هبوط جديد.. الأسهم الأمريكية تتراجع بقوة بضغط من قطاع التكنولوجيا | ماذا يكشف عنه محضر الفيدرالي المنتظر؟

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الأربعاء، مدفوعة بهبوط حاد في أسهم قطاع التكنولوجيا لليوم الثاني على التوالي. يأتي هذا الانخفاض وسط ترقب المستثمرين لنتائج أرباح شركات التجزئة المرتقبة، بالإضافة إلى انتظار صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي قد يلقي الضوء على مستقبل السياسة النقدية.

تراجع مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية

سجلت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت خسائر جماعية، حيث تراجع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.9%. كما هبط مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم غالبية أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، بحوالي 1.6%. في المقابل، خسر مؤشر داو جونز الصناعي حوالي 90 نقطة، وهو ما يعادل نسبة 0.2% من قيمته.

أداء أسهم شركات التكنولوجيا الرائدة

جاءت هذه التراجعات في سوق الأسهم الأمريكية مع استمرار المستثمرين في عمليات جني الأرباح من أسهم شركات التكنولوجيا وأشباه الموصلات الرائدة. وقد أثار هذا الاتجاه قلقاً متزايداً بشأن تقييمات هذه الأسهم المرتفعة ومستقبل سوق الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل. فقد شهد سهم إنفيديا، الرائدة في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، انخفاضاً بنحو 3%. كما تراجعت أسهم شركات أدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD) وبرودكوم بأكثر من 3.5% لكل منهما. وتكبد سهم إنتل خسائر تجاوزت 6%، بينما هبط سهم بالانتير بنسبة 5.5%. ولم يقتصر التراجع على هذه الشركات فحسب، بل شمل أيضاً أسهم عمالقة التكنولوجيا المعروفين مثل آبل وأمازون وألفابت (الشركة الأم لجوجل) وميتا (الشركة الأم لفيسبوك).

تباين أداء أسهم قطاع التجزئة

في قطاع التجزئة، شهدت بعض الأسهم تبايناً في الأداء. فقد تكبد سهم شركة تارغت خسائر كبيرة تجاوزت 8%، وذلك بعد إعلان الشركة عن تراجع في مبيعاتها وخططها لتعيين رئيس تنفيذي جديد اعتباراً من الأول من فبراير القادم. على النقيض تماماً، ارتفع سهم شركة لويز (Lowe’s) بنسبة 2.9%، وذلك عقب إعلانها عن نتائج أرباح فاقت توقعات المحللين والسوق بشكل عام.

ترقب المستثمرين لقرارات السياسة النقدية

يترقب المستثمرون عن كثب صدور محضر اجتماع يوليو لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي من شأنه أن يقدم رؤى أعمق حول توجهات البنك المركزي. كان صانعو السياسات قد أبقوا أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي خلال هذا الاجتماع. اللافت للنظر هو معارضة عضوين من ذوي حق التصويت، وهما كريستوفر والر وميشيل بومان، لقرار تثبيت الفائدة، وهي سابقة لم تحدث منذ عام 1993. تأتي هذه التطورات قبل الكلمة المرتقبة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الجمعة المقبل خلال ندوة جاكسون هول الاقتصادية العالمية. ينتظر المستثمرون خطاب باول بفارغ الصبر لاستكشاف الاتجاهات المستقبلية للسياسة النقدية الأمريكية. وتشير توقعات العقود الآجلة لصناديق الفيدرالي، وفقاً لأداة FedWatch التابعة لبورصة شيكاغو التجارية، إلى وجود احتمال يقارب 85% لخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل.

تحليلات خبراء السوق حول التقييمات المستقبلية

وفي تعليقها على الوضع الراهن في الأسواق، صرحت كارول شليف، كبيرة استراتيجيي السوق في شركة BMO Private Wealth، بأن “تقييمات سوق الأسهم مرتفعة جداً حالياً، مما يترك مجالاً ضيقاً لأي خيبة أمل غير متوقعة”. وأضافت شليف أن “السوق يسعّر مستقبلاً مشرقاً إلى حد كبير، مدعوماً بأرباح الشركات القوية ووضوح أكبر بشأن السياسات التجارية والضريبية”. وأكدت أيضاً أن “المستثمرون يضعون آمالاً كبيرة على أن يستغل جيروم باول ندوة جاكسون هول لتمهيد الطريق نحو خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، خصوصاً في ظل ضعف بيانات سوق العمل الأخيرة التي صدرت”.