خطة جديدة لسياحة الإسكندرية.. وزير السياحة يوجه بإعداد استراتيجية شاملة لتنشيط المدينة الساحلية
استهل وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، زيارته لمدينة الإسكندرية بجولة تفقدية لمواقعها الأثرية البارزة، شملت المتحف اليوناني الروماني وقلعة قايتباي التاريخية. هدفت الزيارة إلى متابعة مستجدات أعمال التطوير والترميم الجارية، وتعزيز مكانة الإسكندرية كوجهة سياحية وثقافية عالمية، ضمن استراتيجية الوزارة لدعم التنوع السياحي بمصر.
جولة وزير السياحة والآثار بالمتحف اليوناني الروماني
تفقد الوزير شريف فتحي المتحف اليوناني الروماني، واستمع إلى شرح مفصل حول تاريخه، وتطور قاعاته، وسيناريو العرض المتحفي الجديد، وأبرز المقتنيات المعروضة به. كما اطلع على آليات الحفاظ على القطع الأثرية النادرة، خاصة الآثار الغارقة، بجانب أبرز ملامح الفن السكندري العريق. رافق الوزير في جولته يمنى البحار نائب الوزير، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من قيادات الوزارة والمجلس.
أعرب الوزير عن إعجابه الشديد بما يضمه المتحف من مقتنيات أثرية فريدة، واصفًا إياه بأنه أحد أهم المزارات السياحية في مدينة الإسكندرية. وأكد على أهمية المتحف الذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء في أكتوبر 2023 بعد انتهاء أعمال تطويره وإعادة تأهيله، مشيرًا إلى دوره في سرد تاريخ مصر القديمة والإسكندرية بشكل خاص عبر عرض متكامل يتناول جوانب الحياة السياسية والدينية والفنية والعلمية والتجارية خلال العصور البطلمية والرومانية والبيزنطية والقبطية.
وخلال الزيارة، وجه الوزير بعدة نقاط رئيسية لتعزيز دور المتحف والمشهد السياحي في الإسكندرية:
- إعداد خطة جديدة للترويج السياحي للمدينة، تتضمن إدراج المتحف بشكل أكبر في البرامج السياحية.
- الاستفادة من التدفق السياحي المتزايد على منطقة الساحل الشمالي، وربطها بزيارة المعالم الأثرية بالإسكندرية.
- تنظيم ملتقيات علمية وبحثية وفعاليات دولية متخصصة في علم المصريات، لتعزيز مكانة مصر كمركز عالمي للحركة العلمية والأكاديمية في هذا المجال.
كما حرص الوزير على لقاء عدد من العاملين بالمتحف، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم، مشيدًا بجهودهم البارزة في الحفاظ على هذا الصرح الأثري وإدارته بكفاءة. وفي ختام جولته، دوّن الوزير كلمة في دفتر الزيارات الخاص بالمتحف، عبر فيها عن سعادته البالغة بالزيارة وإعجابه بالعرض المتحفي المبهر والجديد، الذي وصفه بأنه قمة في الابتكار والحداثة مع الحفاظ على التراث.
تفقد أعمال تطوير قلعة قايتباي الأثرية بالإسكندرية
عقب انتهاء جولته بالمتحف اليوناني الروماني، توجه الوزير والوفد المرافق له لزيارة قلعة قايتباي التاريخية، حيث استمع إلى شرح مفصل من الدكتور محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية للآثار الإسلامية والقبطية، عن آخر مستجدات مشروع ترميم القلعة والمواعيد المحددة للانتهاء منه. وشملت الجولة زيارة الأسوار الداخلية والخارجية، والبرج الرئيسي، والمسجد، والصهريج.
كما تفقد الوزير الخدمات السياحية بالقلعة، ومنها اللافتات الإرشادية ومركز الزوار الذي تم افتتاحه مؤخرًا بعد تطويره. ويعرض هذا المركز معلومات قيمة عن المنشآت الأثرية الفريدة بالإسكندرية، وتطور التحصينات الدفاعية بالمدينة، مع التركيز على الدور التاريخي لقلعة قايتباي، بالإضافة إلى التحصينات التي شُيدت في عهد محمد علي باشا على امتداد الساحل الشمالي.
الإسكندرية.. وجهة سياحية عالمية بتاريخ عريق
أكد الوزير أن استراتيجية الوزارة تركز على إبراز تنوع المقومات السياحية في جميع المحافظات المصرية، بما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية رائدة. وأشار إلى أن الإسكندرية، بما تضمه من إرث حضاري وثقافي عظيم، تستحق أن تكون في صدارة البرامج السياحية الدولية، لكونها مدينة تاريخية عريقة تجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم.
خلال الجولة، التقى الوزير بعدد من السائحين الروس والإيطاليين، وحرص على التحدث معهم. وقد عبر السائحون عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه من مواقع سياحية وأثرية مميزة خلال زيارتهم لمدينتي الإسكندرية والقاهرة.
يُذكر أن قلعة قايتباي شُيدت على يد السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي بين عامي 1477 و1479 ميلاديًا. تقع القلعة في حي الأنفوشي، جزيرة فاروس قديمًا، غرب الإسكندرية، وتتكون من مساحة مستطيلة يحيط بها البحر من ثلاث جهات. وقد أضاف محمد علي باشا تجديدات على السور الشمالي للقلعة، حيث أعاد بنائه بما يتناسب مع تطور الأسلحة في عصره.