في حوار المواجهة.. الحلقة الأولى من كشف حساب رئيس الهيئة العامة للكتاب وماذا بعد؟

تواجه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي اتهامات متعددة بإهدار المال العام وتضارب المصالح، بالإضافة إلى تدمير الأرشيف الرقمي للمؤسسة. وتثير قرارات إدارية جدلاً واسعاً حول مستقبل واحدة من أعرق المؤسسات الثقافية في مصر، خاصة فيما يتعلق بفك ودائع مالية تخص العاملين وحذف قناة الهيئة الرسمية على يوتيوب بالكامل.

اتهامات بتضارب المصالح وعلاقة مثيرة للجدل مع الشارقة

ظهرت تساؤلات حول تضارب المصالح منذ تولي العساسي منصب نائب رئيس الهيئة عام 2019، حيث كان يعمل في الوقت نفسه مستشارًا لهيئة الشارقة للتراث. واستمرت هذه العلاقة بعد توليه رئاسة الهيئة، حيث شارك كمتحدث في ندوات هيئة الشارقة التي أقيمت في مصر، كما أصدر كتابين خلال عامين متتاليين من الهيئة الإماراتية، وهو ما يدر عليه مكافآت مالية كبيرة بالدولار.

اقرأ أيضًا: فرصة ذهبية.. تعرف على شروط القبول والمجالات المتاحة بجامعة القاهرة التكنولوجية

حذف قناة هيئة الكتاب على يوتيوب يثير اتهامات بإهدار التراث الرقمي

في قرار وُصف بالصادم، أقدمت إدارة الهيئة على مسح قناة اليوتيوب الخاصة بها بالكامل، مما أدى إلى ضياع أرشيف ضخم من اللقاءات والندوات التي تمثل جزءاً مهماً من التراث الثقافي المصري الحديث. وبررت الهيئة هذا الإجراء بأن القناة تعرضت للاختراق، وهو مبرر اعتبره الكثيرون غير مقنع ولا يوازي حجم الخسارة الثقافية. كما تم إيقاف منصة المعرض الرقمية التي تأسست بجهود كبيرة من المختصين التقنيين.

تضارب في أرقام الإصدارات وغياب الشفافية في هيئة الكتاب

توقفت الهيئة عن إصدار القوائم السنوية لمنشوراتها خلال العامين الماضيين، مما أثار الشكوك حول حجم الإنتاج الفعلي. ورغم تصريحات رئيس الهيئة المتكررة للصحافة عن طباعة 400 إلى 480 إصدارًا سنويًا، تشير الوقائع إلى أن العدد الحقيقي لا يتجاوز 80 إصدارًا، مما يعكس تراجعًا كبيرًا في دور الهيئة ويطرح أسئلة حول مصداقية الأرقام المعلنة.

اقرأ أيضًا: للخشوع التام.. 4 أخطاء شائعة تمنعك من لذة الصلاة

البيانالوضع السابق / المعلنالوضع الحالي / الفعلي
عدد الإصدارات السنوية480 إصدارًا (حسب التصريحات)لا يتجاوز 80 إصدارًا فعليًا
عدد العاملين بالمطابع500 عامل (قبل 3 سنوات)150 عاملاً فقط

غموض يحيط بصفقة متابعة تراث معرض الكتاب مع الشركة المتحدة

أثار عرض القناة الوثائقية التابعة للشركة المتحدة لقاءات نادرة لمثقفين من أرشيف معرض الكتاب تساؤلات حول طبيعة الاتفاق بين الهيئة والشركة. ويطالب المثقفون بمعرفة تفاصيل الصفقة المالية وحقوق الملكية الفكرية، والتساؤل عن الأثر المالي لهذه الصفقة على ميزانية الهيئة التي لم تشهد أي تحسن ملحوظ في عدد الإصدارات أو زيادة في عدد العاملين.

إهدار للمال العام في طباعة كتب وسحبها من الأسواق

في واقعة غريبة ومُكلفة، قامت هيئة الكتاب بطباعة بعض العناوين ثم سحبتها من العرض دون توضيح الأسباب. هذا الإجراء يحمل الهيئة تكاليف مضاعفة تشمل لجان القراءة والمراجعة والطباعة، لينتهي الأمر بتخزين الكتب أو إعدامها، مما يعد إهدارًا واضحًا للمال العام. ومن بين الكتب التي تعرضت لهذا الموقف:

اقرأ أيضًا: ظهور نادر.. ماذا حدث لمتظاهري “فلسطين أكشن” في لندن؟

  • كتاب “الهم السياسي في رواية المرأة العربية” للناقد شوقي عبد الحميد (إصدار 2024).
  • كتاب “الخطاب النسوي في العالم الثالث” للدكتورة إكرام البدوي (2024).

مخاوف حول مصير ودائع العاملين في هيئة الكتاب

تزايد القلق بين العاملين في الهيئة بعد الكشف عن مستندات تشير إلى فك وديعة صندوق التكافل الخاص بهم وتحويلها إلى حساب جارٍ، مما يهدد مستحقاتهم المالية. وتتردد معلومات أيضًا عن فك وديعة أخرى كانت مخصصة لمشروع مكتبة الأسرة المتوقف منذ عامين تقريبًا، وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة مشروعة حول الإدارة المالية للمؤسسة وسلامة أموال العاملين فيها.

اقرأ أيضًا: عاجل.. كيا تستدعي 12 ألف سيارة لعيب خطير