعيها، ليشارك بعدها في عدد ضخم من الأعمال الفنية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري.
شارك عزت أبو عوف في مجموعة من الأفلام السينمائية الشهيرة، منها:
- كشف المستور
- حرب الفراولة
- بخيت وعديلة
- طيور الظلام
- امرأة هزت عرش مصر
- حسن اللول
- السفارة في العمارة
- ما تيجي نرقص
- مطب صناعي
- واحد من الناس
- حسن ومرقص
- بوبوس
- لا تراجع ولا استسلام
- عمرو وسلمى
أما في عالم الدراما التلفزيونية، فقد تألق في أعمال مميزة، أبرزها:
- أم كلثوم
- هوانم جاردن سيتي
- الملك فاروق
- الأب الروحي
- عفاريت عدلي علام
- ظل الرئيس
- الصفعة
- باب الخلق
- الدالي
- قضية نسب
- يا ورد من يشتريك
حياة عزت أبو عوف الشخصية: قصة حب لا تُنسى
تعد قصة حب عزت أبو عوف وزوجته السيدة “فاطيما” من أبرز الجوانب في حياته. فقد تعرّف عليها وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وظلت رفيقة دربه وزوجته لأكثر من 37 عامًا. لطالما وصفها بأنها “ملاك” تحملت معه كافة تقلبات حياته ومزاجه دون شكوى. بعد رحيلها، عاش عزت أبو عوف فترة عصيبة من الحزن العميق والاكتئاب، خاصة وأنها كانت السند الحقيقي له في مواجهة الأزمات، ومنها فترة انهياره بعد قرار حل فرقة “فور إم”. بل إنه ذكر أن اقتراحها بالعيش على مركب بعد هذه الأزمة ساعده كثيرًا على تجاوز الإحباط والعودة إلى الحياة من جديد.
ألقاب عزت أبو عوف: “البرنس” و”جنتل السينما”
كان زملاء عزت أبو عوف يطلقون عليه ألقابًا تعكس شخصيته الاستثنائية، مثل “البرنس” و”جنتل السينما”. هذه الألقاب جاءت نتيجة لما عُرف عنه من أناقة لافتة، ورقي في التعامل، وحضور مميز على الشاشة وخارجها. لم يصبح عزت أبو عوف علامة بارزة بأدواره الفنية فحسب، بل بطلته الفريدة التي ميزته عن أبناء جيله. كان الكثيرون يعتبرونه رمزًا للرقي والفن النظيف الذي يقدم محتوى هادفًا وممتعًا في آن واحد.
تجربة عزت أبو عوف في الإعلام وتقديم البرامج
إلى جانب مشواره الفني الطويل في الموسيقى والتمثيل، خاض عزت أبو عوف تجربة ناجحة ومميزة في مجال تقديم البرامج التلفزيونية، استمرت نحو 12 عامًا. كان يتمتع بخفة ظل وحضور طاغٍ وذكاء في إدارة الحوار والتعامل مع ضيوفه، وهو ما جعله قريبًا من الجمهور ومحبوبًا حتى في برامجه الحوارية.
وفاة عزت أبو عوف: نهاية مشوار فني حافل
رحل الفنان القدير عزت أبو عوف عن عالمنا في الأول من يوليو عام 2019، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 71 عامًا. كان خبر وفاته صادمًا لمحبيه ولزملائه في الوسط الفني، الذين وصفوه بأنه “جنتل السينما” الذي سيظل حاضرًا في ذاكرتهم بأعماله الفنية الخالدة وإنسانيته الراقية.