لأول مرة منذ عقود.. إنتاج النفط في أنجولا يهوي دون مليون برميل | تطور غير مسبوق

تراجعت أنجولا في يوليو 2025، بشكل حاد بإنتاجها النفطي، لتسجل أقل من مليون برميل يومياً لأول مرة منذ انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قبل نحو عامين. وبلغ حجم الإنتاج اليومي للبلاد حوالي 998,757 برميلاً، وهو أدنى مستوى يُسجل منذ مارس 2023، مما يضع ضغوطاً مالية كبيرة على الحكومة الأنجولية في ظل أسعار النفط العالمية التي تقل عن 70 دولاراً للبرميل.

تداعيات انخفاض إنتاج النفط على اقتصاد أنجولا

يضع الانخفاض الحاد في إنتاج النفط الحكومة الأنجولية في موقف مالي صعب، خاصةً أن موازنة الدولة لعام 2025 بُنيت على سعر نفط قدره 70 دولاراً للبرميل. وبذلك، تواجه البلاد تحدياً كبيراً في تحقيق الإيرادات النفطية المتوقعة، الأمر الذي قد يعرقل تمويل المشاريع التنموية والخطط الحكومية الطموحة. ويُعد هذا التراجع مصدر قلق رئيسي للدولة التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على صادرات النفط.

أنجولا تدرس طلب دعم من صندوق النقد الدولي

مع تصاعد الضغوط المالية والتحديات الاقتصادية، بدأت أنجولا في استكشاف خيارات الحصول على دعم مالي خارجي. وتشير مصادر في صندوق النقد الدولي إلى أن أنجولا تدرس إمكانية طلب المساعدة من الصندوق، على الرغم من عدم تقديم أي طلب رسمي بهذا الشأن حتى الآن. ويأتي هذا التوجه في إطار مساعي الحكومة لتخفيف الأعباء المالية وضمان استقرار الاقتصاد.

جهود أنجولا لجذب الاستثمارات في قطاع النفط

في محاولة لإنقاذ قطاعها النفطي من المزيد من التراجع، تبذل الحكومة الأنجولية جهوداً حثيثة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتطوير حقول النفط القائمة والجديدة. وقد بدأت بعض الشركات النفطية العالمية الكبرى بتوسيع نطاق عملياتها في البلاد:

• شركة “شيفرون” التي حصلت على امتيازات جديدة في المياه العميقة.
• شركة “توتال إنرجيز” التي وقّعت على مشروع ضخم بقيمة 6 مليارات دولار.
• شركة “إكوينور” التي أثنت على الجهود الحكومية لتحديث وتطوير قطاع النفط الأنجولي.

ورغم هذه الخطوات، لا يزال التراجع في الإنتاج يثير قلقاً عميقاً لدى المسؤولين، حيث وصف وزير النفط الأنجولي ديامانتينو بيدرو أزيفيدو السيطرة على هذا الانخفاض بأنه “أكبر تحدٍّ تواجهه الحكومة حالياً”.

توقعات سلبية لمستقبل إنتاج النفط الأنجولي

كانت أنجولا تأمل في تحقيق إنتاج يومي يبلغ 1.07 مليون برميل في يوليو 2025، لكن الواقع جاء بأقل من ذلك بكثير. وتشير الخطط الأولية لتصدير النفط إلى استمرار هذا التراجع في الشهور المقبلة، مما يعكس تحديات عميقة في القطاع.

خلفية: انسحاب أنجولا من منظمة أوبك

تجدر الإشارة إلى أن أنجولا انسحبت من منظمة أوبك في عام 2023 بعد 16 عاماً من العضوية، وذلك احتجاجاً على حصص الإنتاج المقيدة التي كانت تفرضها المنظمة. ومنذ ذلك الوقت، سعت أنجولا للحفاظ على مستوى إنتاج يتجاوز المليون برميل يومياً، إلا أن التحديات الميدانية والتقنية، بالإضافة إلى انخفاض الاستثمارات في بعض الحقول القديمة، جعلت تحقيق هذا الهدف أمراً صعباً. يمثل هذا التراجع إشارة إنذار مبكرة لتدهور محتمل في قطاع يعتبر العمود الفقري لاقتصاد البلاد.