ساعة يوميًا إضافية.. الذكاء الاصطناعي يحقق اختراقًا يوفر وقتًا قيمًا للموظفين
دراسة حديثة لشركة IWG تكشف أن موظفي جيل زد يقودون موجة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، حيث يتولون تدريب زملائهم الأكبر سناً على استخدام الأدوات الحديثة. هذا التوجه أثمر عن مكاسب إنتاجية ملموسة، ومكن الموظفين من توفير ما يقارب 55 دقيقة يومياً، أي ما يعادل يوماً كاملاً إضافياً من العمل أسبوعياً.
جيل زد: القوة الدافعة لتبني الذكاء الاصطناعي في العمل
تُظهر نتائج الدراسة أن جيل زد ليس مجرد مستخدم للذكاء الاصطناعي، بل هو المحرك الأساسي لاعتماده وتوسيع نطاق الاستفادة منه في أماكن العمل الحديثة. فقد أفادت الدراسة أن نحو ثلثي الموظفين الشباب يبادرون بمساعدة زملائهم الأكبر سناً على تبني الأدوات التقنية الجديدة وكيفية استخدامها بفعالية. هذا التعاون البناء لم يمر دون تقدير من الإدارة العليا، حيث يرى 80% من كبار المديرين أن هذه المساعدة القيمة سمحت لهم بالتركيز بشكل أكبر على المهام الاستراتيجية بعيدة المدى.
علاوة على ذلك، أكد 82% من المديرين أن الابتكارات والأفكار الجديدة التي قدمها الموظفون الأصغر سناً بفضل إتقانهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي قد فتحت آفاقاً غير مسبوقة للأعمال وخلقت فرصاً جديدة للنمو والتطوير. وبشكل عام، اعتبرت الغالبية العظمى من المشاركين في الدراسة أن مهارات جيل زد المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي قد أسهمت بشكل مباشر في تحسين إنتاجية الأقسام المختلفة ودفع عجلة التطوير المهني الشامل للأمام داخل المؤسسات.
الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية ويوفر وقتاً ثميناً للموظفين
لم يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على تسهيل المهام فحسب، بل امتد ليشمل تحقيق مكاسب زمنية وإنتاجية هائلة للموظفين. فوفقاً للدراسة التي شملت أكثر من ألفي متخصص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أكد 78% من الموظفين أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ساعدهم على توفير ما يقارب 55 دقيقة يومياً من وقتهم الثمين. هذا التوفير الزمني الكبير يعادل إضافة يوم عمل كامل إضافي لكل موظف على مدار الأسبوع، مما يمثل دفعة قوية للإنتاجية الإجمالية للمؤسسات.
ولم يذهب هذا الوقت الإضافي سدى، بل أوضح المشاركون في الدراسة أنهم أعادوا استثمار هذا الوقت المكتسب في أنشطة ذات قيمة مضافة أعلى. وشملت هذه الأنشطة التركيز على الإبداع وتطوير الأفكار الجديدة، والتعلم المستمر واكتساب مهارات إضافية، بالإضافة إلى تعزيز التواصل وبناء العلاقات المهنية القوية داخل فرق العمل. هذه النتائج تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يقلل من المهام الروتينية فقط، بل يفتح المجال أمام الموظفين للنمو والتطور المهني والشخصي.
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تبسيط مهام العمل المرن؟
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في دعم بيئات العمل المرن والحديثة، حيث يوفر حلولاً فعالة لتبسيط العديد من المهام اليومية التي كانت تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين. وقد أظهرت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يسهل على الموظفين مهاماً متعددة، مما يقلل بشكل ملحوظ من الأعباء الإدارية الروتينية ويتيح للموظفين التركيز على المشاريع ذات الأولوية العالية والتأثير الاستراتيجي.
تشمل أبرز المهام التي يساعد الذكاء الاصطناعي في إنجازها:
- تنظيم الملفات وتصنيفها بذكاء، مما يسهل الوصول إليها واسترجاعها بسرعة.
- صياغة رسائل البريد الإلكتروني والردود الاحترافية، مما يوفر الوقت ويضمن جودة التواصل.
- تلخيص الاجتماعات والملاحظات الطويلة، مما يساعد على استخلاص النقاط الأساسية بسرعة ودقة.
وفي سياق متصل، يرى 64% من المشاركين في الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قد جعل تجربة العمل المرن أكثر سلاسة وفعالية، وذلك بفضل قدرته على أتمتة المهام المتكررة وتوفير الدعم المستمر. وعلى الرغم من هذه الفوائد الواضحة، أبدى نحو ثلثي المشاركين قلقهم من أن تجاهل تعلم هذه الأدوات المتطورة والاعتماد عليها قد يؤدي إلى إبطاء تقدمهم الوظيفي ويجعلهم متأخرين عن ركب التطور المهني المستمر. ويخلص التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح عاملاً محورياً في تعزيز التعاون بين الأجيال، ورفع الكفاءة، وإعادة صياغة مفهوم العمل المكتبي الحديث.