رسالة طمأنة عاجلة.. مفتي تشاد يكشف: ما دام الأزهر ودار الإفتاء قائمين فلا خوف على الدين
حصل الشيخ أحمد النور محمد الحلو، المفتي العام لجمهورية تشاد، على جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي لعام 2025، وذلك خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر الدولي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بالقاهرة، حيث أكد على أهمية توظيف العلم والابتكار، لا سيما الذكاء الاصطناعي، في خدمة القضايا الفقهية والمجتمعية، مشيداً بجهود دار الإفتاء المصرية في هذا المجال.
الذكاء الاصطناعي وتحديات الفتوى العصرية
ناقش المفتي العام لجمهورية تشاد في كلمته المحورية ضرورة توجيه التطورات العلمية والتقنية الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، بما يخدم الصالح العام ويحقق مبدأ “عمارة الأرض”. وأشار إلى أن هذا المسعى ليس حديث العهد بل هو منهج إنساني أصيل في خدمة البشرية وتنميتها. وأثنى الحلو على الدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في سد الفجوة المعرفية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الشرعية، مقدمًا شكره وتقديره لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، وفريق عمل الأمانة العامة على جهودهم البارزة في تنظيم هذا المؤتمر الهام.
جهود تشاد في التنمية ومواجهة الأفكار الهدامة
سلط الشيخ أحمد النور محمد الحلو الضوء على جهود بلاده، جمهورية تشاد، في استثمار ثرواتها الطبيعية المتنوعة لتحقيق التنمية والتطوير الشامل. وأكد على الإسهامات الكبيرة لعلماء تشاد في بناء صروح علمية ودينية مثل المدن القرآنية والمجمعات التعليمية، التي تخرج منها آلاف الدعاة والمصلحين. كما شدد على الدور المحوري لدار الإفتاء التشادية في التصدي بحكمة وصبر لمحاولات اختراق المجتمع بالأفكار المتطرفة والتيارات الفكرية المناهضة، لتشكل سدًا منيعًا يحمي المجتمع من الانحراف.
المفتي العام لتشاد يتسلم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي
عبر الشيخ أحمد النور محمد الحلو عن فخره واعتزازه البالغ بحصوله على جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي لعام 2025، الممنوحة من الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. واعتبر هذا التكريم بمثابة تقدير رفيع لجمهورية تشاد ومؤسساتها الدينية، وحافزًا قويًا لمواصلة العمل الدؤوب في خدمة الفتوى والارتقاء بها. وأوضح أن اسم الإمام القرافي يحظى بمكانة جليلة في تشاد، حيث توجد مؤسسة علمية عريقة تحمل اسمه منذ عقدين من الزمان، وقد تولى الشيخ الحلو إدارتها والتدريس فيها لسنوات طويلة، مؤكدًا على أن “ما دام الأزهر الشريف ودار الإفتاء قائمين؛ فإن الخوف على الدين لا محل له”. وأشار إلى أن مفتي مصر يُعد بمنزلة مفتي للعالم الإسلامي أجمع، وأن سائر المفتين في العالم هم نواب عنه في أداء رسالتهم.
مسيرة الشيخ أحمد النور الحلو في خدمة الفتوى
وُلد الشيخ أحمد النور محمد الحلو في تشاد عام 1946، وتلقى تعليمه الديني في السودان، حيث تعمق في علوم الفقه المالكي وأصول الفقه واللغة العربية والحديث الشريف، مما جعله من أبرز علماء الفتوى في القارة الإفريقية. وقد شغل الشيخ الحلو عدة مناصب دينية رفيعة أسهمت في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال:
- تولى منصب المفتي العام لجمهورية تشاد منذ عام 2013.
- كان عضواً فعالاً في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتشاد.
- أسس مجمعاً علمياً متخصصاً في نشر التعليم الشرعي ومحاربة الغلو والتطرف الفكري.
- شارك في العديد من المؤتمرات الدولية الهادفة إلى دعم الاعتدال وترسيخ منهج الوسطية.
وتأتي جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي التي تسلمها الشيخ الحلو، وهي جائزة دولية مرموقة تمنح سنوياً خلال المؤتمر العالمي للإفتاء، تقديراً لعطائه العلمي الغزير وإسهاماته البارزة في تطوير العمل الإفتائي، وترسيخ المرجعية الوسطية ومواجهة التطرف من خلال البحث العلمي والممارسة الميدانية.